> الدوحة/ واشنطن «الأيام» الخليج أونلاين/ الشرق الأوسط:

ترتبط جماعة الحوثي في اليمن، بعلاقة وثيقة مع إيران ولا ينكر أي طرف منهما وجود حالة الود الكبيرة وصولا إلى الدعم العسكري والدبلوماسي، لكن ذلك يبدو في طريقه إلى التوتر، عقب معلوماتٍ تتحدث عن خلافات حادة بين الجانبين بسبب سفير طهران لدى الحوثي حسن إيرلو.

وكشفت وسائل إعلام غربية، عن طلب حوثي من السعودية، التي تسيطر على الأجواء اليمنية السماح لسفير إيران لدى الحوثيين، بمغادرة صنعاء والعودة على الفور إلى طهران، وهو ما حدث بالفعل بنقله بطائرة إخلاء طبي إلى العراق.
  • لا خلافات بينهما
الكاتب والباحث السياسي اليمني د.عادل دشيلة، يعتقد أن سماح التحالف بقيادة السعودية بإخراج إيرلو من صنعاء إلى العراق، ربما يأتي "في إطار تهدئة الأجواء مع إيران، خصوصا أن العراق يدير الحوار بين الجانبين".

ويشير في حديثه لـ "الخليج أونلاين" إلى أن هذه الخطوة تأتي "في ظل الرغبة السعودية للتقارب مع طهران بشأن حل الأزمة في اليمن".

ويصف هذه الخطوة من قبل السعودية والموافقة بمغادرة إيرلو بـ "المميزة لأنها تأتي ضمن حسن النوايا لتقريب وجهات النظر"، مضيفا: "لا يستبعد أن يكون هناك اتفاق بين الإيرانيين والسعوديين على خروج إيرلو".

ولم يستبعد وجود صفقة أخرى بين السعودية وبين جماعة الحوثي وإيران، التي قد تتضمن "إطلاق سعوديين أو سجناء سعوديين لدى جماعة الحوثي".

لكنه يرى أن هذه الخطوة جاءت بمعزل عن حكومة اليمن، موضحا: "كيفما كانت العملية فهذا دليل على أن التحالف العربي تصرف بمعزل عن الحكومة اليمنية، ويدير علاقاته وأيضا مباحثاته مع الجانب الإيراني من طرف واحد، دون إشراك الحكومة اليمنية".

ويرى أيضا أن هذا الأمر "دليل على أن التحالف العربي يسعى للحفاظ على مصالحه، ولو كان ذلك على حساب مصالح اليمنيين"، مشيرا إلى أن الفترة القادمة "ربما نرى تقدما ملحوظا في الحوار الإيراني السعودي".

وفي رأي آخر يعتقد أيضا أن هناك "أمر أكبر من أنه غادر مريضا"، موضحا: "لا يمكن تفسير ذلك إلا أن هناك مهمة لإيرلو أو يريدون استبداله بشخص آخر، أو في إطار التكتيكات الحوثية للتغطية عما تقوم به من جرائم بحق الأبرياء في مأرب".

ويعتقد من وجهة نظره الشخصية أن هذا "مجرد حركة سياسية لا معنى لها من الناحية الإنسانية، ولا يمكن تصديق الحوثيين بأنه لدواع إنسانية".

وعن الحديث كما قالت الصحيفة الأمريكية من وجود خلافات، يقول دشيلة: "أعتقد أن هناك علاقات استراتيجية بين جماعة الحوثي كفرع مسلح للحرس الثوري الإيراني في اليمن، ولا يمكن أن يأتي الخلاف في ليلة وضحاها"، مبينا أن "إيرلو هو من قادة الحرس الثوري الذين ينفذون المهمات في الخارج".
  • صراعات سابقة
لم يكن الخلاف بين قيادات حوثية وإيرلو بسبب حرب مأرب، بل ظهر الخلاف العميق بين أجنحة مليشيا الحوثي للعلن مع وصول ضابط الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء، منتصف أكتوبر 2020، وعمله في توجيه جناح صعدة المتطرف (الأسرة الحوثية القادمة من مران) لضرب جناح صنعاء (الحلفاء القبليون أو من ذوي السلالة الهاشمية) وإقصائهم من رأس هرم الوزارات والمحافظات والمناصب.

ودخل الصراع الداخلي بين أجنحة المليشيات إلى مرحلة "كسر عظم" منذ مطلع 2020، لكنه تطور مؤخرا بالتصفيات والتهديدات بالقتل والإقصاء من المناصب، وفقا لوسائل إعلام يمنية.

وإلى جانب ذلك، إن الجناح الناعم داخل المليشيا، الذي يرحب بالتقارب مع السعودية، التي بدورها تطمح إلى ابتعاد الجماعة عن تبعيتها لإيران، يلاقي رفضا من الجناح العقائدي المتطرف، الذي يسعى بدوره إلى البقاء تحت إدارة إيران، التي أولت هذه المهمة لإيرلو.

وكان اليمن على موعد مع مرحلة جديدة من الحرب في اليمن مع الإعلان بشكل مفاجئ، منتصف أكتوبر من العام الماضي عن وصول ضابط كبير في الحرس الثوري بتسمية "سفير" إلى اليمن، كاشفا عن اختراق كبير للتحالف العربي الذي يسيطر على المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية.

فتح طلب الحوثيين مغادرة «السفير» الإيراني لدى الجماعة حسن إيرلو صنعاء باب السؤال عن بوادر وجود خلاف حوثي - إيراني، بعدما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الجماعة أرسلت طلبا إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن تطالب فيه بالسماح لطائرة أن تنقل السفير مقابل عدم تهريب أي سفير إيراني آخر يأتي في المستقبل، في إشارة إلى دخول إيرلو وهو قيادي في الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء بالتهريب، ويتهم بأنه يتحكم بقرارات الجماعة الحوثية ويشارك في تخطيط معاركها ضد اليمنيين.

وبينما لم تصدر أي تأكيدات رسمية، ذهبت الصحيفة إلى الحديث عن إشارة إلى توتر العلاقات، رغم استخدامهم حجة أنه مصاب بفيروس «كورونا» ويحتاج إلى العلاج.

وحسب المصادر التي تحدثت إليها الصحيفة الأميركية، رفض التحالف طلب الحوثيين إلا إذا كانوا يريدون نقله على متن طائرة من سلطنة عمان أو من العراق. ويعتقد مسؤول في دائرة حكومية بصنعاء، تحدث مع «الشرق الأوسط» أن هناك أسبابا عديدة وراء الحوثي مع إيرلو، أبرزها عدد القتلى الهائل إلى جانب خسائر المعدات العسكرية، رغم وجود مبادرات سلام ووقف لإطلاق النار والمفاوضات، «لكنهم للأسف يرفضونها بلا هدف، ولم يزد في صنعاء إلا عدد القتلى والمقابر».

وقال المسؤول الذي لا يستطيع الكشف عن هويته إن هناك سببا آخر، إذ قرأ التحرك بأنه في إطار خوف الميليشيات على القيادي في الحرس الثوري من القتل، أو أن تخرج مظاهرات من الشعب اليمني في مناطق الحوثيين ضد وجوده، وقد يكون توجها استباقيا من الغضب الذي يسود الشارع اليمني، ويقول: «لم نر منهم إلا أعمال جباية ونهب لمقدرات المؤسسات إلى جانب حرمان موظفي القطاع العام من رواتبهم سنوات عديدة، فضلا عن التهاون في التعامل الصحي خصوصا تعامل الميليشيات مع جائحة (كورونا)».