> نجيب حيدر
برغم ما أفرزته الحرب العبثية التي تمر بها بلادنا على واقع إعلامنا الرسمي من مآسٍ وجراح وتدهور نجد أثرها بالغاَ في قناتنا الحبيبة عدن غيبت عنا أناسا نعدهم أفضل الكوادر وأقعدت عجزا معظم الكفاءات وأفقرت وأحطت أعز وأشرف المقامات وأغنت ورفعت أوطئ وانذل الخلق خلقا وقدرا .. هي الحرب اللعينة التي تاهت أهدافها في استثمار أزماتها، تسقط وتذل العزيز وترفع وتعز الذليل.
في خضم ذلك أصبحت قناة عدن في جدة بفعل القائم على إدارتها فارس عبدالعزيز بيئة طاردة لأبنائها تضيق بهم ذرعا فهو لم يدع أحداً من كوادرها أو موظفيها ممن تمكنوا اللحاق بها إلا مارس عليهم صنوف الإقصاء والتهميش حتى وصل به الحال إلى استبعادهم واستبدالهم بأشخاص ليسوا من أبنائها، جلبهم من خارج الحقل الإعلامي لا يحضون بانتماء وظيفي، هو يبحث دائما عمّن يجني من استقطابهم حتى لو كانوا من سوق الخيمة أو حراج الصواريخ.
من المحزن أن ترى قناة عدن وسط عفن الزمان بين ناهش وناهب يتربح خيرها فاسد لم يألف النعم يلعق نفيسها جاهل أحمق غره بعد الزمان والمكان.

لا ينتهي العبث هنا بل يتمادى ويستفحل فالمشكلة في القائم على قناة عدن بجدة من يسكنه اعتقاد دائم أن بإمكانه أن يتخطى سلوكيات المهنة في الاستيلاء على أجر موظف وهب القناة نصف عمره ووقف مع شرعية الأرض والدولة والإنسان منذ الوهلة الأولى لمجرد انتقاده أمام وزير الإعلام ترشيح زوجته وعدد من أصحابه ضم متعاقدين بالأجر اليومي ومن لا ينتمون للقناة والحقل الإعلامي ممن لم تكتمل فيهم مواصفات الوظيفة العامة ومعايير المفاضلة لشغل درجة مدراء عموم في صورة من صور التخريب الوظيفي لقناة عدن العريقة دون مراعاة من هم صامدون بالعاصمة عدن ممن عصرتهم التجربة ويمتلكون المؤهلات والاستحقاقات الوظيفية ووقفوا مع شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مواجهة مليشيا الحوثي حتى الساعات الأخيرة ودحرها وتحرير العاصمة عدن.
أين تذهب الموازنة التشغيلية الشهرية للقناة التي لا تصرف لها؟ وهل هي عشرون ألف ريال سعودي أم تزيد؟ وهل خصصها رئيس الوزراء لدعم أصحاب الرواتب المتدنية من طاقم القناة دون أن تصرف لهم؟
بطبيعة الحال تصريفها مجهول والسؤال عنه بدعة ..
لو عدنا إلى مطلع افتتاح قناة عدن في الرياض عام 2015 نجدها كانت تتلقى كل أشكال الدعم من قبل الشركة المصرية المشغلة للقناة والمكلفة بتوفير كل التزاماتها ومتطلباتها وكانت الشهية مفتوحة لدى صاحبنا فقط نتساءل هل كانت إحدى المقبلات جهاز مونتاج لا خطي بأفضل المواصفات ودقة عالية تتعامل معه القنوات الفضائية بناء على اختيار القائم على القناة عقب مسح شامل لأجود ما في السوق السعودي وأغلاه لتقوم الشركة بشرائه بنحو ثلاثين ألف ريال سعودي أم كان أقل من ذاك بقليل؟
القضية لا تنتهي هنا لأن الجهاز لم ير طريقه إلى القناة إلى يومنا هذا، وحسبما يقال تم إخفاؤه وبالإمكان التأكد من الشركة المشغلة للقناة في الرياض سابقا. ياما في الجراب يا حاوي..
كثيرة هي الأسئلة التي نطرحها ونناقشها هنا..

وقفة احتجاجية سابقة للمطالبة بإعادة مجد تلفزيون عدن
قناة عدن في صورتها النمطية وما يدور فيها دون أدنى شك تحظى باهتمام قيادتنا السياسية واهتمام كل كادر وموظف فيها ومشاهد لها؛ هل بإمكان القائم على قناة عدن بجدة فارس عبدالعزيز أن يؤكد لنا ماهية المبلغ الذي استلمه وتقاضاه مقابل قيمة رعاية الحفاظات التركية "كونفي" الذي بثت قبل النشرات قرابة العام منذ رمضان العام الماضي هل كان خمسين ألف دولار قُسِّط شهريا دون فواتير وسندات رسمية ودون أن تدخل في حساب القناة ؟ وما المغزى من تمويل إعلانات لحفاظات تركية في وقت يمر به البلد بحرب لم ترحم الشيخ والطفل.
أوجه الدعم الأخرى والمجاملات والهبات المقدمة للقناة عبر جهات أخرى هي كثيرة لا تحصى إحداها القنصلية اليمنية بجدة التي قدمت وتقدم دعما سخيا للقناة يضاف إلى ذلك شهر الخير شهر رمضان الفضيل الذي تتدفق فيه مئات الألاف من الريالات السعودية لرعاية عدد من البرامج الرمضانية يستحوذ عليها القائم على قناة عدن بجدة ويسيرها نحو مصير مجهول باختلاق ذرائع واهية إضافة إلى زكاة رمضان التي يتقاضاها من رجل الأعمال الشيخ أحمد العيسي أربعة ألاف ريال سعودي سنويا وغيرها من غيره.
سؤالنا هنا كم هي الأسماء الوهمية التي تصرف لها رواتب من الجانب السعودي واليمني دون أن تصلها أو تعلم بها أو تصلها وليس لها وجود فعلي سوى في كشوفات الراتب فقط؟
كيف نفسر أن تصرف رواتب سعودية شهرية من مخصصات القناة لأفراد لا يتواجدون أساسا في القناة لأكثر من ثلاث سنوات؟
ما المقابل نظير ذلك؟ وخير دليل على ذلك هو إخفاء كشوفات الراتب عند الاستلام.

باصات التلفزيون
ذلك يزيدنا قناعة ويقينا بمدى تمسكه بالقناة التي تبيض ذهبا لن يفرط فيها ما بقيت في المهجر ولا يسعنا في هذا المقام حتى نفيه حقه إلا أن نقول وما خفي كان أعظم .
فخامة الرئيس لا يقبل أن يستظل تحت رايته لص عابث ولا يتستر خلف رداءه مطبل ناهب.
كما ندعو هيئة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة باعتبارهم أجهزة مستقلة منحت سلطات واسعة مخولة بالحفاظ على المال العام إلى منع واكتشاف وتصحيح عمليات الفساد من خلال تفعيل دورها في أن تمارس مهامها في الرقابة على مخصصات قناة عدن بجدة والتحقق من إيرادات القناة وأموال الرعاية والإعلانات التي يستلمها القائم على شئونها في مخالفة واضحة للوائح والقوانين المنظمة لذلك.
*مدير تحرير بقناة عدن