> إعداد/ د. ياسر الهتاري
عثورك على القيء هو بالتأكيد أمر مقزز، لكن الأمر مختلف حين يكون القيء هو لحوت العنبر، فهو الكائن الوحيد على كوكب الأرض الذي يكون ما يتقيأه شيئاً يثير الاهتمام واللهفة للحصول عليه أكثر من إثارته للغثيان والاشمئزاز، بل إنه محط بحث دائم، فهذا القيء قد يجعلك غنياً للغاية، بل فاحش الثراء، فكميات بسيطة منه تباع بأسعار باهظة، لاستخدامها بشكل خاص في صناعة العطور الفاخرة، وعلى الرغم من إيجاد بعض البدائل الكيميائية لمادة العنبر، نظراً لندرة العثور عليها، إلا أن العثور عليها فعلياً يشكل فارقاً في صناعة العطور ولا يقارن ببدائله الكيميائية. باليمن وتحديداً في سواحل مدينة عدن المعروفة باسم سواحل الخيسة عثر مجموعة من الصيادين على ما وزنه نحو 127 كيلو جراماً من مادة العنبر، بالتأكيد أنها لحظة فارقة في حياة هؤلاء الشباب الصيادين، وبالتأكيد ستضع علامة أخرى فارقة في مستقبلهم، إن أجادوا استثمار هذه الفرصة التي ربما لن تتكرر لهم في حياتهم مرة أخرى.
باليمن، وفي تاريخ 13 فبراير الماضي، بينما كان مجموعة من الصيادين في رحلة صيد اعتيادية في خليج عدن، تراءى لهم في الأفق بقايا لأحد الحيتان، وبدافع الفضول، وعند الاقتراب منها كانت المفاجئة أن هذه البقايا تعود لحوت العنبر، فما كان منهم سوى سحبها من الماء إلى الشاطئ بعد أن استعانوا بصيادين آخرين، وذلك على ما يبدو لضخامة ما عثروا عليه من بقايا هذا الحوت. وفي الشاطئ بعد أن شقوا بطن الحوت كانت بانتظارهم مفاجئة أخرى أكبر، إذ تبين أن ما عثروا عليه من مادة العنبر قد وصل وزنه إلى نحو 127 كيلو جراماً، فثلاثة أو خمسة كيلو من هذه المادة تعد تجاوزاً للأحلام، فكان ذلك بمثابة موعد مع الثراء لهؤلاء الصيادين الذي بالكاد يجاهدون ويصارعون أمواج البحر للحصول على ما يسد رمقهم وأسرهم مما يصطادونه من سمك، ذلك إن حالفهم الحظ وتمكنوا من اصطياده في نهاية رحلتهم، وبحسب ما روي عن محمد عبده، وهو أحد هؤلاء الصيادين المحظوظين، قال إنهم عند شق بطن حوت العنبر وتمزيق أحشائه كانوا يعلمون ما يبحثون عنه، لكن ما لم يكن بعلمهم هو كمية العنبر الضخمة التي استخرجوها من بقايا الحوت، والتي تجاوزت أقصى توقعاتهم، إنها ثروة سقطت من السماء بلا شك لهؤلاء الشباب، بل قلْ ثروة قُذفَت من البحر.