رغم مرور أكثر من أسبوع على انطلاق الغارات الأمريكية البريطانية على "أنصار الله" في اليمن وتصنيفها "كمنظمة إرهابية"، لا تزال الصواريخ تنطلق تجاه السفن الإسرائيلية وزادت عليها السفن الأمريكية والبريطانية.
يرى مراقبون أن تحقيق تقدم ملموس ومنع انطلاق الصواريخ نحو السفن في البحر الأحمر من جانب "أنصار الله" يحتاج إلى شهور، ربما ساعدت تلك الضربات في الحد من الضربات، لكنها لن تمنعها وبالتالي لن تعود التجارة إلى البحر الأحمر، ما يعني أن الأمر قد يستغرق وقتا بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي والحرب على غزة، أما في حالة وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، قد يختلف الأمر هناك وتقبل "أنصار الله" بالتهدئة، خلافا لما سبق فإن العالم سوف يكون على موعد مع أيام قادمة شديدة القسوة.
بداية يقول الدكتور عبد الستار الشميري، مدير مركز جهود للدراسات في اليمن، إن "الضربات الأمريكية البريطانية لا شك أنها قلصت بنسبة ما قدرات الحوثيين على الاستمرار لكنها لم تمنعها منعا باتا".
- وقت طويل
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "في اعتقادي أن الموضوع سوف يستمر لأشهر، فلا يزال لدى الحوثيين قدرات ولا زال هناك مدد إيراني ومخزون يسمح باستمرار هذه المعركة لفترة طويلة.
ويرى الشميري، أن "البحر الأحمر سيبقى غير آمن لفترة طويلة، قد تنجح هذه الضربات ولكنها تحتاج إلى وقت طويل وتكتيكات أكثر، ودعم للشرعية اليمنية بالسيطرة على ميناء الحديدة".
- استهداف السعودية
وأردف الشميري، أن "السعودية لا تشارك حاليا في التحالف الذي تقوده أمريكا في البحر الأحمر، وأعتقد أنها حيدت نفسها تماما في المعركة الجديدة بين التحالف الجديد والحوثيين".
ولفت الشميري، إلى أن "التصعيد الحالي بين الطرفين سيكون في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وفي الداخل اليمني فقط، لكن لا أعتقد أن تدخل السعودية والحوثيون في اشتباك جديد، نظرا لوجود تفاهمات في هذا الإطار".
- "فوبيا إيران"
من جانبه، يقول علي القحوم، عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله" في اليمن: "لا زالت أمريكا تمارس التضليل والنفاق والكذب، فخلال تسع سنوات من العدوان على اليمن وبإشرافهم كانت ترفع يافطة إيران والفوبيا المفتعلة والأسطوانة المشروخة التي كانوا يرددونها خلال العدوان والحصار".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "بعد تلك السنوات الطويلة من الحرب في اليمن لم يجدوا إيران وقد فتشوا عنها ولم يجدوها، وما تواجد في اليمن وبشكل معلن وواضح وما زال هو الأمريكي والبريطاني، من خلال القواعد العسكرية الأجنبية والتدفق العسكري في البحر الأحمر".
- الرد اليمني
وأشار عضو المكتب السياسي، إلى أن "الردود اليمنية على العدوان الأمريكي البريطاني كانت حاضرة ولم تتأخر، بل تم توسيع المعادلة في البحر الأحمر لتشمل إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، وهي معادلة ثابتة حتى إيقاف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها وستكون السفن والتواجد العسكري في البحر الأحمر في مرمى الاستهداف، وقد ترجمت القوات البحرية اليمنية توجيهات وقرارات قائد الثورة على الفور، وإذا وسعت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عدوانهم على اليمن ستتوسع العمليات اليمنية مقابل ذلك وستكون مصالحهم معرضة للاستهداف المباشر".
وأردف: "اليد الطولى لليمن قادرة على توسيع النطاق، تلك حرب مفتوحة ومواجهتها قائمة بتأهب واستعدادات واستنفار عام والقرار للأمريكان، وعليهم أن يختاروا إماً وقف عدوانهم في غزة فلسطين واليمن، أو تحمل الضربات المؤلمة وتوسع نطاق المواجهة وهم من ابتدأ الحرب ولا مناص من ذلك وعلى الباغي تدور الدوائر".
وقال الأمير فيصل بن فرحان، في مقابلة تلفزيونية: "إننا قلقون للغاية. كما تعلمون، نمرّ بوقت صعب وخطير للغاية في المنطقة، ولهذا السبب ندعو إلى وقف التصعيد".
وردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجوما واسعا على مدن يمنية عدة، استهدف مواقع تابعة لـ "أنصار الله".