> "الأيام" القدس العربي:
فيما يَقُول الجيش الإسرائيلي، على لسان قادته والناطق بلسانه، إن “العملية العسكرية” مستمرة وستتعاظم، تَشْهَدُ الساحة الإسرائيلية نقاشاً وتساؤلات حول أبعاد مختلفة لهذه الحرب على غزة، منها ما يتعلّق بـ “الهدنة الإنسانية”، اليوم التالي للحرب، وبعضها حول مستقبلها واستمراريتها، وسط محاولات إسرائيلية لتعزيز الروح المعنوية، بعد الكشف عن قتل وإصابة عدد كبير من الجنود، وفي ظل أجواء الخوف من الأثمان ومن المجهول.
ويرتفع منسوب الخوف في الأوساط الإسرائيلية، في أعقاب الكشف عن الخسائر البشرية في الجيش الإسرائيلي، في أول أيام التوغّل البرّي، وفي ظل استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ومن جنوب لبنان، ومن اليمن أيضاً. وتتفاقم حالة الخوف إلى حدّ الرعب في الشارع الإسرائيلي رغم محاولات رسمية بثّ الطمأنينة، وتعزيز الحالة المعنوية التي تهتز مع كل كشف عن قتل جديد لجنود إسرائيليين، ومع استمرار إطلاق صواريخ من عدة جهات نحو أهداف إسرائيلية عسكرية ومدنية.
وفي هذا المضمار، تكشف صحيفة “هآرتس” العبرية عن “نجاح جزئي لمساعي الطمأنة، ومواجهة حالة الرعب في الشارع الإسرائيلي، من خلال دفع المزيد من ميليشيات الحراسة وقوات الأمن للشوارع والأحياء داخل المجمعات السكنية”.
ويغذّي حالة الخوف في الجانب الإسرائيلي استمرار “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بالقتال على جبهة الحرب النفسية، والمعركة الدائرة على وعي الإسرائيليين أيضاً، لا الفلسطينيين وحلفائهم فحسب، وذلك من خلال رصد وتوثيق عمليات استهداف المدرّعات الغازية، ومجمعات الجنود على أراضي القطاع المدمّر. ويبدو أن هذه الفيديوهات الصادرة عن “الإعلام الحربي” في قطاع غزة تنمّ عن فهم لخطورة مفاعيلها في نفوس الإسرائيليين الذين تصلهم هذه الأشرطة الموثقة لعمليات فلسطينية نوعية ضد أهداف عسكرية خلال التوغّل البري، وهي تصل جمهور الهدف بسرعة البرق، رغم حجب الصورة الكاملة من قبل الصحافة العبرية، وهذا نتيجة سرعة نقل الفيديوهات بالتطبيقات الرقمية والسوشيال ميديا.
في مقاله الجديد، اليوم، يصف جدعون ليفي ترويع المدنيين الفلسطينيين واستباحة دمهم، بالقول بنص ساخر سوداوي:
“داخل جباليا هناك مخرّبٌ حمساويّ يُنْتَشَلُ مِن تحت الردم بيديّ والده. وجهه مغطى بالغبار وجثته تتمايل، عيونه شاخصة، وليس واضحاً إن كان حيّاً أو ميّتاً. هذا المخرّب رضيعٌ عمره أربعة أيام، وبدون اسم، ووالده في حالة يائسة يهرول حاملاً إياه للمستشفى الأندونيسي المنهار من كثرة الموتى والجرحى..”.
ومقابل حجب حقيقة الحرب، ومشاهد الجحيم الملقى على غزة، تشارك الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام العبرية في مساعي الحشد والتعبئة وصيانة الحالة المعنوية بأشكال مختلفة، تنتهك أحياناً المعايير المهنية، كما يتجلى في حجب حقيقة الجرائم المتواصلة بحق المدنيين داخل القطاع، وطمس عذاباتهم ونزيفهم المفتوح، وفي شيطنة الفلسطينيين هناك، والدعوة لمواصلة الحرب دون اكتراث للرأي العام العالمي.
في تحليله، اليوم، يدعو محلل الشؤون الفلسطينية آفي سخاروف للاستمرار في الحرب حتى تدمير المقاومة الفلسطينية دون رحمة، ودون المبالاة بالمجتمع الدولي، وإيصال رسالة واضحة للعالم، مفادها “أن اليهود خرجوا عن طورهم وأصيبوا بالجنون هذه المرة”.
ويعكس موقف سخاروف الكثير من مواقف الإسرائيليين اليوم، ممن يتماثلون مع قيادتهم السياسية والعسكرية وما زالوا يبحثون عن تلبية شهوة الانتقام وترميم الصورة الزجاجية المكسورة والهيبة الجريحة واستعادة الردع المفقود، منذ “طوفان الأقصى”، في السابع من أكتوبر 2023. ويذهب بعض العسكريين في الاحتياط لحدّ الدعوة لاحتلال القطاع والبقاء فيه عدة سنوات، لأن كل سكان غزة كـ “حماس” راغبون بتدمير إسرائيل، ولأنهم سينهضون من الردم بعد سنوات لتجديد المحاولة، فيما أفادت تسريبات، في الماضي، أن بعض الوزراء يدعون لذلك، ولاستعادة المستوطنات في القطاع أيضاً.
في حديث للإذاعة العبرية العامة، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، مدير معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب الجنرال في الاحتياط تامير هايمن، اليوم، إن منع الهدنة الإنسانية مضرّ لإسرائيل وصورتها، ومن شأنه أن ينهي شرعية مواصلة حربها داخل القطاع. ويدعو هايمن لوقف مؤقت للنار محذّراً من ضغط أمريكي ودولي محتمل في ظل استمرار الحرب دون هدنة إنسانية. ويوافقه المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بن درور يميني، الذي يحذّر من أنَّ رفضَ إسرائيل المعلن لهدنة إنسانية يصب الماء على الطاحونة الدعائية الفلسطينية في العالم، داعياً إياها للمبادرة للهدنة، واشتراطها بالحصول على مكسب، مثل زيارة الصليب الأحمر للمخطوفين والأسرى أو الإفراج عن قسم منهم.
في قياسه بمقاييس الربح والخسارة يدعو بن درور يميني للهدنة كونها تمنح إسرائيل وجبات أوكسجين دبلوماسية تتيح استمرار دعم العالم الغربي لها في تحقيق مآربها باقتلاع قدرات “حماس” العسكرية والمدنية، واستعادة توازنها وقوة ردعها.
ضمن التحذيرات من رفض الهدنة الإنسانية، يؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن إسرائيل تبحث الآن عن الشرعية لمواصلة الحرب، بدعوى أنها محقّة، وعن الضغط من أجل تسريع الإفراج عن المخطوفين، لكنه يحذّر من نفاد الوقت، ومن صعوبة المرحلة التالية من القتال، مع تعمّق التوغّل البري، المنوط بخسائر موجعة، وبتصاعد الانتقادات الدولية وتفاقم اللاسامية.
ويتابع هارئيل عن المعضلة الإسرائيلية: “هناك إجماع إسرائيلي على عدالة الطريق، والإسرائيليون موحّدون، ومستعدون لدفع الثمن وتحمّل الخسائر، وفي المقابل؛ يبدو أن التفهّم العالمي لها بدأ ينفد، بسبب الصور المروّعة من غزة، والتي تعرض في مرات كثيرة جداً، دون سياق، ودون إشارة لوحشية حماس”.
ولذا ربما تكون في الواقع تبحث عن سلّم، وتحتاج من يخلّصها من نفسها، كما قال عددٌ من المراقبين في مطلع الحرب، في ظل إصابتها بهيبتها وتخلخل ثقة مواطنيها فيها من جهة، وامتلاكها ترسانة عسكرية مدمّرة ترتكب فيها جرائم حرب من شأنها إشعال حرب أكبر.
وكان المعلّق السياسي الإسرائيلي البارز في القناة العبرية 13 نداف أيال من أوائل المحذّرين من ذلك، تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد، في الشهر الماضي. واليوم، الخميس، عاد وأشار للمعضلة التي تمثل أمامها إسرائيل، المتمثّلة بالحاجة لإعادة الاعتبار، وترميم الهيبة وقوة الردع، والثقة، بعيون الإسرائيليين، وعيون أعدائها من جهة، مقابل مخاطر التورّط بحرب طويلة مكلفة من عدة نواح داخل القطاع. وهذا ربما ما يفسّر إجماع الإسرائيليين، حتى الآن، على شن هذه الحرب وتسديد أثمانها لاعتبارهم أنهم بدونها لن تكون لهم فرصة للبقاء في البلاد، وأنها “حرب على البيت والمستقبل”، كما قال هرتسوغ، أو “حرب وجودية، وحرب استقلال ثانية” كما قال نتنياهو، المتهم بخلط الأوراق، وتحوم شكوك حوله، اليوم، بأنه يرغب بإطالة أمد الحرب علَّ ذلك يساعده في النجاة من السقوط السياسي الحتمي.
في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت” في ملحقها الأسبوعي، غداً الجمعة، ونشرتْ مقطعاً منه اليوم، يقول نداف أيال إن هناك أفكاراً ومداولات تجري خلسة وتعاينها إسرائيل تتحدث عن حلول توقف الحرب بما يكفل نزول الأطراف عن الشجرة، خاصة أن الجبهة الشمالية مرشحة للاشتعال أكثر.
منوهاً أن الفكرة الأكثر إثارة تتحدث عن خروج الذراع العسكري في “حماس” من القطاع، على غرار خروج بيروت، عقب حرب لبنان الأولى، عام 1982، بموافقة إسرائيل مع تحرير كل الأسرى والمخطوفين. ويقول إن الموضوع تداولته وسائل إعلام، خلال الأسابيع الأخيرة، وهو يتقدّم أكثر مما يرد في الصحافة، وإن عدة محافل إسرائيلية رفيعة تَدارَسَتْه بمشاركة رئيس الوزراء نتنياهو الذي أبدى اهتماماً كبيراً به”.
في “خطاب لـ الأمة”، حاول رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ، ليلة أمس، شدّ أزر الإسرائيليين، وشحن المناعة والجهوزية والصمود في “معركة حتمية أثمانها باهظة”، وذلك من خلال استحضار الرواية الصهيونية التقليدية ومصطلحاتها، كـ “الأمل المتحقق بالعودة” لـ “أرض صهيون وأورشليم” بعد 2000 عام، وكذلك التأكيد على أنها حرب من أجل الدفاع عن “البيت والوطن والمستقبل، مستقبل الأولاد والأحفاد”. وتخاطب هرتسوغ بشكل مباشر مع حالة الخوف الواسعة في صفوف الإسرائيليين، وقال للإسرائيليين إن الخوف طبيعي، وإن البكاء وتفريغ الاحتقان مفيد للروح والنفس.
وفي هذا المضمار، تكشف صحيفة “هآرتس” العبرية عن “نجاح جزئي لمساعي الطمأنة، ومواجهة حالة الرعب في الشارع الإسرائيلي، من خلال دفع المزيد من ميليشيات الحراسة وقوات الأمن للشوارع والأحياء داخل المجمعات السكنية”.
ويغذّي حالة الخوف في الجانب الإسرائيلي استمرار “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بالقتال على جبهة الحرب النفسية، والمعركة الدائرة على وعي الإسرائيليين أيضاً، لا الفلسطينيين وحلفائهم فحسب، وذلك من خلال رصد وتوثيق عمليات استهداف المدرّعات الغازية، ومجمعات الجنود على أراضي القطاع المدمّر. ويبدو أن هذه الفيديوهات الصادرة عن “الإعلام الحربي” في قطاع غزة تنمّ عن فهم لخطورة مفاعيلها في نفوس الإسرائيليين الذين تصلهم هذه الأشرطة الموثقة لعمليات فلسطينية نوعية ضد أهداف عسكرية خلال التوغّل البري، وهي تصل جمهور الهدف بسرعة البرق، رغم حجب الصورة الكاملة من قبل الصحافة العبرية، وهذا نتيجة سرعة نقل الفيديوهات بالتطبيقات الرقمية والسوشيال ميديا.
- مخرّب إرهابي عمره أربعة أيام
في مقاله الجديد، اليوم، يصف جدعون ليفي ترويع المدنيين الفلسطينيين واستباحة دمهم، بالقول بنص ساخر سوداوي:
“داخل جباليا هناك مخرّبٌ حمساويّ يُنْتَشَلُ مِن تحت الردم بيديّ والده. وجهه مغطى بالغبار وجثته تتمايل، عيونه شاخصة، وليس واضحاً إن كان حيّاً أو ميّتاً. هذا المخرّب رضيعٌ عمره أربعة أيام، وبدون اسم، ووالده في حالة يائسة يهرول حاملاً إياه للمستشفى الأندونيسي المنهار من كثرة الموتى والجرحى..”.
ومقابل حجب حقيقة الحرب، ومشاهد الجحيم الملقى على غزة، تشارك الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام العبرية في مساعي الحشد والتعبئة وصيانة الحالة المعنوية بأشكال مختلفة، تنتهك أحياناً المعايير المهنية، كما يتجلى في حجب حقيقة الجرائم المتواصلة بحق المدنيين داخل القطاع، وطمس عذاباتهم ونزيفهم المفتوح، وفي شيطنة الفلسطينيين هناك، والدعوة لمواصلة الحرب دون اكتراث للرأي العام العالمي.
في تحليله، اليوم، يدعو محلل الشؤون الفلسطينية آفي سخاروف للاستمرار في الحرب حتى تدمير المقاومة الفلسطينية دون رحمة، ودون المبالاة بالمجتمع الدولي، وإيصال رسالة واضحة للعالم، مفادها “أن اليهود خرجوا عن طورهم وأصيبوا بالجنون هذه المرة”.
ويعكس موقف سخاروف الكثير من مواقف الإسرائيليين اليوم، ممن يتماثلون مع قيادتهم السياسية والعسكرية وما زالوا يبحثون عن تلبية شهوة الانتقام وترميم الصورة الزجاجية المكسورة والهيبة الجريحة واستعادة الردع المفقود، منذ “طوفان الأقصى”، في السابع من أكتوبر 2023. ويذهب بعض العسكريين في الاحتياط لحدّ الدعوة لاحتلال القطاع والبقاء فيه عدة سنوات، لأن كل سكان غزة كـ “حماس” راغبون بتدمير إسرائيل، ولأنهم سينهضون من الردم بعد سنوات لتجديد المحاولة، فيما أفادت تسريبات، في الماضي، أن بعض الوزراء يدعون لذلك، ولاستعادة المستوطنات في القطاع أيضاً.
- الهدنة الإنسانية
في حديث للإذاعة العبرية العامة، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، مدير معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب الجنرال في الاحتياط تامير هايمن، اليوم، إن منع الهدنة الإنسانية مضرّ لإسرائيل وصورتها، ومن شأنه أن ينهي شرعية مواصلة حربها داخل القطاع. ويدعو هايمن لوقف مؤقت للنار محذّراً من ضغط أمريكي ودولي محتمل في ظل استمرار الحرب دون هدنة إنسانية. ويوافقه المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بن درور يميني، الذي يحذّر من أنَّ رفضَ إسرائيل المعلن لهدنة إنسانية يصب الماء على الطاحونة الدعائية الفلسطينية في العالم، داعياً إياها للمبادرة للهدنة، واشتراطها بالحصول على مكسب، مثل زيارة الصليب الأحمر للمخطوفين والأسرى أو الإفراج عن قسم منهم.
في قياسه بمقاييس الربح والخسارة يدعو بن درور يميني للهدنة كونها تمنح إسرائيل وجبات أوكسجين دبلوماسية تتيح استمرار دعم العالم الغربي لها في تحقيق مآربها باقتلاع قدرات “حماس” العسكرية والمدنية، واستعادة توازنها وقوة ردعها.
- أنجيلينا جولي
ضمن التحذيرات من رفض الهدنة الإنسانية، يؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن إسرائيل تبحث الآن عن الشرعية لمواصلة الحرب، بدعوى أنها محقّة، وعن الضغط من أجل تسريع الإفراج عن المخطوفين، لكنه يحذّر من نفاد الوقت، ومن صعوبة المرحلة التالية من القتال، مع تعمّق التوغّل البري، المنوط بخسائر موجعة، وبتصاعد الانتقادات الدولية وتفاقم اللاسامية.
ويتابع هارئيل عن المعضلة الإسرائيلية: “هناك إجماع إسرائيلي على عدالة الطريق، والإسرائيليون موحّدون، ومستعدون لدفع الثمن وتحمّل الخسائر، وفي المقابل؛ يبدو أن التفهّم العالمي لها بدأ ينفد، بسبب الصور المروّعة من غزة، والتي تعرض في مرات كثيرة جداً، دون سياق، ودون إشارة لوحشية حماس”.
- “خروج بيروت” الثاني؟
ولذا ربما تكون في الواقع تبحث عن سلّم، وتحتاج من يخلّصها من نفسها، كما قال عددٌ من المراقبين في مطلع الحرب، في ظل إصابتها بهيبتها وتخلخل ثقة مواطنيها فيها من جهة، وامتلاكها ترسانة عسكرية مدمّرة ترتكب فيها جرائم حرب من شأنها إشعال حرب أكبر.
وكان المعلّق السياسي الإسرائيلي البارز في القناة العبرية 13 نداف أيال من أوائل المحذّرين من ذلك، تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد، في الشهر الماضي. واليوم، الخميس، عاد وأشار للمعضلة التي تمثل أمامها إسرائيل، المتمثّلة بالحاجة لإعادة الاعتبار، وترميم الهيبة وقوة الردع، والثقة، بعيون الإسرائيليين، وعيون أعدائها من جهة، مقابل مخاطر التورّط بحرب طويلة مكلفة من عدة نواح داخل القطاع. وهذا ربما ما يفسّر إجماع الإسرائيليين، حتى الآن، على شن هذه الحرب وتسديد أثمانها لاعتبارهم أنهم بدونها لن تكون لهم فرصة للبقاء في البلاد، وأنها “حرب على البيت والمستقبل”، كما قال هرتسوغ، أو “حرب وجودية، وحرب استقلال ثانية” كما قال نتنياهو، المتهم بخلط الأوراق، وتحوم شكوك حوله، اليوم، بأنه يرغب بإطالة أمد الحرب علَّ ذلك يساعده في النجاة من السقوط السياسي الحتمي.
في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت” في ملحقها الأسبوعي، غداً الجمعة، ونشرتْ مقطعاً منه اليوم، يقول نداف أيال إن هناك أفكاراً ومداولات تجري خلسة وتعاينها إسرائيل تتحدث عن حلول توقف الحرب بما يكفل نزول الأطراف عن الشجرة، خاصة أن الجبهة الشمالية مرشحة للاشتعال أكثر.
منوهاً أن الفكرة الأكثر إثارة تتحدث عن خروج الذراع العسكري في “حماس” من القطاع، على غرار خروج بيروت، عقب حرب لبنان الأولى، عام 1982، بموافقة إسرائيل مع تحرير كل الأسرى والمخطوفين. ويقول إن الموضوع تداولته وسائل إعلام، خلال الأسابيع الأخيرة، وهو يتقدّم أكثر مما يرد في الصحافة، وإن عدة محافل إسرائيلية رفيعة تَدارَسَتْه بمشاركة رئيس الوزراء نتنياهو الذي أبدى اهتماماً كبيراً به”.