> دبي «الأيام» ميشال موتو و فابيان زامورا
يرى محللون أن القرار الأمريكي إرسال ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط يعزّز الخلل في موازين القوى في المنطقة الحيوية، في مواجهة جيش إيراني متمرّس في تكتيكات حرب العصابات البحرية والرافض للانجرار إلى حرب مباشرة يدرك أنّه سيخسرها.
ولم تحدّد وزارة الدفاع الأمريكية المواقع التي سينتشر فيها الجنود
الإضافيين ولا موعد وصولهم. ويأتي القرار بعد خطوة مماثلة في نهاية مايو قضت بإرسال 1500 جندي غير الموجودين في المنطقة، بالإضافة إلى طائرات استطلاع وسرب من المقاتلات وحاملة طائرات وبطارية صواريخ “باتريوت”.
وسيضع أي نزاع مفتوح بين إيران والولايات المتحدة في حال اندلاعه، التفوّق العسكري الأمريكي المتمثّل بالأسطول الخامس في البحرين وعدد من القواعد في المنطقة وحاملات الطائرات ودعم الحلفاء السعوديين والإسرائيليين، في مواجهة نظام معزول في إيران أرهقته العقوبات الاقتصادية على مرّ سنوات.
وبحسب جان سيلفيستر مونغرونييه من معهد “توماس مور” الفرنسي البلجيكي، فإن “التوجّه العام والوسائل (العسكرية) الإيرانية تندرج ضمن مفهوم حرب العصابات البحرية”، مضيفا “الهدف سيكون إحداث أضرار كبيرة مع المراهنة على رفض الولايات المتحدة الانجرار إلى تصعيد”.
ويرى مونغرونييه أنّ على الولايات المتحدة “الأخذ بالاعتبار تداعيات مواجهة محتملة مباشرة مع إيران على وضع قواتها العام بالمقارنة مع الصين وروسيا”.
ويقول: “مركز الدراسات العليا البحرية” الفرنسي إنّه “منذ الثورة في العام 1979، والحرب الإيرانية العراقية، اختبرت السلطات الإيرانية وطوّرت إستراتيجيات جديدة تهدف إلى تحقيق انتصار جزئي، ولو غير مضمون، خصوصا على الصعيد النفسي”.
وخصّص المركز تقريرا حول الإستراتيجية البحرية الإيرانية التي تتشابه مع الإستراتيجيات الفرنسية في القرن التاسع عشر والتي كانت تقوم على مضاعفة أعداد الزوارق الصغيرة والسريعة بدل التركيز على بناء بوارج قوية، كما كان يفعل الإنكليز.
ومضيق هرمز ممر بحري ضيّق يفصل بين إيران وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية، تسلكه السفن الآتية من الخليج للوصول إلى بحر عمان ثم المحيط الهندي، وتعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا.
ورأى هولمز أنّه لا يمكن “مقارنة القوات واستخلاص أن البحرية الأمريكية ستسحق القوات الإيرانية، فجزء من البحرية الأمريكية هو الذي سيخوض وحده مواجهة مع القوات الإيرانية، ليس فقط البحرية، ولكن أيضا ضد قوات برية تطلق النار من الساحل”.
في سنة 1988، شنّت القوات البحرية الأمريكية عملية قرب مضيق هرمز ضد إيران بعدما ارتطمت فرقاطة بلغم بحري. وقتل في العملية 300 جندي إيراني وأصيب 300 آخرين بجروح، بينما لقي طياران أمريكيان مصرعهما.