> تقرير/ علاء عادل حنش
نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب يوم السبت 13 نوفمبر 2021م محاضرة ثقافية بعنوان "العاصمة عدن في الجغرافيا الحضرية بين الماضي والحاضر واستراتيجية المستقبل"، بمقر الاتحاد في مديرية خور مكسر بالعاصمة الجنوبية عدن.
وقد رحب بضيفي الفعالية الاستاذ د. حسن محمود الحديثي، ود. ناصر ناجي حسين، مشيراً إلى أن الاتحاد مهتم كثيراً بكل ما يتعلق بعدن هذه المدينة التي نسكنها وتسكننا وذكر أنها تعاني في جانب التخطيط والجغرافيا الحضرية من معضلة كبيرة تراكمت مع السنين راجياً من الأستاذين الكريمين أن يشخصا هذا المرض العضال الذي يفتك بهذه المدنية الاستثنائية.
وقال: "أوضحت الدراسة أن شبكة الطرق الرئيسية والإقليمية في المحاور الثلاثة الرئيسية لعدن والتي تتمثل بخط الطريق الشرقي للمدينة، والذي يربط مدينة عدن بالمحافظات الشرقية (أبين - شبوه - حضرموت - المهرة)، وخط الطريق الشمالي للمدينة، والذي يربط مدينة عدن بمحافظات الشمال من مدينة عدن (لحج - تعز - الضالع)، وخط الطريق الغربي للمدينة، والذي يربط مدينة عدن بباب المندب ومن ثم محافظة لحج وتعز والحديدة"، مؤكدًا أن: "هذه الطرق الإقليمية تمثل دوراً بارزاً في تحديد الاتجاهات المكانية لمستقبل النمو الحضري، لأنها تعتبر محاور رئيسية للنمو الحضري ولتطور وتوسع استعمالات الأرض الحضرية على امتدادها وعلى الأراضي المحيطة بها".
وتحدث الدكتور الحديثي عن ضرورة الاهتمام بالقطاع الصناعي، وتطويره، باعتباره أنه يُمثل الركيزة الأساسية في النهوض الاقتصادي، ونوه بأن مُعدل البطالة ارتفع في عدن بشكل كبير.
وقال إن إعادة تشغيل ميناء عدن ضرورة مُلحة، باعتبار أنهُ سيُقدر دخله السنوي بقرابة (ثلاثين ملياراً).
وأكد على ضرورة أن يقوم محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس بفتح (عدن مول) باعتباره مُتنفس حيوي للسكان، مُشيرًا إلى ضرورة فتحه رغمًا عن أي أحد يعترض ذلك ومنهم شركة هائل سعيد أنعم، وأشار إلى أن عدن تقع بين أهم المناطق الزراعية.
وتطرق الدكتور العراقي، خلال حديثه الثري في المحاضرة، إلى لقائه بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدًا على أن الرئيس الزُبيدي مُتفهم للوضع الحالي بشكل عالٍ، ووجده مستوعب للوضع الراهن، حد قوله.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور الحديثي، على أن الأزمة الاقتصادية لن تُحل إلا بحل الأزمة السياسية، ووجود قرار سياسي سيادي يجمع كل هذا الشتات ويحاول إصلاح ما أفسده الدهر والسياسة.
لقد وضع الدكتور الحديثي العالم في الجغرافيا الحضرية والصناعية يده على جراح عدن الملتهبة اقتصاديا وصناعيا وتخطيطا حضريا وسياحيا وبطالة وتجاريا وخدماتيا ومجتمعا مدنيا مفقودا للآسف الشديد.
وبدأ المحاضرة د. عبده يحيى الدباني، رئيس الدائرة الثقافية بالأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب بالحديث عن أهمية العاصمة عدن، وموقعها الاستراتيجي الهام.
- ظهور معالم مدينة عدن
وقال: "مدينة عدن مرت من حيث نشأتها بأربع مراحل مورفولوجية وقد تميزت كل مرحلة بخصائص تختلف عن الأخرى سواء أكان من حيث نمط البناء ونمط العمارة ونمط الشوارع، ومن حيث الأبعاد المكانية لاتجاهات النمو الحضري فيها، ونمط استعمالات الأرض وتطورها"، مُشيرًا إلى أن: "في المرحلة الأولى تركز النمو العمراني في نواة النشأة الأولى لمدينة عدن (كريتر)، حيث كان نمط البناء تقليدياً مكوناً من عشش وأكواخ وبعض المعالم التاريخية بنسيج عمراني متباعد، أما المرحلة المورفولوجية الثانية وهي مرحلة الاستعمار البريطاني لعدن الممتد زمنياً من 1839م حتى 1967م، التي تميزت تلك المرحلة بالبداية الأولى لظهور معالم المدينة، من خلال ما حظيت به المدينة من اهتمام كبير من قبل سلطات الاستعمار البريطاني، حيث تم دراسة الموقع التضاريسي للمدينة وتم إنزال أفضل التصاميم لخطة النمو العمراني واتجاهاته في جميع مناطق (مديريات) التركيب الداخلي لمدينة عدن، ولكن بمساحات نمو عمراني متباينة بين مديرية وأخرى، إذ نلاحظ أن الأربع المديريات الشرقية لعدن كانت الأكثر اهتماماً بالنمو الحضري من قبل الاستعمار البريطاني وهي صيرة والمعلا والتواهي وخور مكسر".
وأضاف: "أما المرحلة المورفولوجية الثالثة فهي مرحلة الحكم الوطني ما بعد الاستقلال الممتدة من 1967م حتى 1990م، فقد أكتفت بالنمو الحضري داخل الرقعة المساحية المبنية القائمة من قبل (المرحلة الثانية) في معظم مديريات التركيب الداخلي للمدينة من خلال ملء الفراغات بالوحدات السكنية بنمط بنائي عربي، أما المرحلة المورفولوجية الرابعة، أي مرحلة ما بعد الوحدة 1990م، فقد شهدت من خلالها مدينة عدن نمواً حضرياً هائلا لم يسبق وأن شهدتها في المراحل الثلاث السابقة نتيجة لتطور الأساس الاقتصادي وارتفاع معدلات الهجرة الداخلية الوافدة من جميع المحافظات إلى عدن، واللذان شكلا العامل الرئيسي باتساع النمو الحضري للمدينة".
وتابع: "أثرت العوامل الجغرافية الطبيعية بدرجة كبيرة على تنمية وتحديد التوسع العمراني للمدينة، إذ ظهر ذلك واضحا من خلال تخطيط الشوارع وتحديد مساراتها وتوزيع استعمالات الأرض الحضرية فيها، كما عملت على تحديد اتجاهات ومحاور النمو الحضري لعدن، وما طرأ عليه من تغيرات هيكلية عبر فترات زمنية متلاحقة تمثلت تلك العوامل الطبيعية من حيث الموقع الطبوغرافي والموقع الجغرافي والتركيب الجيولوجي والمناخ والمياه والتي لعبت دورا كبيرا في توجيه النمو الحضري والتحكم في اتجاهاته وابعاده المكانية في كل مرحلة مورفولوجية مرت بها المدينة".
واستطرد: "أظهرت مؤشرات الدراسة من حيث واقع واتجاهات التوزيع القطاعي العام للوظائف الحضرية على مستوى المدينة، أن الوظيفة السكنية أحتلت المرتبة الأولى من حيث استعمالات الأرض الحضرية وبأهمية نسبية قدرها (54 %) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبنية أو المطورة للمدينة، وجاءت الوظيفة الحضرية لأغراض النقل الحضري الداخلي بعدن بالمرتبة الثانية من حيث مساحة الاستعمال للأرض الحضرية، بأهمية نسبية قدرها (36.3 %) من إجمالي المساحة الكلية للأرض الحضرية المبنية بالمدينة، وتكمن ابرز خصائص التوزيع القطاعي لاستعمالات الأرض الحضرية، أن الاستعمال السكني والنقل الحضري قد شكلا أهمية نسبية قدرها (90.3 %) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبينة أو المطورة للمدينة، في حين شكلت بقية الوظائف الحضرية كاستعمالات للأرض من الأهمية النسبية (9.7 %) من إجمالي المساحة الكلية للأرض المبينة أو المطورة للمدينة، ورغم استحواذ وظيفتي الاستعمالات السكنية والنقل الحضري للأهمية النسبية الأكبر الا أن بقية الوظائف الحضرية كالاستعمال الصناعي والتجاري والخدمات كان لهم الدور الكبير في تعزيز عمليات التحضر وتسارع اتساع النمو الحضري بالمدينة، باعتبار تلك الوظائف الحضرية لها تأثير كبير وفعال في تشكيل العناصر الاقتصادية التي تعزز بناء الأساس الاقتصادي والتجاري لعدن خصوصا وللبلاد".
وأكمل: "أظهرت الدراسة أن إجمالي مساحة الاستعمال السكني لعدن بلغ بنحو (15101) هكتار2، تشغل تلك المساحة من الاستعمال حوالي (184945) مسكن متعدد الأنواع والتصنيفات (عمارات سكنية، فلل، بيوت شعبية، صنادق وعشش) بإجمالي عدد سكان بلغوا عام 2014م حسب إسقاطات الباحث بحوالي (866398) نسمة، توزعت تلك المساحة الإجمالية للاستعمال السكني وإجمالي عدد المساكن والسكان بشكل متباين بين مديريات التركيب الداخلي لعدن، استأثرت مديرية المنصورة الحجم الأكبر من مساحة الاستعمال السكني بأهمية نسبية قدرها (32.42 %) من إجمالي مساحة الاستعمال السكني بالمدينة، وجاءت مديريات الشيخ عثمان ودار سعد وخور مكسر والبريقة في مراتب متقدمة على التوالي من حيث مساحة الاستعمال السكني لتلك المديريات الأربع، إذ بلغ إجمالي الأهمية لمساحة الاستعمال السكني لتلك المديريات بنحو (54.73 %) من إجمالي مساحة الاستعمال السكني في المدينة، تلك المساحة السكنية تشغلها إجمالي عدد من المساكن المكونة من فلل وعمارات سكنية وبيوت شعبية ومنازل أعشاش بحوالي (98796) مسكناً، أتت مديريات التواهي وصيرة والمعلا في المراتب الأخيرة، إذ بلغ إجمالي الأهمية النسبية قدرها (12.85 %) من إجمالي مساحة الاستعمال السكني بالمدينة".
وأشار إلى أن: "مؤشرات دراسة المحور الأول أظهرت من حيث واقع واتجاهات التوزيع القطاعي العام للوظائف الحضرية على مستوى المدينة أن إجمالي حجم القوى العاملة الحضرية بعدن بلغت (85726) عامل توزعت تلك العمالة من الارض المعمورة لعدن بشكل متباين في الحجم والأهمية النسبية لتلك الأيدي العاملة التي تشغلها الوظائف الحضرية المتمثلة بالوظائف (السكنية، التجارية، النقل، الصناعة، السياحة، الخدمات الحضرية والمرافق العامة)".
وقال إن: "أبرز خصائص التباين المكاني لتوزيع عدد العمال لفروع هيكل القطاع الصناعي في مناطق التركيب الداخلي للمدينة تتمثل بالأهمية النسبية لعدد ذلك العمال لثلاث مناطق هي البريقة، المنصورة، المعلا قد بلغت بنحو (82.6 %) من إجمالي عدد العمال لفروع هيكل القطاع الصناعي في مناطق التركيب الداخلي لعدن في حين كانت تلك الأهمية للمناطق الأخرى التواهي، صيره (كريتر)، خور مكسر، دار سعد كانت (17.4 %) من إجمالي عدد العمال لفروع هيكل القطاعات الصناعية في مناطق التركيب الداخلي لعدن".
وسرد ناجي أبرز خصائص التباين المكاني لتوزيع عدد العمال لفروع هيكل القطاع التجاري في مناطق التركيب الداخلي لعدن، وكذا أبرز خصائص التباين المكاني لتوزيع عدد العمال لفروع هيكل القطاع السياحي في مناطق التركيب الداخلي للمدينة، إلى جانب أبرز خصائص التباين المكاني لتوزيع مؤشر حجم العاملين التعليميين والإداريين حسب توزيع متغيرات هيكل القطاع التعليمي العام والخاص بين مناطق التركيب الداخلي لعدن.
وأضاف: "أظهرت الدراسة الأداء الوظيفي للوظيفة الحضرية التعليمية بأن فروع هيكل القطاع التعليمي في مدينة عدن يصنف من الحجم المتوسط والصغير، وأن حجم عدد المنشآت التعليمية بكل مستوياتها وبحسب طبيعتها ونوعها وحجمها لا يتناسب مع متطلبات النمو الحضري نتيجة ارتفاع معدلات الزيادة السكانية من جهة، ومن جهة أخرى أن حجم وطبيعة ونوع الوظيفة التعليمية بعدن".
- ميناء استراتيجي
- عائق وتحدٍ أمام التوسع في النمو الحضري
- تحديات عمرانية واجتماعية وأمنية
- حلول
- حل الأزمة الاقتصادية مرهون بحل الأزمة السياسية
وأشار إلى أن عدن تواجه صعوبات، وتحديات كبيرة، منها ضعف التخطيط، وكذا تدهور الجانب الاقتصادي.
وأكد على أن العاصمة عدن مُرشحة لأن تكون مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً، مُعللًا ذلك بأن عدن تمتلك مقومات لا تمتلكها دول بأكملها.
وأشار إلى أن أحد موانئ عدن مؤجر لشركة هائل سعيد أنعم بمبلغ يصل إلى (5) آلاف دولار فقط، مؤكدًا أن ذلك المبلغ قليل للغاية في حق ميناء في عدن.
وتطرق الدكتور العراقي، خلال حديثه الثري في المحاضرة، إلى لقائه بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدًا على أن الرئيس الزُبيدي مُتفهم للوضع الحالي بشكل عالٍ، ووجده مستوعب للوضع الراهن، حد قوله.
وأشار إلى أن عدن ليست عاصمة سياسية للجنوب فقط، بل عاصمة اقتصادية، ومالية للجنوب.
لقد وضع الدكتور الحديثي العالم في الجغرافيا الحضرية والصناعية يده على جراح عدن الملتهبة اقتصاديا وصناعيا وتخطيطا حضريا وسياحيا وبطالة وتجاريا وخدماتيا ومجتمعا مدنيا مفقودا للآسف الشديد.
- مداخلات قيمة