> صنعاء "الأيام" رويترز:
في ورشة عمل صغيرة مغمورة بقلب صنعاء تواصل نساء يمنيات أعمال الجلود المعقدة وسط ضجيج ماكينات الحياكة في مركز للحفاظ على التراث.
وعلى الرغم من تحديات الصراع الذي طال أمده في اليمن، تمضي ثورة هادئة قدما بغرزة تلو الأخرى.
وتعبر نسرين الحباري، رئيسة المركز عن رؤية تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الحفاظ على الحرف.
وتحمل الحباري على عاتقها مهمة مزدوجة، بث إكسير الحياة في التراث الثقافي الثري في اليمن وفي نفس الوقت تمكين المجموعات المحلية وخاصة من النساء والأسر عن طريق توفير سبل عيش مستدامة.
وتقول «الهدف الرئيسي هو إحياء التراث اليمني وترك طابع يمني محلي يعبر عن هويتنا اليمنية، وثاني شي وهو الأهم تدريب أكبر قدر ممكن من النساء ومن الأسر المنتجة في هذا المجال حيث سيكون هذا المجال يعيد عليهم بالدخل ويصلن إلى الاكتفاء الذاتي».
وحولت أمل الشوتري، وهي مدربة حرف يدوية ومالكة مشروع (الأمل للصناعات الجلدية)، شغفها إلى إنتاج عبر رحلة استمرت خمسة أعوام في صناعة الجلود تمثل شهادة على الإرادة الشخصية وتنمية المهارات.
ومن خلال البحث الدؤوب والتدريب على مستوى دولي، تتقن الشوتري تقنيات صناعة الجلود المعقدة، وتنتج مجموعة متنوعة من المنتجات من السترات إلى حقائب الكمبيوتر المحمول، وبدأت بعد ذلك في تدريب حرفيات طموحات أخريات.
وتقول الشوتري «بدأت مشروعي وجت فكرة مشروعي الذي هو معمل الأمل للصناعات الجلدية صناعات الجلد اليمني الطبيعي من جواكت، من شنيط (حقائب)، من محافظ، ميداليات، أحزمة، محازم قوايش (حزام عريض) أي صناعة تختص حتى حقائب اللابتوب الحقائب المدرسية، ومع بحثي وتواصلي مع عدة مدربين خارج اليمن الحمد لله توصلت إلى الصناعة وبدأت ادرب فيها».
وتعتقد الشوتري الآن أن ورشتها يمكن أن تنتج سلعا جلدية عالية الجودة قادرة على منافسة المنتجات المستوردة. ووصلت حرفتها إلى مستوى جعل العملاء يقتنعون بشكل متزايد بقيمة المنتج المحلي، في علامة فارقة مهمة على تغير المفاهيم حول السلع الجلدية المنتجة محليا.
وتقول «الآن بعد ما تمكنت من الصناعة التحويلية بأنها تكون صناعة ذات جودة ومتمكنة منها حرفية عالية يعني لما اصنع الشنطة أو المحفظة تكون بحرفية عالية يعني منافسة للي بتجي من الخارج ذلحين بدأ الزباين ما شاء الله بدأوا يقتنعوا بهذا الشيء الأسعار بتكون أسعارها متوسطة إلى فوق المتوسط».
وبينما تتفوق ورشة الشوتري في المراحل المتوسطة والنهائية لإنتاج المصنوعات الجلدية، تظل المراحل الأولى التي تشمل الدباغة والصباغة مناطق غير مستكشفة بالنسبة لها.
وتقول «يعتبر عملي متخصص في الصناعة الجلدية التحويلية يعني نقول من نص سلسلة الصناعة الجلدية فما فوق، أما بداية السلسلة إللي هي الدباغة والصباغة عاد إحنا بندرسها ولم نتمكن منها».
وتبحث الشوتري بنشاط عن حرفيين مهرة يمكنهم تدريب فريقها في هذه العمليات الأولية المهمة. ومع وجود معمل واحد فقط لجلود الأبقار، فإن الحرفيات مثل الشوتري ليس لديهن سوى خيارات ضئيلة، مما يجبرهن على العمل بأي مواد متاحة.
وقالت «عاد إحنا بندور ذلحين حرفيين متمكنين من الدباغة والصباغة نجذبهم عشان يدرب ويأهلوا ونفهم منهم كذلك حتى نتمكن من بداية السلسلة هذا نوع من الصعوبات الذي بواجهة».
وأضافت «في جلد البقري طبعا إنه في مصنع واحد فقط ما فيش عدة مصانع ما في لا يوجد معي أنا عدة خيارات عشان اختار الجلدة إللي اشتري لكن إحنا بنشتغل بالمتاح بما هو متاح».
وعلى الرغم من هذه القيود تحتفظ الشوتري بالتفاول وتتصور مستقبلا تصبح فيه علامتها التجارية مهمة في عالم صناعة الجلود الاحترافي في اليمن. وقالت «العائد ما قد هوش هذاك العائد الكبير بإذن الله فيما بعد أتمنى فيما بعد أن يكون لنا اسم تجاري كبير ويكون لنا معمل كبير أو مصنع كبير أو مركز كبير للتدريب للتأهيل للإنتاج، أتمنى ذلك فيما بعد».
وكشف محمد قشاشة، وهو حرفي وتاجر في سوق صنعاء القديمة، عن سياق آخر للبنية التحتية لصناعة الجلود في اليمن.
ويسلط قشاشة الضوء على عدم وجود مدابغ محلية في صنعاء، ويوضح أن جميع الجلود واردة من شركة شماخ في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
ويقول «مدابغ ما بش هانا في صنعاء، وكله في شركة شماخ في الحديدة، وإحنا هنا غير إلا وكلاء ونستورد منهم ونشتغل هذه الحاجات نشتغل جيوب مسدسات وعسوب (غمد الخنجر اليمني)، ونشتغل حزم (أحزمة) بقري، نشتغل هذا سراجات المصاحف بالجلد عميد (عشان) لا يتشططش (يمزق)».
وبالتفاني وروح المبادرة تدعم هؤلاء النساء اليمنيات أسرهن ومجتمعاتهن وتحافظن على بقاء فن قديم.