> محمد سبتي:
أفرد المركز العربي لدراسات التطرف دراسة وافية حول الإخوان المسلمين في اليمن منذ مراحل التأسيس، مرورًا بالعلاقات التي جمعتهم بالميليشيات المتطرفة، وبمحاولة الدخول معترك السياسة، حتى تصنيفهم على قوائم الإرهاب.
وقد ظهرت جماعة الإخوان المسلمين لأول مرة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، عندما قاد عبد المجيد الزنداني، مؤسس فرع جماعة في اليمن، والمصنف كإرهابي من قبل الأمم المتحدة، مجموعة من رجال الدين لإنشاء نظام تعليم ديني أصولي في شمال اليمن، وبعد اندماج شمال وجنوب اليمن عام 1990 شارك الزنداني في تأسيس حزب (الإصلاح) الإسلامي بدعم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وظل الحزب أحد الأحزاب السياسية الرائدة في اليمن، وكان يتأرجح في بعض الأحيان بين حزب معارض وبين حليف للحكومة.
وأظهرت الدراسة أنّ تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن يرتبط بشكل معقد بمؤسسيها، وبشكل خاص بعبد المجيد الزنداني، في الستينات أنشأ الزنداني عددًا من المدارس الدينية أطلق عليها اسم "المعاهد العلمية" مقلدًا نظام المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان، ومن خلال المنهج الوهابي السلفي، كانت المدرسة تهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الذي يديره الاشتراكيون، وفي الثمانينات ذهب الزنداني وعدد من طلابه إلى أفغانستان للانضمام إلى المجاهدين في قتالهم ضد القوات السوفييتية، بالإضافة إلى عمله كمستشار لأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة في التسعينات.
وأضاف المركز: "اليوم يدير حزب (الإصلاح) عددًا من الأجنحة المختلفة: السياسية والخيرية وشبه العسكرية، ويتركز مقاتلو الحزب والجماعات شبه العسكرية التابعة له بشكل خاص في شمال البلاد، حيث تولت الجماعة القتال ضد المتمردين الحوثيين، واتخذ منها ذريعة للاستيلاء على 75 % من المعدات العسكرية التي قدمها التحالف العربي للشرعية في اليمن.
وأكد المركز أنّه بالإضافة إلى عمل حزب (الإصلاح) ككتلة سياسية، يحتفظ الحزب أيضًا بجناح خيري هو الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية، وقد ارتبطت الجمعية بعلاقات مع كل من الزنداني ـ الذي يقال إنّه أسسها ـ وعضو تنظيم القاعدة أنور العولقي الذي شغل منصب نائب رئيس الجمعية من عام 1998 إلى عام 1999. وفي عام 2004 أتهم المدعون الفيدراليون في نيويورك الفرع الأمريكي للجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بالعمل كواجهة لتنظيم (القاعدة)، وتفتخر الجمعية بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية المختلفة، بما في ذلك اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وغيرها، وأصدرت الجمعية رسالة إخبارية في عام 2009 تظهر أنّ الزنداني كان متحدثًا مميزًا في إحدى فعالياتها الخيرية.
وحول الأنشطة العنيفة، فقد تورط حزب (الإصلاح) في سلسلة من الهجمات الإرهابية العنيفة من خلال مؤسسه عبد المجيد الزنداني، ومن بين الهجمات المرتبطة بالزنداني وجماعة الإخوان المسلمين الهجوم الذي وقع في 12 (أكتوبر) 2000، عندما هاجم انتحاريون من تنظيم (القاعدة) السفينة (يو إس إس كول) في ميناء عدن اليمني، ممّا أسفر عن مقتل (17) أمريكيًّا، ويُزعم أنّ الزنداني أصدر فتوى دينية يأمر فيها بالهجوم.
وحول ارتباط حزب (الإصلاح) بالجماعات المتطرفة، قال المركز العربي في دراساته: إنّ جماعة الإخوان في اليمن مرتبطة بتنظيم (القاعدة) من خلال زعيم حزب (الإصلاح) عبد المجيد الزنداني.
وأضافت الدراسة أنّ حزب (الإصلاح) قاتل في بعض الأحيان إلى جانب تنظيم (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم (داعش) في اليمن، وفقًا للتقارير التي توصلت إليها المملكة العربية السعودية. ومنذ اعترافها بالتحالف بين الجماعات الـ (3) في (مارس) 2016، أعلنت السعودية أنّها أعادت النظر في استراتيجيتها في اليمن ودعمها للحزب المرتبط بالإخوان.
وترتبط جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بحركة (حماس) الفلسطينية، وفي عام 2006 ألقى الزنداني كلمة في مؤتمر لجمع التبرعات لحماس في اليمن. وخلال المؤتمر تعهد الحشد بجمع "ملايين الريالات" لحماس، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية.
وحول تصنيف الحكومات والمنظمات لإخوان اليمن، ففي 24 شباط 2004 صنفت وزارة الخزانة الأمريكية عبد المجيد الزنداني على أنّه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص، وبعدها بـ (3) أيام صنف مجلس الأمن الدولي الزنداني شخصًا مرتبطًا بتنظيم (القاعدة).
* "صحفي أردني –حفريات"