> فردوس العلمي:

سعيدة الشيبة: فكرة التحالف النسوي جاءت كاستجابة ضرورية لدعم الأبينيات
> محافظة أبين تعد واحدة من أهم المحافظات الاستراتيجية بفضل موقعها الجغرافي الفريد، وتمتد المحافظة على مساحة تبلغ 21,489 كيلومترا مربعا، وتطل عاصمتها زنجبار على شواطئ البحر العربي، وتحدها من الشرق محافظة شبوة، ومن الغرب محافظتا عدن ولحج، ومن الشمال محافظتا شبوة والبيضاء إلى جانب أجزاء من يافع العليا.

وفي ظل هذا الامتداد الجغرافي الغني والموارد الطبيعية المتنوعة، تبرز المرأة الأبينية كشعلة كفاح وسط أزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة، وحرب مستترة تُلقي بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية، ورغم التحديات الهائلة، استطاعت المرأة في أبين أن تثبت وجودها وتعمل جاهدة لتعزيز دورها في المجتمع، حيث تحملت مسؤوليات عديدة، سواء على مستوى الأسرة أو في العمل العام.


وإدراكًا لأهمية تعزيز مشاركة المرأة وإبراز صوتها في المحافل المختلفة، تشكل تحالف نسوي يسعى إلى تمكين المرأة في أبين ودعم حقوقها، ولمعرفة المزيد عن هذا التحالف، التقت "الأيام" بسعيدة محمد مهدي الشيبة، عضو التحالف النسوي، التي تحدثت عن فكرة نشأة التحالف ورؤيته المستقبلية.

تقول سعيدة الشيبة عضو التحالف النسوي، إن فكرة التحالف النسوي جاءت كاستجابة ضرورية للحاجة إلى تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي تواجهها النساء في المنطقة، وتضيف: "التحالف النسوي ليس مجرد تجمع عادي، بل هو رؤية واضحة تحمل مفهومًا شاملًا لدعم المرأة وتمكينها".

وأوضحت الشيبة أن التحالف تأسس في عام 2024 كخطوة جادة تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع، مشيرة إلى أنه يسعى إلى تمكينها سياسيًا وإيصالها إلى مواقع صنع القرار، بما يضمن تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانتها في مختلف المجالات.


وأشارت إلى أن التحالف يضم مجموعة متنوعة من النساء، من بينهن ناشطات في مجال حقوق الإنسان، أكاديميات، وممثلات عن منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية. وقالت: "يضم التحالف حوالي 60 عضوًا، يعملن بروح الفريق لتحقيق أهدافنا المشتركة".

وأكدت الشيبة أن رسالة التحالف تتمثل في تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، مع التركيز على تمكين النساء من أداء أدوارهن في مختلف المجالات، سواء كانت سياسية، اقتصادية، أو اجتماعية. وقالت: "نهدف إلى خلق مجتمع يضمن حقوق المرأة ويعزز مشاركتها الفاعلة في صنع القرار".

وعن أهداف التحالف، قالت سعيدة الشيبة: "يهدف التحالف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتحسين مستوى المشاركة السياسية للنساء، وتعزيز حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية، وتتمثل رؤيتنا في بناء مجتمع يضمن حقوق المرأة ويعزز دورها الفاعل في صنع القرار وبناء السلام".

وأشارت الشيبة إلى الجهود المبذولة في تطوير قدرات أعضاء التحالف، حيث أوضحت: "قام المعهد الديمقراطي الوطني (NDI) بتدريب أعضاء التحالف وبناء قدراتهم، بالتعاون مع مؤسسة شباب أبين، وشملت هذه الجهود تنفيذ حملات توعية ومنتديات حوارية تركز على تعزيز دور المرأة وتمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار".


وأضافت أن التحالف ركز كذلك على تنظيم ورش عمل وحملات توعوية حول قضايا ملحة تعاني منها المنطقة، من بينها التوعية بمخاطر إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات، والحد من ظاهرة ترويج المخدرات وبيعها في المحلات التجارية والصيدليات، وأكدت الشيبة أن هذه الأنشطة تعكس التزام التحالف بالتعامل مع القضايا التي تمس المجتمع، مع التركيز على تحقيق التغيير الإيجابي وتحسين ظروف النساء في المحافظة.

وأكدت سعيدة الشيبة أن التحالف النسوي حقق العديد من الإنجازات التي انعكست بشكل إيجابي على قضايا المرأة والمجتمع في أبين، موضحة أن من بين هذه الإنجازات إصدار تعميمات هامة من قبل مكتب الصحة ومكتب الشؤون الاجتماعية تتعلق بالقضايا الحيوية، ومن هذه القضايا منع إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات، والحد من ترويج المخدرات وبيعها في المحلات التجارية والصيدليات، ما يعكس الجهود الحثيثة للتحالف في معالجة التحديات المجتمعية.

وعن التحديات التي تواجه التحالف، أشارت الشيبة إلى أن أبرز هذه التحديات تتمثل في المقاومة الثقافية لبعض الأفكار والتوجهات، إضافة إلى قلة الموارد التي تعيق تنفيذ المزيد من البرامج والمبادرات في المحافظة.

أما عن تطلعات التحالف، قالت الشيبة: "نطمح إلى توسيع نطاق عمل التحالف وزيادة عدد أعضائه، كما نسعى لتعزيز التعاون مع منظمات دولية لضمان حقوق المرأة في اليمن بشكل عام، وفي أبين بشكل خاص. يهدف التحالف إلى تحقيق مستقبل أفضل للنساء، حيث يكون لهن دور فعال في تشكيل السياسات وبناء السلام".


وفي ختام حديثها، وجهت الشيبة رسالة توجيهية إلى المرأة اليمنية عامة، والأبينية خاصة، قائلة: "كوني قوية، ولا تترددي في المطالبة بحقوقك، صوتك مهم، ووجودك في المجتمع ضروري".

وخاطبت الرجل الأبيني واليمني عامة بقولها: "كن داعمًا للنساء من حولك، فمشاركة المرأة في التنمية تعود بالنفع على الجميع. معًا نبني مجتمعًا أفضل".