أخيرًا وبعد كل هذه التجاذبات والحرب الباردة التي تخوضها حضرموت وتتشظى بها، ويشقى الناس، كل هذه التوترات ذات الوجوه المتعددة، وما طرح من مطالب حقوقية حضرمية عادلة ومنطقية وجدية ومتفق عليها ما بين الحضارم وأصدقاء الحضارم وكل محبي السلام والتنمية لحضرموت، ردت الرئاسة بهدوء وكلمات بصوت منخفض من غير قعقعة ولاهدير، أنها أي القيادة مجتمعة بما فيهم اللواء فرج البحسني أنهم متفهمون للحقوق المطلبية الحضرمية، هذا ما اختصر بها كل القضايا التي اشتعلت في هضبة حضرموت وتحمل الحلف لقبائل حضرموت والمؤتمر العام الجامع المطالبة بالحقوق الشرعية والثابتة لأبناء حضرموت وهذا ما طال التجاذب بشأنه وكذا ما طال الوقت في انتظاره والنضال من أجله، وربما يطول النضال من أجله أيضًا، كل هذا فاجأ المجتمع الحضرمي من غير السلطة ومناصريها ومن غير أولئك الساخرين الذين لم يؤيدوا أو صمتوا أو لبسوا أثوابًا غريبة ومنهم من أعضاء مجلس النواب أو السياسيين والمتدثرين بمعاطف الشرعية ومنافعها.

يقول المثل الحضرمي (ما معك من الجني إلا حصاة) وما الذي تتوقع أن تجده في جراب جني الخلاء سوى هذا، وهو ما ينطبق على واقع السلطة وقيادة الدولة فهي نظرت إلى ما يقال في إذنها من قبل السلطة المحلية ولم تتقهم بعناد للمطالب التي طرحتها حضرموت، فأيهما هو حضرموت الذي يرغم من يتسلط وينهب ويتصرف في ثروة حضرموت، لهذا نهضت حضرموت الحقيقية وليست المصطنعة وواجهت الحكم بكامله فيما تريد وما يجب أن يكون، وأن ما سعت إليه كل التآمرات الممولة بالمال السياسي لن تفتت عزم حلف قبائل حضرموت والجامع الحضرمي وكل قواه المتحدة التي تشكل جبهة قوية مسالمة وحيوية في وجه مجلس الرئاسة وفي وجه قوى التخاذل أيضًا والتي تريد السعي نحو إسقاط حقوق حضرموت خدمة منها للطرف المناوئ لهذه الحقوق.

طال الوقت أو قصر، فإن من يطالب بالحقوق لن يغادر الميادين والجبال حيث يرابط ولن تخترقه كل المحولات البهلوانية وزرع الشوك في الطريق، إذ لابد من تحقيق ما تقول حضرموت، وما تراه أنه من حقها وليس افتراء أو بهتانا.

ما خرج به بيان الرئاسي في جملته الباردة والضعيفة من أنه متفهم للحقوق المطلبية لأبناء حضرموت بطريقة تثير الاستغراب وغياب المسؤولية والتجاوب تشبه إلى حد قريب ما صرخ به الرئيس التونسي وهو هارب من بلده، (فهمتكم، فهمتكم).. ولكن ضاع صوته وفهمه في مهب الريح.