> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

106 شاب وشابة تعرضوا لعملية نصب واحتيال استمرت عدة سنوات من قبل أحد الموظفين الحكوميين في السلطة المحلية بمحافظة لحج استغل فيها حاجة الشباب والفتيات للتوظيف والعمل وبناء مستقبلهم في الوظيفة لبناء حياة جديدة ليكتشف خلال الأيام الماضية تعرضهم للنصب والاحتيال.


بدأت القصة منذ ما يقارب أربع سنوات عندما قام المتهم بعملية النصب بالبحث عن فرائسه وإيهامهم بأن هناك توظيف وهو ما دفع العديد من الأسر لبيع الغالي والنفيس لتوفير تلك المبالغ المالية لهذا النصاب بهدف توظيف أبنائهم أو بناتهم في وظائف حكومية بقطاع التربية والصحة حتى وصل إلى تسليم بعض الضحايا وثائق مزورة عبارة عن خطاب توظيف وفتوى وراتب لعدة أشهر ليطمئن بقية الضحايا من قبل النصاب بحقيقة تلك الوظائف.


يقول أحد الضحايا واسمه معاد ناصر إنه تعرض للنصب والاحتيال حيث دفع والده مبلغ 400 ألف ريال للشخص النصاب لغرض التوظيف منذ أربع سنوات، مشيرًا إلى أن المتهم النصاب جاء إلى والده وأبلغه بأنه سوف يوظف أولاده ليدفع والدي المبلغ على أمل التوظيف ويقول معاد إنه سلم له وثائق خطاب توظيف لكن بعد الكشف عما تعرضنا له اتضح أنها وثائق مزورة بلغنا أمن الحوطة الذي قام بالقبض عليه والتحقيق معه في قضية النصب والاحتيال.


بعد كشف واقعة النصب والاحتيال ل 105 شاب وشابة من أبناء الحوطة وتبن تقاطر العديد من الضحايا إلى أمن الحوطة لتقديم بلاغات بعملية النصب والاحتيال التي تعرضوا لها.

يقول سمير المنصوري لقد سلمنا مبالغ مالية لتوظيف أولادنا بعد أن أوهمنا هذا الشخص النصاب بأنه سوف يوظف الشباب والشابات في المجال الحكومي حتى وصل الأمر بأن بعض النساء باعت الذهب لتوظيف أولادهم فما حدث يعد واقعة وجريمة اعتقد أن هناك أشخاص شركاء في عملية النصب يتطلب من أجهزة الأمن متابعة القضية والقبض على المتورطين في عملية النصب والاحتيال.

يشير المنصوري إلى أن له ثلاث سنوات منذ أن سلم مبلغ مالي لهذا النصاب وبعض الضحايا سلموا 350 ألف ريال وآخرون دفعوا 250 ألف ريال وآخرون دفعوا 200 ألف ريال ولكي يطمئن الجميع كان يدفع مبالغ مالية كمرتبات لبعض الضحايا وفي الأخير اتضح أنه يدفع أموالًا كمرتبات لهؤلاء الضحايا مما يتحصل عليه من أشخاص يريدون أن يتوظفوا، وطالب المنصوري الجهات القضائية والأمنية بإعادة ما دفعه من مبالغ مالية.

من خلال هذا التقرير تحصلنا على وثائق مزورة عبارة عن خطاب توظيف لشخصين موقع عليها من قبل نائب وزير الخدمة المدنية إضافة إلى كشوفات لعدد 105 شاب وشابة عبارة عن خطابات توظيف اتضح أنها مزورة.


المواطن أسامة البريكي دفع مبلغ مليون و700 ألف ريال لعدد خمسة من الشباب لغرض التوظيف سلمت لهذا النصاب الذي يعمل موظفًا حكوميًّا في إحدى دوائر السلطة المحلية بالمحافظة مشيرًا إلى أن المتهم بعملية النصب أوضح لي بأن علاقته قوية في الوزارة وبايوظف له شبابا ومرت سنوات دون جدوى ليكتشف أن العملية كلها نصب واحتيال وبلغ الأمن على إثرها.

النقيب علي الوكالة مدير بحث شرطة الحوطة لحج قال إن أجهزة الأمن تلقت عشرات البلاغات من شباب وشابات في مديريتي الحوطة وتبن قالوا فيها بأن شخصًا قام بالنصب والاحتيال عليهم بغرض التوظيف.


وأشار الوكالة أنه بعد استلام البلاغات تم اتخاذ الإجراءات القانونية تحت إشراف النقيب عواد أحمد محسن مدير شرطة الحوطة كاشفًا أن ما يقارب من مائة ضحية قدموا بلاغات للشرطة ضد هذا النصاب بمبلغ يقدر بحوالي 30 مليون ريال.

وأوضح النقيب الوكالة بأن النصاب قام بتزوير مستندات رسمية لغرض التوظيف في قطاع التربية عدن والصحة لحج، وقال إن المتهم في السجن وسوف يحال الأسبوع القادم للنيابة لاستكمال الإجراءات القانونية.


عرضنا الوثائق التي تحصلنا عليها على مسؤول مختص في مجال التوظيف بلحج الذي أكد أن الوثائق مزورة حتى التوقيع الممهور به الوثيقة غير صحيح مشيرًا إلى عدم وجود أي وظائف سلطة محلية في الموازنة العامة للدولة منذ عام 2013م.

ويؤكد محمد أحمد صلاح مدير عام مكتب الخدمة المدنية بمحافظه لحج أن آخر وظائف بالنسبة للموازنة كان في عام 2012م مشيرًا إلى أنه بعد هذا العام لم تكن هناك أي موازنة للسلطة المحلية لافتا أنه لا صحة لتوظيف أي شخص في السلطة المحلية منذ 2013م حتى اليوم إلا عبر رئيس مجلس الوزارة أو رئيس الجمهورية.

محمد أحمد مدير عام مكتب الخدمة المدنية بمحافظه لحج
محمد أحمد مدير عام مكتب الخدمة المدنية بمحافظه لحج

وكشف مدير الخدمة أن المقيدين للتوظيف بمحافظة لحج بلغ 19 ألف مقيد ويؤمل من الدولة التحرك خاصة لوظائف موازنة الدولة.

ودعا صلاح إلى إيجاد صندوق خاص يدعم طالبي التوظيف والمقيدين بشكل رسمي من خلال توفير مبالغ مالية معينة لهم من هذا الصندوق لإعانتهم خاصة ممن لهم سنوات طويلة في انتظار التوظيف ووصلت أعمارهم لمستويات لا يسمح فيها بالتوظيف أو خدمة ل 15 سنة فقط والتقاعد مطالبًا من الدولة النظر في هذه الشريحة حيث تجد أن هناك مقيدين يصل تقييده إلى عشر سنوات أو أكثر.

ما حدث يبين مستوى الأوضاع التي يعاني منها الشباب جراء عدم التوظيف حيث دفع بالأسر للبحث عن أمل لأولادهم في التوظيف وهو ما دفع بعض الأشخاص إلى استغلال هؤلاء الأسر والنصب عليهم باسم التوظيف لمستقبل أفضل لأولادهم.