> «الأيام»الشرق الأوسط:
الشرق الأوسطبعد مضي 500 يوم على اندلاع الحرب الأوكرانية، ومع تصاعد
التحضيرات لجولات جديدة من القتال، تزايدت التساؤلات عن التكلفة البشرية
والمادية التي يتكبدها طرفا الصراع، في ظل انسداد أي أفق لحل سياسي قريب
بين روسيا وأوكرانيا. وفي حين تتضارب الأرقام الصادرة عن طرفي الصراع، حول
عدد الضحايا البشرية، من المدنيين والعسكريين.
ومع مساعي أوكرانيا لإعادة تسريع هجومها المضاد المتعثر، تضاربت الأرقام التي تعلنها عن حجم الخسائر التي كبدتها للقوات الروسية، مقابل تقديرات «الكرملين» للخسائر الأوكرانية. بيد أن التقديرات الأميركية، التي تعززها مصادرها الاستخبارية، قد تكون أقرب إلى تعيين حجم الخسائر من الطرفين. وقالت واشنطن إن خسائر القوات الروسية قد تكون بلغت أكثر من 200 ألف قتيل وجريح منذ بداية الحرب، في أواخر فبراير 2022، ومثلهم من الأوكرانيين.

وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن البيت الأبيض أن القوات الروسية تكبدت، منذ ديسمبر 2022، أكثر من 100 ألف ضحية، بينهم أكثر من 20 ألف قتيل، نصفهم على الأقل من مجموعة «فاغنر» الروسية المرتزقة. وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن التقديرات الأميركية تستند إلى معلومات استخباراتية أميركية رُفعت عنها السرية أخيراً، لكنه لم يذكر كيف استخلصت الاستخبارات الأميركية هذا الرقم.
وامتنع كيربي عن تحديد عدد القوات الأوكرانية التي قُتلت أو أُصيبت في القتال، غير أن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، كان قد أعلن، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن عدد القتلى الأوكرانيين ربما بلغ نحو 100 ألف. وبينما قال إن روسيا خسرت أكثر من 100 ألف قتيل أو جريح في الأشهر الثمانية الأولى من الحرب، تُشير الأرقام الجديدة إلى أن الخسائر الروسية تسارعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، لتبلغ 200 ألف. وقال كيربي إن ما يقرب من نصف القتلى منذ ديسمبر (كانون الأول) هم من قوات «فاغنر»، وكثير منهم مدانون تم إطلاق سراحهم من السجون للانضمام إلى القتال.
وقال نويل كالهون، نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، في بيان: «نشهد اليوم مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين». وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022، لكنه عاد للارتفاع مجدداً في الشهرين الماضيين. وفي 27 يونيو الماضي، قتل 13 مدنياً بينهم 4 أطفال في هجوم صاروخي على كراماتورسك في شرق أوكرانيا.
وأفاد تقرير مفوضية حقوق الإنسان بشأن الخسائر المدنية في أوكرانيا، بتسجيل أكثر من 9 آلاف قتيل بينهم 500 طفل وجرح نحو 16 ألف مدني. وشمل التقرير الفترة من بداية الحرب حتى 30 يونيو 2023، كما تلقت المفوضية السامية معلومات بشأن 22 ضحية من المدنيين في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا وفي مدينة سيفاستوبول، حيث قتل 5 رجال وامرأة، وأصيب 16 شخصاً آخر، بينهم أطفال.
وقالت «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)» إن الهجوم كان الأول الذي يقع في منطقة محمية بموجب اتفاقية التراث العالمي وألحق أضراراً بمبنى تاريخي. وأصبحت مدينتا بوتشا (شمال) القريبة من كييف وماريوبول (جنوب شرق) العام الماضي رمزاً لفظائع الصراع التي اتُهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إطارها. في بلدة بوتشا اكتشف صحافيو «الصحافة الفرنسية» في أبريل شارعاً مليئاً بجثث أشخاص يرتدون ملابس مدنية. وكشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في وقت لاحق أن عدداً من الجثث ملقاة هناك، منذ منتصف مارس، عندما كانت المدينة تحت السيطرة الروسية.
وحذر حلفاء كييف الغربيون روسيا من أنه سيكون عليها دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا، وذلك في مؤتمر دولي انعقد في لندن، نهاية يونيو الماضي. وشارك قادة وممثلو أكثر من 60 بلداً في هذا المؤتمر الذي سعى إلى حشد دول وشركات ومؤسسات مالية كبرى لإعادة بناء البنى التحتية وإزالة الألغام وإعادة إطلاق الاقتصاد وتمويل الخدمات العامة. وستكلف إعادة بناء الاقتصاد 411 مليار دولار وفقاً لدراسة حديثة أجراها «البنك الدولي» و«الأمم المتحدة» والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية. وهو مبلغ يُتوقع أن يواصل الارتفاع مع استمرار الصراع. وأشار المؤتمر إلى أن أكثر من 400 شركة من 38 دولة يبلغ إجمالي إيراداتها السنوية أكثر من 1.6 تريليون دولار تعهدت بدعم تعافي أوكرانيا وإعادة إعمارها. ووقَّعت العديد من الشركات متعددة الجنسيات، بينها «فيرجين» و«سانوفي» و«فيليبس» و«هيونداي» و«سيتي» اتفاقاً لتشجيع التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات في أوكرانيا.وفي هذه المناسبة، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بينما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدعم أوكرانيا «مهما طال الأمد». وغردت فون دير لاين عبر موقع «تويتر»: «500 يوم من العدوان الروسي على أوكرانيا... 500 يوم من المقاومة الأوكرانية الباسلة... و500 يوم من الدعم الأوروبي الثابت لأوكرانيا».
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، كما نقلت عنه «رويترز»: «اليوم، نحن في جزيرة الثعبان التي لن يغزوها المحتلون أبداً، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان». وأضاف الرئيس الأوكراني في المقطع الذي ظهر فيه وهو يصل إلى الجزيرة على متن قارب ويضع أزهاراً على نصب تذكاري: «أريد أن أشكر من هنا... من مكان النصر هذا... كل جندي من جنودنا على هذه الأيام الـ500».
وسيطرت موسكو على الجزيرة بعد وقت قصير من شن اجتياحها، في 24 فبراير 2022. تُعتبر جزيرة الثعبان الصغيرة منطقة استراتيجية في البحر الأسود تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه. وأصبحت هذه الجزيرة رمزاً للمقاومة الأوكرانية؛ فمنذ اليوم الأول للحرب هاجمها الروس للاستيلاء عليها. وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيل على نطاق واسع يُسمع فيه قول حرس الحدود الأوكرانيين في الجزيرة: «اذهبي إلى الجحيم»، رداً على سفينة موسكفا الروسية التي كانت تحضهم على الاستسلام.
وفي وقت لاحق أُسر الجنود الأوكرانيون، لكنهم حُرّروا فيما بعد في عملية تبادل أسرى. وغرقت السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود في أبريل . وقالت موسكو إن السبب هو انفجار على متنها، بينما أعلنت أوكرانيا أنها قصفت السفينة الحربية بصواريخ. وفي يونيو من العام الماضي، أعادت القوات الأوكرانية السيطرة على الجزيرة.
ومع مساعي أوكرانيا لإعادة تسريع هجومها المضاد المتعثر، تضاربت الأرقام التي تعلنها عن حجم الخسائر التي كبدتها للقوات الروسية، مقابل تقديرات «الكرملين» للخسائر الأوكرانية. بيد أن التقديرات الأميركية، التي تعززها مصادرها الاستخبارية، قد تكون أقرب إلى تعيين حجم الخسائر من الطرفين. وقالت واشنطن إن خسائر القوات الروسية قد تكون بلغت أكثر من 200 ألف قتيل وجريح منذ بداية الحرب، في أواخر فبراير 2022، ومثلهم من الأوكرانيين.

وامتنع كيربي عن تحديد عدد القوات الأوكرانية التي قُتلت أو أُصيبت في القتال، غير أن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، كان قد أعلن، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن عدد القتلى الأوكرانيين ربما بلغ نحو 100 ألف. وبينما قال إن روسيا خسرت أكثر من 100 ألف قتيل أو جريح في الأشهر الثمانية الأولى من الحرب، تُشير الأرقام الجديدة إلى أن الخسائر الروسية تسارعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، لتبلغ 200 ألف. وقال كيربي إن ما يقرب من نصف القتلى منذ ديسمبر (كانون الأول) هم من قوات «فاغنر»، وكثير منهم مدانون تم إطلاق سراحهم من السجون للانضمام إلى القتال.
وقال نويل كالهون، نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، في بيان: «نشهد اليوم مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين». وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022، لكنه عاد للارتفاع مجدداً في الشهرين الماضيين. وفي 27 يونيو الماضي، قتل 13 مدنياً بينهم 4 أطفال في هجوم صاروخي على كراماتورسك في شرق أوكرانيا.
وأفاد تقرير مفوضية حقوق الإنسان بشأن الخسائر المدنية في أوكرانيا، بتسجيل أكثر من 9 آلاف قتيل بينهم 500 طفل وجرح نحو 16 ألف مدني. وشمل التقرير الفترة من بداية الحرب حتى 30 يونيو 2023، كما تلقت المفوضية السامية معلومات بشأن 22 ضحية من المدنيين في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا وفي مدينة سيفاستوبول، حيث قتل 5 رجال وامرأة، وأصيب 16 شخصاً آخر، بينهم أطفال.
وقالت «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)» إن الهجوم كان الأول الذي يقع في منطقة محمية بموجب اتفاقية التراث العالمي وألحق أضراراً بمبنى تاريخي. وأصبحت مدينتا بوتشا (شمال) القريبة من كييف وماريوبول (جنوب شرق) العام الماضي رمزاً لفظائع الصراع التي اتُهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إطارها. في بلدة بوتشا اكتشف صحافيو «الصحافة الفرنسية» في أبريل شارعاً مليئاً بجثث أشخاص يرتدون ملابس مدنية. وكشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في وقت لاحق أن عدداً من الجثث ملقاة هناك، منذ منتصف مارس، عندما كانت المدينة تحت السيطرة الروسية.
وقالت السلطات الأوكرانية إن مئات الأشخاص قُتِلوا في بوتشا على أيدي قوات موسكو التي كانت تنسحب.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، كما نقلت عنه «رويترز»: «اليوم، نحن في جزيرة الثعبان التي لن يغزوها المحتلون أبداً، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان». وأضاف الرئيس الأوكراني في المقطع الذي ظهر فيه وهو يصل إلى الجزيرة على متن قارب ويضع أزهاراً على نصب تذكاري: «أريد أن أشكر من هنا... من مكان النصر هذا... كل جندي من جنودنا على هذه الأيام الـ500».
وسيطرت موسكو على الجزيرة بعد وقت قصير من شن اجتياحها، في 24 فبراير 2022. تُعتبر جزيرة الثعبان الصغيرة منطقة استراتيجية في البحر الأسود تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه. وأصبحت هذه الجزيرة رمزاً للمقاومة الأوكرانية؛ فمنذ اليوم الأول للحرب هاجمها الروس للاستيلاء عليها. وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيل على نطاق واسع يُسمع فيه قول حرس الحدود الأوكرانيين في الجزيرة: «اذهبي إلى الجحيم»، رداً على سفينة موسكفا الروسية التي كانت تحضهم على الاستسلام.
وفي وقت لاحق أُسر الجنود الأوكرانيون، لكنهم حُرّروا فيما بعد في عملية تبادل أسرى. وغرقت السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود في أبريل . وقالت موسكو إن السبب هو انفجار على متنها، بينما أعلنت أوكرانيا أنها قصفت السفينة الحربية بصواريخ. وفي يونيو من العام الماضي، أعادت القوات الأوكرانية السيطرة على الجزيرة.