> محمد وتد:
وجدت إسرائيل نفسها في مواجهة شاملة مع جماعة الحوثيين، الذين صعدوا بالفترة الأخيرة من هجماتهم بالطيران المسيّر والصواريخ الباليستية على مواقع إستراتيجية بالعمق الإسرائيلي، إسنادًا للمقاومة في قطاع غزة.
وتتوقع تل أبيب توسيع الحوثيين الهجمات الصاروخية من اليمن بإيعاز من إيران، وذلك ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو ما اعتبره الجيش الإسرائيلي تهديدًا عسكريًا متزايدًا.
وشنت إسرائيل، مساء الأحد، سلسلة غارات على مدينة الحديدة باليمن، وذلك عقب إعلانها إدراج جماعة الحوثي ضمن بنك الأهداف الهجومية، وهو ما يعني تحويل تل أبيب اهتمامها إلى الحوثيين.
وتوافقت قراءات وتقديرات المحللين فيما بينها أن ساحة القتال مع الحوثيين، وإن كانت بعيدة، تشكل هاجسا للمؤسسة العسكرية التي توظف فقط سلاح الطيران لمواجهة التهديدات على بعد أكثر من 1800 كيلومتر، وهو ما يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بظل تصاعد وتيرة الهجمات من اليمن.
ولفت أبو ارشيد، في حديث للجزيرة نت، إلى أن الغارات على الحديدة والتهديد بتوسيع الاستهداف ضد جماعة الحوثيين باليمن، يعكس محاولات إسرائيل المباشرة وغير المباشرة للهروب إلى الأمام جراء الفشل في قطاع غزة نحو جبهات أخرى، سواء بقصف الحديدة أو الضاحية الجنوبية في بيروت أو اللجوء إلى اغتيال قيادات المقاومة في حركة حماس وحزب الله.
وأشار المحلل السياسي إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو، ومن خلال استهداف جبهات أخرى بعيدة مثل اليمن، تسعى لتسجيل إنجازات عجزت عن تحقيقها في غزة التي ورطتها بتصعيد في الشرق الأوسط وحرب استنزاف طويلة على جبهات متعددة.
ويرى المحلل أن ضرب اليمن والاغتيالات لقيادة المقاومة بالضربات الجوية التي يتفوق ويتميز بها سلاح الجو الإسرائيلي، ما هي إلا "إنجازات تكتيكية" ساهمت برفع أسهم نتنياهو وشعبيته وإسكات أصوات المعارضة، وبالذات أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأوضح أن ما قامت به إسرائيل في يوليو الماضي من قصف جوي لمنطقة الحديدة، لم يمنع جماعة الحوثيين من مواصلة إسناد غزة وإطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات مفخخة نحو العمق الإسرائيلي. كما أن اغتيال نصر الله، لم يعيد النازحين الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال، في حين لم تسهم حرب الإبادة والضغط العسكري على حماس بإعادة المحتجزين.
وأوضح المحلل العسكري أن الهجوم على اليمن يأتي ردا على الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الأسبوعين الماضيين، لكنه يهدف أيضا إلى بعث رسالة تهديد لإيران، التي تهدد بالرد على اغتيال نصر الله، ولا تزال تهدد بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي قُتل في هجوم بطهران نهاية يوليو الماضي.
وأشار إلى أن السلاح الوحيد الذي تملكه إسرائيل لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي هو شن الغارات عبر المقاتلات في محاولة لتدفيع الحوثيين ثمنا عن الهجمات بالصواريخ والمسيرات التي نفذوها. وقال "إذا واصل الحوثيون مهاجمة إسرائيل فإن الهجمات الجوية ستزداد".
وبحسب المحلل العسكري، فإن الهجوم الذي وقع على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، بمثابة رسالة إلى إيران مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي يمكنه الهجوم بقوة هائلة حتى على مسافة بعيدة ويمكنه القيام بذلك في وقت واحد في عدة ساحات، قائلًا إن "المسافة إلى اليمن هي بالضبط ذات المسافة إلى إيران".
ولفت إلى أن هذا السؤال يطرح مع تكرار هجمات الحوثيين على إسرائيل، حيث من الواضح أن إيران سترد على اغتيال نصر الله، ويبدو أنها هذه المرة أيضا ستستعين بخدمات الحوثيين. متسائلا "هل تمتلك إسرائيل القدرة على استخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ضد جماعات إيران، وربما ضدها بشكل مباشر أيضا؟".
واستذكر أغوزي أن المقاتلات الإسرائيلي هاجمت، في يوليو، منشآت الحوثيين في اليمن، وتطلب الهجوم رحلة طويلة للطائرات المقاتلة والتزود بالوقود جوا، "تم تنفيذه بنجاح. لكن الحوثيين يواصلون إطلاق الصواريخ على إسرائيل بدون رادع".
ويعتقد مراسل الشؤون الأمنية أنه يجب على إسرائيل أن تستخدم جميع الأدوات المتاحة لها لإزالة التهديد على الجبهات المتعددة، قائلا "إذا لم تتصرف إسرائيل بهذه الطريقة، فسيتم تفسير ذلك على أنه ضعف. وعلى الرغم من قلة عدد الحوثيين، فإنهم يعملون وفق تعليمات طهران ويتلقون شحنات الأسلحة من إيران".
"الجزيرة نت"
وتتوقع تل أبيب توسيع الحوثيين الهجمات الصاروخية من اليمن بإيعاز من إيران، وذلك ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو ما اعتبره الجيش الإسرائيلي تهديدًا عسكريًا متزايدًا.
وشنت إسرائيل، مساء الأحد، سلسلة غارات على مدينة الحديدة باليمن، وذلك عقب إعلانها إدراج جماعة الحوثي ضمن بنك الأهداف الهجومية، وهو ما يعني تحويل تل أبيب اهتمامها إلى الحوثيين.
وتوافقت قراءات وتقديرات المحللين فيما بينها أن ساحة القتال مع الحوثيين، وإن كانت بعيدة، تشكل هاجسا للمؤسسة العسكرية التي توظف فقط سلاح الطيران لمواجهة التهديدات على بعد أكثر من 1800 كيلومتر، وهو ما يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بظل تصاعد وتيرة الهجمات من اليمن.
- هروب للأمام
ولفت أبو ارشيد، في حديث للجزيرة نت، إلى أن الغارات على الحديدة والتهديد بتوسيع الاستهداف ضد جماعة الحوثيين باليمن، يعكس محاولات إسرائيل المباشرة وغير المباشرة للهروب إلى الأمام جراء الفشل في قطاع غزة نحو جبهات أخرى، سواء بقصف الحديدة أو الضاحية الجنوبية في بيروت أو اللجوء إلى اغتيال قيادات المقاومة في حركة حماس وحزب الله.
وأشار المحلل السياسي إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو، ومن خلال استهداف جبهات أخرى بعيدة مثل اليمن، تسعى لتسجيل إنجازات عجزت عن تحقيقها في غزة التي ورطتها بتصعيد في الشرق الأوسط وحرب استنزاف طويلة على جبهات متعددة.
- ترميم الردع
ويرى المحلل أن ضرب اليمن والاغتيالات لقيادة المقاومة بالضربات الجوية التي يتفوق ويتميز بها سلاح الجو الإسرائيلي، ما هي إلا "إنجازات تكتيكية" ساهمت برفع أسهم نتنياهو وشعبيته وإسكات أصوات المعارضة، وبالذات أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأوضح أن ما قامت به إسرائيل في يوليو الماضي من قصف جوي لمنطقة الحديدة، لم يمنع جماعة الحوثيين من مواصلة إسناد غزة وإطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات مفخخة نحو العمق الإسرائيلي. كما أن اغتيال نصر الله، لم يعيد النازحين الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال، في حين لم تسهم حرب الإبادة والضغط العسكري على حماس بإعادة المحتجزين.
- رسائل لإيران
وأوضح المحلل العسكري أن الهجوم على اليمن يأتي ردا على الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الأسبوعين الماضيين، لكنه يهدف أيضا إلى بعث رسالة تهديد لإيران، التي تهدد بالرد على اغتيال نصر الله، ولا تزال تهدد بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي قُتل في هجوم بطهران نهاية يوليو الماضي.
وأشار إلى أن السلاح الوحيد الذي تملكه إسرائيل لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي هو شن الغارات عبر المقاتلات في محاولة لتدفيع الحوثيين ثمنا عن الهجمات بالصواريخ والمسيرات التي نفذوها. وقال "إذا واصل الحوثيون مهاجمة إسرائيل فإن الهجمات الجوية ستزداد".
وبحسب المحلل العسكري، فإن الهجوم الذي وقع على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، بمثابة رسالة إلى إيران مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي يمكنه الهجوم بقوة هائلة حتى على مسافة بعيدة ويمكنه القيام بذلك في وقت واحد في عدة ساحات، قائلًا إن "المسافة إلى اليمن هي بالضبط ذات المسافة إلى إيران".
- بدائل الغارات
ولفت إلى أن هذا السؤال يطرح مع تكرار هجمات الحوثيين على إسرائيل، حيث من الواضح أن إيران سترد على اغتيال نصر الله، ويبدو أنها هذه المرة أيضا ستستعين بخدمات الحوثيين. متسائلا "هل تمتلك إسرائيل القدرة على استخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ضد جماعات إيران، وربما ضدها بشكل مباشر أيضا؟".
واستذكر أغوزي أن المقاتلات الإسرائيلي هاجمت، في يوليو، منشآت الحوثيين في اليمن، وتطلب الهجوم رحلة طويلة للطائرات المقاتلة والتزود بالوقود جوا، "تم تنفيذه بنجاح. لكن الحوثيين يواصلون إطلاق الصواريخ على إسرائيل بدون رادع".
ويعتقد مراسل الشؤون الأمنية أنه يجب على إسرائيل أن تستخدم جميع الأدوات المتاحة لها لإزالة التهديد على الجبهات المتعددة، قائلا "إذا لم تتصرف إسرائيل بهذه الطريقة، فسيتم تفسير ذلك على أنه ضعف. وعلى الرغم من قلة عدد الحوثيين، فإنهم يعملون وفق تعليمات طهران ويتلقون شحنات الأسلحة من إيران".
"الجزيرة نت"