هذه الأيام الصعبة التي يعيشها شعبنا الجنوبي الصابر على أمل أن تنجلي وتفرج ويشعر الناس بتجاوز، تلك الماسي، والاوجاع، التي تجاوزت كل الحدود، وتجد الناس يتحدثون عن تلك الأوضاع المعيشية السيئة للغاية، فلم يعد الراتب يكفي لأسبوع، فما بالكم بالذين تتعمد شرعية المنفى توقيف مرتباتهم، من العسكريين والأمنيين ولعدة أشهر، يا ترى ما هي المبررات لهذه الإجراءات المجحفة والقاسية من قبل الشرعية، بينما الشرعية وكل القيادات بالمئات المتواجدة في السعودية والقاهرة وتركيا يستلمون مرتباتهم بالدولار الأمريكي، وهذه الشرعية رفضت مقترح مدير البنك المركزي بصرف المرتبات لجميع موظفي الدولة بالعملة اليمنية أو بما يوازيها بالعملة الأجنبية.
الناس في الجنوب يعانون كثيرا في حياتهم المعيشية الصعبة، فالعملة انهارت والأسعار ارتفعت، بالرغم من التحسن اللطيف للريال اليمني إلا أن الأسعار ما زالت تراوح مكانها دون تحسن يذكر، سألت صديق لي عن أحواله فأجابني برده المؤلم والموجع، ويجهش بالبكاء، قال لي "يا صديقي راتبي 80 ألف ريال، وأعيل أسرتي المكونة من 5 أفراد، ولله الحمد فمنزلي ملك تكرم والدي بشرائه لي قبل عدة سنوات"، واستطرد صديقي في شرح همومه بشيء من التفصيل، "الراتب لا يكفيني حتى في شراء ربع كيلو سمك من نوع الثمد بألفي ريال في اليوم، يعني أنه سيأخذ ستين ألفاً من الراتب، وما تبقى من الراتب، أيش نشتري به؟ ومتطلبات الحياتية كثيرة".
هل يشعر المسؤولون بحياتنا التي تقترب من حافة الموت، وسألت صديقي، كيف تعمل لتغطية نفقاتك الحياتية؟ أجاب: أنت تعلم أنني مدرس بمدرسة ابتدائية وأعمل في فترة الظهيرة لأتمكن من العمل في محل بيع الدجاج، وأتقاضى ألفي ريال، وحبة دجاج كل يوم، والزوجة تقوم هي الأخرى بعمل طبخات البخور العدني لبيعه للجيران ديناً إلى آخر الشهر، وتقوم أيضا بطبخ بطاطس أبو حمر في العصر ويقوم ولدي الكبير ببيعه في الحارة، المهم أصبحت حياتنا قاسية، والجميع يشكي، فإذا كان حالي هكذا، فكيف حياة ممن ليس لديهم منازل ملك، فمستقبل شبابنا أصبح مظلما إذا استمرت الأوضاع على هذا الحال طويلًا، فلا بد من إحداث تغيير".