> «الأيام» خاص
الإشاعة في هذه البلاد أصبحت معول هدم تسهله عفوية وانفعالية المواطنين التي وصلت حد السذاجة في كثير من الأحيان.
وفي يوم العصيان يوم 18 فبراير الماضي خلت الشوارع من المارة والسيارات وقبع الناس في البيوت، ولم يحدث شيء سوى تعطل مصالح الكثيرين.
من المذهل حقاً أن يصدق أبناء الشعب رسائل الوتس آب وشبكات التواصل الاجتماعية على أنها حقيقة، والمذهل أكثر أنهم لم يتعلموا من تجارب سابقة مثل أغسطس الماضي عندما أسقطت نفس تلك الرسائل مدينة عدن.
لوجه الله.. لقد منحكم المولى عز وجل عقولاً لتفكروا بها وتميزوا الحق من الباطل فاستخدموها.
سرت شائعة هذا الأسبوع عن عصيان عسكري في عدن ولم يكلف أحد نفسه، من متلقي الإشاعة، عناء التأكد من مصداقيتها.. فلم تنشر صحيفة واحدة خبراً عن هذا العصيان المزعوم، ولكن بعض المواطنين تدافعوا إلى شراء الأغذية وتخزينها، تحسباً للعصيان العسكري في عدن.
وحتى طلاب الجامعة، والذي نعتبرهم من المتنورين في هذا المجتمع، صدقوا الإشاعة ولم يقم أي منهم بالتأكد منها وتغيب عن الدراسة في جامعة عدن أكثر من نصف طلابها، بحسب أحد الأكاديميين.
الإعلام ورسالته أساسها المصداقية وبناء الثقة بين الوسيلة والمتلقي، وهذا الأمر يتأتى بعد سنوات من العمل المضني، وليس كل من كتب ونشر إعلامي، فمعظمهم لا يفقه في الإعلام شيئا.