> كتب/ أحمد النظامي

فجعت الأوساط الثقافية والفنية برحيل الفنان اليمني الكبير والمقيم بجدة أ. هود العيدروس، الذي غادر إلى جوار ربه في الـ 10 من سبتمبر 2019م إثر صراع قصير مع المرض، بعد حياة حافلة بالعطاء تمكن خلالها من إثراء الساحة الفنية وخدمة وتطوير الأغنية الحضرمية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بشكل عام، مسهماً في التعريف بالفن اليمني في مختلف المحافل العربية والدولية.

وأوضح نجله عيدروس هود العيدروس في تغريدة له على تويتر عن وفاة والده إثر صراع قصير مع المرض في مستشفيات مدينة جدة. معزيا أسرته والأوساط الفنية والمشهد الثقافي بهذا المصاب الجلل.
تجدر الإشارة إلى أن هود العيدروس من الأصوات الذهبية النادرة التي رسخت في الوجدان الجماهيري وساهمت في تجديد وتطوير الأغنية اليمنية بألحانه الجميلة وصوته العذب.

كما عكف على تشجيع وتنمية قدرات الأصوات الشابة والمواهب الصاعدة من خلال صالونه الفني بمدينة جدة.
وهو صاحب الأغاني الشهيرة "بنت البادية"، و "يلومون الجمل"، و "مشتاق للمغرب"، و "وين بلقاك يالمحبوب؟"، وأغنية "أشر لي ومر".. وغيرها من الروائع التي رددها السهل والجبل على مر الأجيال.

وعموما يبقى رحيل الفنان الكبير العيدروس فراغا شاغراً لا يشغله غيره لأنه شق طريقا فنيا ومدارا ضوئيا فريدا من نوعه لا يشاركه أحد في ذلك التفرد.. سواء من حيث الجمل الموسيقية أو الإضافات اللحنية وحتى في اختبار الكلمات بطريقة عيدروسية خالصة لم يتأثر ولم يقلد ولم يحاك فنانا آخر رغم تشبعه من التراث العريق وتلك خاصية وحده، هود العيدروس، من يجيد أبجدياتها.

والمتتبع لروائع العيدروس يدرك بملء قلبه أن فناننا يمتلك ذائقة فنية عالية، وهو ما انعكس في أعماله الغنائية التي تدخل الوجدان دون استئذان؛ بل تحفظ غيبا.
يفتتح عيدروس أغانيه عادة بموال قصير بعدها إيقاع طربي بصحبة العود والمزمار والموسيقى الخفيفة تناغما مع خفة وعذوبة الكلمات.. كما في أغنية: "طائر الشوق عجل لي بأشواقي.. لا ديار المحب بعطيك عنوانه"..

وحتى تكتمل الجملة يضيف العيدروس نوتة لحنية خارج إطار النص: "دان وادان دان.. وادان وادن".
وهكذا ينطلق بنا هود العيدروس صوب فضاءات من المتعة والدهشة بطعم وجاذبية النغم.

رحمة الله عليه.. وهي أيضاً رسالة نوجهها للجهات المعينة والشخصيات المثقفة في الحفاظ والتوثيق لمشروع هود العيدروس؛ لتستفيد منه كل الأجيال.