> واشنطن «الأيام»:
يشارك وفد حكومي أمريكي رفيع المستوى في اجتماعات مجموعة العمل المشتركة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة قضايا أمنية مهمة في المنطقة بمقدمتها الملف اليمني، والتهديدات الإيرانية للمنطقة، والدفاعات الجوية والبحرية، وذلك في خضم توتر العلاقات بين المملكة وواشنطن على خلفية قرار مجموعة أوبك بخفض انتاج النفط.
ووفق البيان، فإن اجتماعات مجموعة العمل الثلاثة ستتركز على ثلاث أولويات، وهي: الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري، وإيران ومكافحة الإرهاب.
ويترأس الوفد الأميركي، المبعوث الخاص لشؤون إيران القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب، روبرت مالي، والمبعوث الأميركي الخاص بالإنابة للتحالف الدولي لهزيمة داعش، كريستوفر لاندبرغ، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانييل بينيم، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الدفاع عن الشرق الأوسط، دانا سترول.
وتظهر هذه الاجتماعات الالتزام المشترك للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال التعاون عبر مجموعة من القضايا، بحسب البيان الأميركي.
وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات إستراتيجية، وفق ما يؤكد البلدان، رغم بعض التباينات التي طرأت في الفترة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بقطاع النفط، بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية خفض إنتاج النفط في الخامس من أكتوبر الماضي على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
ولوحت واشنطن بالذهاب في خيار مراجعة العلاقات مع الرياض غير مستبعدة فرض عقوبات على المملكة.
ويرى مراقبون أن توجه الوفد الأميركي للرياض لمناقشة هذه الملفات المهمة، لا يعكس أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد النزول من الشجرة التي سبق وأن صعدتها بعد قرار أوبك+، رغم أنها تدرك أن أي خطوة سلبية تجاه المملكة ستنعكس سلبا عليها خصوصا وأن القيادة السعودية كانت لوحت بأن لديها الكثير من الخيارات ومنها تعزيز العلاقات شرقا.
وتأتي هذه الاجتماعات بعد أن احتضنت السعودية الأسبوع الماضي المناورات العسكرية "رماح النصر" بنسختها الثالثة، في مركز الحرب الجوي بالقطاع الشرقي، بمشاركة عشر دول، من بينها الولايات المتحدة، تحاكي مواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة، وخصوصا السعودية وإسرائيل، وذلك في ظل التغيرات الجيوسياسية الدولية بعد الحرب الأوكرانية وتعزيز التحالف الروسي - الإيراني.
وكانت الرياض قد بدأت محادثات مباشرة مع طهران على المستوى الأمني عام 2021 في محاولة لاحتواء التوتر، وسط حالة من عدم اليقين في الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
في صيف العام الماضي، أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن الشرق الأوسط"، وذلك على هامش زيارته للمنطقة في جولة شملت السعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.