> «الأيام» العين الإخبارية:

عادت التحركات المشبوهة لإخوان اليمن في محافظتي شبوة ولحج، استباقا لإعلان تشكيل حكومة الشراكة المرتقبة وفقا لاتفاق الرياض.
ورفع حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، من تحركاته المسلحة، لا سيما في محافظة شبوة الغنية بالنفط، في محاولة للقضاء على الوحدات العسكرية النظامية غير الخاضعة لهيمنته، ولتوسيع سيطرة نفوذه على ذات نهج المخطط والذرائع التي استخدمها في محافظة تعز.

وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الإخوان تحتشد في معسكرات تضم خبراء عسكريين أتراكا، وتعد العدة للسيطرة وتوسيع نفوذها إلى مديريتي بيحان وعسيلان اللتين تقعان على بُعد 210 كيلومترات إلى الشمال الغربي من المركز الإداري لشبوة، حيث كانت آخر المناطق المحررة من الحوثيين أواخر 2017.
ويستهدف التحرك الإخواني المسلح، ضرب وإفشال جهود التحالف العربي لترتيب الصفوف ورفع مستوى تنسيق القوات والقبائل الجنوبية مع محور بيحان بالجيش اليمني والانطلاق لتحرير محافظة البيضاء المجاورة، وسط اليمن، وفقا للمصادر.

وكشفت وثيقة مسربة، اليومين الماضيين، صادرة عن محافظ شبوة، محمد بن عديو، أحد أبرز قيادات إخوان اليمن، عن حشد 60 آلية عسكرية ومئات المسلحين لقمع الزعيم القبلي، ناصر مبارك الحارثي، الذي يقود وحدات قبلية بإشراف هيئة الأركان اليمنية، بمزاعم "تشكيل خلايا مسلحة واستحداث مواقع عسكرية في منطقة بليبل جنوب حقل ذهب بمديرية عسيلان".

وكان من المتوقع، وفقا للوثيقة، أن تنفذ الحملة أمس الإثنين، غير أن قبائل بلحارث التي ينتمي إليها الزعيم القبلي ناصر مبارك، أكدت تصديها لما وصفته بتوجيهات المحافظ "الحزبية" المخالفة للقانون، في إشارة إلى أن الحملة مخطط إخواني تحت غطاء الشرعية.
ونشرت قبائل بلحارث حواجز تفتيش في الطرقات واتهمت بن عديو، طبقا للمصادر، بعدم مراعاة الظروف التي تمر بها الجبهات مع مليشيا الحوثي وتنفيذ أجندة حزب الإصلاح.

وبالتزامن، أكدت المصادر لـ "العين الإخبارية"، أن مليشيا الإخوان تواصل التضييق على قوات اللواء الثاني مشاة بحري، الذي يتخذ من معسكر "العلم" مقرا له، ويتولى مسؤولية حماية ميناء بلحاف النفطي، عبر استقدام مسلحين من خارج شبوة ونصب حاجز أمني.
ويتظاهر الإخوان في مسعى لتمرير مخطط "السيطرة على منشأة بلحاف تحت غطاء الثأر القبلي، في مسعى لتفجير حرب قبلية.

ووصفت المصادر مخططات الإخوان في شبوة، بأنها أهداف قطرية وتركية باتت الأخطر في مستوى العداء ضد التحالف العربي، لا سيما أنها تتزامن مع حملة إعلامية منظمة للأبواق القطرية وتحركات سياسية لجناح قطر وتركيا النافذ داخل الشرعية.
ولفت إلى أن مليشيا الإخوان صعدت من تحركاتها المسلحة بعد استكمال مد أنبوب نفط من مأرب إلى شبوة والسعي للسيطرة على "منشأة بلحاف" الجزء الأكبر في مشروع اليمن لتصدير الغاز، الذي تديره الحكومة ممثلا بالشركة اليمنية للغاز مع شركائها الدوليين وبينهم شركة توتال الفرنسية التي تستحوذ على غالبية الأسهم.

تحذير قبلي
وقوبل مخطط الإخوان بتنديد قبلي واسع، ونفت قبائل "بني هلال" التي تستوطن غالبية سواحل شبوة المشاركة في أي مظاهرة، واتهمت الإخوان بزج القبائل في صراعات سياسية.
وحذرت القبائل في بيان الإثنين، وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، من أي استقدام لمسلحين من خارج شبوة دون الرجوع إلى أصحاب الأرض، مؤكدة الاستعداد للتصدي لأي مؤامرة تستهدف أبناءها من منتسبي معسكر "العلم".

وفيما طالبت محافظ شبوة التابع للإخوان بعدم تغذية الصراعات والسماع لمطالب المعتصمين ورفع المخيم ونقله إلى مدينة عتق، وعدم دعم أجندة سياسية وحزبية، حذرت قبائل بني هلال باتخاذ خطوات أخرى عند نشر أي قوات في أراضيها دون التشاور معها.
وأشادت قبائل "بني هلال" بدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الفاعل لدولة الإمارات العربية المتحدة في جهود إعادة الشرعية باليمن.

تراجع بلحج وخطورة شبوة
وقال رئيس تحرير صحيفة الأمناء اليمنية، عدنان لعجم، إن تحركات مليشيا الإخوان في محافظة لحج تراجعت نسبيا تحت وطأة ضغوط قبلية لمشايخ الصبيحة وتحذيرات جدية وجهها التحالف العربي بشأن أي تهديد يقوض الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن.
غير أن الخطر ما زال قائما، وبحسب لعجم، فإن الحذر مطلوب لأن انقضاض الإخوان وارد في أي وقت، لافتا إلى أن القوات الجنوبية تتعامل مع الموقف في لحج بحذر شديد لمنع أي مآرب إخوانية، لدى الجماعات المعروفة بنكث العهود.

وفي شبوة، أشار الصحفي والمحلل السياسي اليمني، إلى أن الوضع هناك بالغ الخطورة وذلك بفعل التوغل التركي الذي بات لا يخفى على أحد.
ولفت لعجم في حديث لـ "العين الإخبارية"، إلى أن خبراء أتراكا يتنقلون بين صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين والمناطق العسكرية الخاضعة لسيطرة الإخوان في شبوة، ويقومون بتدريب العناصر الإخوانية على الطائرات المسيرة في محاكاة لمليشيا الحوثي.

وبشأن مخطط الإخوان في بلحاف، أوضح الخبير اليمني أن حقيقة تصدير الغاز في شبوة أمر متعلق بشركة توتال الفرنسية وشركائها لأنها تملك ما نسبته 79% من أسهم الشركة اليمنية للغاز المسال، وتتخوف من الوضع الأمني الذي لا يسمح لها بتصدير الغاز، بالإضافة إلى عراقيل خاص بها.
وأضاف أن "إثارة التحركات واتهام التحالف والقوات الجنوبية بإعاقة تصدير الغاز هي أجندة إخوانية مدعومة من جهات خارجية معادية للتحالف العربي كليًّا، وتصعيد منظم لا علاقة له بالصالح العام، ولكن فتح معارك جانبية بالمهرة وسقطرى وشبوة وحضرموت وكل المناطق المحررة".