> تقرير/ خاص
"بني العوام" هي إحدى مديريات محافظة حجة، وتقع في ملتقى محافظتي عمران والمحويت، يزيد عدد السكان فيها عن 52 ألف نسمة، حسب تعداد عام 2004م، تتكون المديرية من ثمان عُزل في التقسيم الإداري، وكل عزلة تتكون من عشرات القرى تتربع على سفوح سلاسل جبلية ذات ارتفاعات شاهقة وبنطاق جغرافي كبير دون وجود سهول فيها.
أيضاً توجد في المديرية مساجد ضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإسلامي، وأشهرها مسجد المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، وهو عالم فقه حكم اليمن لفترة وجيزة وله العديد من الكتاب أشهرها الأزهار، البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار وغيرها الكثير، وكذا يوجد في المديرية هجر العلم التي أنشئت على فترات زمنية مختلفة.
مديرية زراعية
تشتهر المديرية بزراعة البُن والحبوب كالدخن والذرة بشكل رئيسي.. فأما البُن فهو من أجود أنواع البُن اليمني، وكانت معظم وديان وسفوح جبال المديرية تتزين بأشجار البُن بكثافة كبيرة حتى أنه يقال إنهم قديماً كانوا يضطرون لاستخدام السراج (للإضاءة) بين الأشجار من كثافتها، انخفضت هذه الأيام زراعة البُن لأسباب عديدة منها انخفاض منسوب الأمطار وسهولة الحصول على البُن المستورد مقارنة بالمجهود الكبير الذي يُبذل للاعتناء بأشجار البُن وكذا هجرة الكثير من أبناء المديرية إلى المدينة نظراً لسهولة حياة المدينة وعدم توفر الخدمات في المديرية وأهمها الطريق؛ حيث إن المديرية إلى اليوم بدون طريق إسفلتية، والطرق الموجودة المتوفرة فيها وعرة، والتنقل فيها صعب جداً وخطر، ولكنها مع هذا كله ما تزال مرتعاً شيقاً لمحبي الزراعة والسياحة، فالكثير من الأسر اليمنية الغنية كانت تتسابق لشراء المدرجات الزراعية والمنازل فيها، حيث تمتلك المديرية مقومات زراعية وسياحية ومعدنية، إذ توجد فيها المعادن وأحجار البناء كالجرانيت وغيرها.
هجرة طوعية

يقول أحد مواطني بني العوام: "ما تمتاز به مديريتنا بني العوام عن غيرها من المديريات أن تربتها ومناخها يجعل من الممكن أن تزرع فيها ما تشاء فقط عندما تتوفر العزيمة لمن أراد أن ينمي زراعته ويستثمر أرضه، أما أن يتحجج الهارب من هنا بانعدام الماء، فهناك وسيلة للتغلب على ذلك وهو بناء الخزانات الخاصة كما هو المعمول به في مديرية نجرة المجاورة لنا، وتزخر بالكثافة البشرية".

وتابع قائلاً: "مديرية بني العوام وصلت إلى حد الكمال إلى حد أن لم يعد فيها شبر إلا وتم استثماره وزراعته، في وقت كانت معظم المديريات تعتبر طاردة للسكان لقلة مواردها".
حلول
الناشط المجتمعي أبو الحسن شرف الدين، يرى أن هناك حلولاً لتقليل حدة الهجرة إلى المدن أهمها: توفير مشاريع تنموية تشجيعية في زراعة البُن وتربية المواشي وبناء الخزانة والحواجز المائية، للحد من التراجع الذي باتت تعيشه المديرية بعد أن كانت من المديريات التي يتهافت عليها الناس لامتلاك الأرض فيها وتنافس أبنائها في التطاول في البنيان، كما قال.
زراعة ومواسم

ﻭﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ ﺧﻴﺮﺍً، ﻓﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺪﺧﻦ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﺳﺘﻮﺍؤﻫﺎ ﻭﺣﺒﻮﺏ ﺍﻟﺒُﻦ ﺗﺴﺮﻉ ﻓﻲ احمرارها، ﻭأﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﻭﺭﻭﻋﺘﻬﺎ.
ومن أبرز الأقوال التي يقولها المزارعون في موسم الحصاد: "بالمحلي يا من خضخض الماء.. وشرب بارديه.. صنعاء شمس شارق.. صنعاء والمشارق.. صنعاء الداخلية.. صنعاء الخارجية.. يا برقوق حدة.. يا لوز الجبالي.. يا رمان حالي.. يا تفاح جبلة.. يا رمان حالي.. حالي في شجورة.. قد سميت حالي.. وأحوال الرجالي.. وابن العرمزية قد قتل بزيه.. على الغيل ذيه.."، والرد من الجماعة يكون دائماً "وارد واردية" بعد قائد الفريق.
تتمتع المديرية بجو معتدل صيفاً، مائل إلى البرودة شتاءً، وبجبال تزين سفوحها المدرجات الزراعية التي تكسوها الخضرة ووديان تزخر بعيون الماء (غيول) وقلاع وحصون أثرية قديمة جداً؛ حيث يقول بعض أهالي المديرية إن بعض القلاع والحصون تعود إلى عهد الحميريين، وهناك قلاع وحصون تعود نسبتها إلى بعض الدويلات التي قامت باليمن مثل ابن حوشب وعلي بن الفضل وغيرها، وقد أشارت المصادر التاريخية إلى الدويلات التي قامت في وادي لاعة، ومعظم هذه القلاع والحصون دمرها العثمانيون عند محاولتهم فرض سيطرتهم على المنطقة ولم يبقِ منها إلا آثارها.

مديرية زراعية
تشتهر المديرية بزراعة البُن والحبوب كالدخن والذرة بشكل رئيسي.. فأما البُن فهو من أجود أنواع البُن اليمني، وكانت معظم وديان وسفوح جبال المديرية تتزين بأشجار البُن بكثافة كبيرة حتى أنه يقال إنهم قديماً كانوا يضطرون لاستخدام السراج (للإضاءة) بين الأشجار من كثافتها، انخفضت هذه الأيام زراعة البُن لأسباب عديدة منها انخفاض منسوب الأمطار وسهولة الحصول على البُن المستورد مقارنة بالمجهود الكبير الذي يُبذل للاعتناء بأشجار البُن وكذا هجرة الكثير من أبناء المديرية إلى المدينة نظراً لسهولة حياة المدينة وعدم توفر الخدمات في المديرية وأهمها الطريق؛ حيث إن المديرية إلى اليوم بدون طريق إسفلتية، والطرق الموجودة المتوفرة فيها وعرة، والتنقل فيها صعب جداً وخطر، ولكنها مع هذا كله ما تزال مرتعاً شيقاً لمحبي الزراعة والسياحة، فالكثير من الأسر اليمنية الغنية كانت تتسابق لشراء المدرجات الزراعية والمنازل فيها، حيث تمتلك المديرية مقومات زراعية وسياحية ومعدنية، إذ توجد فيها المعادن وأحجار البناء كالجرانيت وغيرها.
هجرة طوعية
اليوم تعاني مديرية بني العوام من النزيف البشري المتواصل أو بالأصح (الهجرة الطوعية) منها إلى المدن لاسيما من عزل: العريف، بني غشيم، بني العوام وبني القدمي بشكل، الأمر الذي يترتب على ذلك تدهور المدرجات الزراعية وانجراف التربة.. وكلما غادرت أسرة قريةٍ ما كلما شجعت الأسر الأخرى على التفكير في اللحاق بسابقاتها وهكذا، وفي حال استمر الحال على هذا المنوال فستصبح قرى المديرية بعد عشرين سنة تسكنها الأشباح، كما يقول البعض.

يقول أحد مواطني بني العوام: "ما تمتاز به مديريتنا بني العوام عن غيرها من المديريات أن تربتها ومناخها يجعل من الممكن أن تزرع فيها ما تشاء فقط عندما تتوفر العزيمة لمن أراد أن ينمي زراعته ويستثمر أرضه، أما أن يتحجج الهارب من هنا بانعدام الماء، فهناك وسيلة للتغلب على ذلك وهو بناء الخزانات الخاصة كما هو المعمول به في مديرية نجرة المجاورة لنا، وتزخر بالكثافة البشرية".
ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "هناك نوعان ممن تركوا الأرض هنا؛ الأول تركها لعيش أفضل في المدينة ولم يترك هنا إلا وقد بنى نفسه هناك، وهناك عاش المدنية بحق وحقيقة وعلّم أبناءه، والآخر ترك أرضه ومنزله وتحوّل من شخص منتج هنا إلى أسرة مستهلكة هناك، وعاش حياة الكدح والشقاء وجعل أولاده يتسكعون في الشوارع ولم يهتم بتعليمهم"، مؤكداً أن قلة الخدمات أو سوء التعليم ليس هو المسبب الرئيسي للنزيف البشري في المديرية؛ إنما ينطبق على هذه المديرية المقولة: "ما بعد الكمال إلا النقصان"، كما قال.

وتابع قائلاً: "مديرية بني العوام وصلت إلى حد الكمال إلى حد أن لم يعد فيها شبر إلا وتم استثماره وزراعته، في وقت كانت معظم المديريات تعتبر طاردة للسكان لقلة مواردها".
حلول
الناشط المجتمعي أبو الحسن شرف الدين، يرى أن هناك حلولاً لتقليل حدة الهجرة إلى المدن أهمها: توفير مشاريع تنموية تشجيعية في زراعة البُن وتربية المواشي وبناء الخزانة والحواجز المائية، للحد من التراجع الذي باتت تعيشه المديرية بعد أن كانت من المديريات التي يتهافت عليها الناس لامتلاك الأرض فيها وتنافس أبنائها في التطاول في البنيان، كما قال.
زراعة ومواسم
"ﺇﺫﺍ ﻣﻄﺮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺭﺩ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺩﺍﻋﺲ".. ﻣﺜﻞ ﻳﻄﻠﻘﻪ ﺍﻟمزارعون ﻫﺬﻩ الأﻳﺎﻡ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ "ﺧﺎﻣﺲ ﻋﻼﻥ"، ﻓﻬﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﻴﺶ ﺧﺮﻳﻒ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.

ﻭﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ ﺧﻴﺮﺍً، ﻓﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺪﺧﻦ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﺳﺘﻮﺍؤﻫﺎ ﻭﺣﺒﻮﺏ ﺍﻟﺒُﻦ ﺗﺴﺮﻉ ﻓﻲ احمرارها، ﻭأﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﻭﺭﻭﻋﺘﻬﺎ.
ومن أبرز الأقوال التي يقولها المزارعون في موسم الحصاد: "بالمحلي يا من خضخض الماء.. وشرب بارديه.. صنعاء شمس شارق.. صنعاء والمشارق.. صنعاء الداخلية.. صنعاء الخارجية.. يا برقوق حدة.. يا لوز الجبالي.. يا رمان حالي.. يا تفاح جبلة.. يا رمان حالي.. حالي في شجورة.. قد سميت حالي.. وأحوال الرجالي.. وابن العرمزية قد قتل بزيه.. على الغيل ذيه.."، والرد من الجماعة يكون دائماً "وارد واردية" بعد قائد الفريق.