> «الأيام» غرفة الأخبار:
قتل إسرائيلي وأصيب ثمانية آخرون بجروح من جراء انفجار طائرة مسيّرة بمدينة تل أبيب، ليل الخميس الجمعة، في هجوم تبناه الحوثيون في اليمن، وهو الأول من نوعه الذي تنفذه الجماعة على هدف في المدينة.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن "رجلًا خمسينيًّا قتل وأصيب ثمانية آخرون بجروح طفيفة وهلع، إثر انفجار مسيّرة مفخخة وقع في تمام الساعة الثالثة والربع من فجر أمس عند تقاطع شارعي (شالوم عليخم) و(بن يهودا) على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة"، لافتة إلى أنه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار. وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن انفجارًا وقع في تل أبيب من جراء سقوط "هدف جوي". وقال ضابط في خدمة الإسعاف الإسرائيلي:"وصلنا بسرعة إلى مكان الحادث وشاهدنا حالة من الفوضى والدمار نتيجة الانفجار، وبدأنا بالمسح، ووصل عدد من الجرحى، بينهم من أصيب داخل منزله".
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن دوي الانفجار سُمع على مسافات بعيدة، وأضافت أن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية سارعت إلى مكان الانفجار، مشيرة إلى أنه وقع في منطقة قريبة من مبنى السفارة الأميركية، بحسب العربي الجديد.
ونشر ناشطون صورًا تظهر ما قالوا إنها بقايا طائرة مسيّرة ضربت المبنى يعتقدون أنها كانت محملة بمتفجرات، كما انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل يظهر الطائرة وهي تحلق باتجاه الهدف قبل انفجارها. وفي وقت لاحق الجمعة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الطائرة من دون طيار التي انفجرت في تل أبيب هي سلاح إيراني جرى تطويره، ويبدو أنها أطلقت من اليمن.
وأعلن رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي حالة التأهب في المدينة"عقب الحدث الصعب". وأضاف:"الحرب لا تزال هنا، وهي صعبة ومؤلمة. قوات البلدية وصلت إلى المكان (مكان الانفجار) بسرعة وعالجت الحدث، ونحن مستعدون لأي تطوّرات في حال حدثت. أدعو الجمهور للانصياع للتعليمات".
إلى ذلك، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، صباح أمس الجمعة، أن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية في تل أبيب بطائرة مسيّرة جديدة اسمها (يافا)، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، مؤكدًا أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
من جانبه، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي إنه "لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى أن النية كانت مهاجمة السفارة الأميركية". وذكر جيش الاحتلال أنه "سيكون هناك تقييم آخر للوضع في وقت لاحق من هذا الصباح. نحن في حرب طويلة، والدفاعات الجوية ليست مُحكمة". وأضاف الجيش: "إلى جانب حقيقة نجاحنا في إسقاط هدف من الشرق، فإننا نحقق في هذا الحادث، وقد رأينا مسارات مُسيّرات حاولت تضليلنا وغيرت اتجاهها أثناء طيرانها".
وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قالت في وقت سابق إن إسرائيل لم تؤكد رسميًا أن الحوثيين هم الذين يقفون وراء إطلاق الطائرة بدون طيار، "لكن لا يزال يتعين على القوات الجوية التحقيق في المسار الذي سلكته، وكيف تمكنت من الإفلات من أنظمة الكشف والرادارات". وأضافت: "المسافة بين تل أبيب وميناء الحديدة في اليمن (أحد مراكز القوة الرئيسية للحوثيين) تبلغ 2100 كيلومتر. وهذا فشل لأنظمة الكشف، وهو أمر بالغ الأهمية، لأنه إذا لم يتم اكتشاف الهدف المشتبه به، فمن غير الممكن أيضًا محاولة اعتراضه"، وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن "تحقيق متعمق" وتعزيز دوريات الطائرات في السماء. وبحسب الإذاعة، فإنه "منذ بداية الحرب، يعد هذا أول هجوم ناجح للحوثيين على إسرائيل"، زاعمة أنهم "أطلقوا عشرات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل، لكن أيًّا منها لم يصل إلى هدف".
من جهتها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن الطائرة لم ترصد من قبل أي رادار تابع للجيش الإسرائيلي على الأرض أو في الجو أو في البحر، مضيفة: "عمى كامل في وقت تكون فيه جميع الأنظمة في حالة تأهب وفي حالة تأهب قصوى. دعونا نتذكر: هذه ليست مناطق قريبة من الحدود"، واعتبرت أن "الحادث يثير تساؤلات صعبة حول التعامل مع تهديدات من هذا النوع على نطاق مختلف في حرب شاملة ضد حزب الله وربما ضد الساحات الأخرى".