في نهاية سبتمبر من عام 2017 م كتبت مقالًا هنا في صحيفتنا الغراء "الأيام" تحدثت فيه عن معاناة شعبنا ببلوغ الريال السعودي 100 ريال يمني والدولار على أعتاب ال 400 ريال يمني. ومن يومها وخلال السبع السنوات الماضية تفاقم الوضع بالصورة الدراماتيكية إلى ما وصل إليه اليوم بمقدار ستة أضعاف ويزيد من البؤس والفقر والحرمان والتدهور المعيشي والخدماتي الصارخ الذي لم يتوقف عند حد، ورغم ما نراه ونسمعه من اجتماعات وتشكيل وتعاقب حكومات ورئاسات... إلخ.

لكن كل هذا كان مجرد غثاء سيل جارف ينتهك حياة الإنسان ومعيشته وحياته وكرامته وقوته ويدفعه إلى كوة النكبات المؤلمة التي تنهال تباعًا على رأس هذا المواطن ولاشيء يلحظ في الأفق يجعلنا نعيش أو نجبر بخواطرنا المنكسرة لنقل لعل وعسى.

اتضح أن الحرب وجهت بوصلتها باتجاه المواطن الذي صمد طوال كل هذه السنين العجاف يتجرع مرارة العلقم وطعنات الموت في جسد منهك متهالك وأمام فداحة ما يجري وقساوة ما يدمي نرى التحالف الداعم للشرعية وكل هياكلها السيادية من حكومة ورئاسي لا تقوى على شيء تعيش النعيم وتتفرج من الخارج على ما يجري وكأن شيئًا لا يعنيها.

تخيل كل هذه الأزمات والمعاناة مجتمعة من من تدهور عملة الريال اليمني سيئ الصيت والسمعة ومن انعدام الكهرباء والخدمات وارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغلاء المعيشي الصارخ بسرعة فرط الصوت يتجرعها الشعب دفعة واحدة ويا ترى لما كل هذا العبث والاستهتار؟!

الطامة الكبرى التي لم نجد لها تفسيرًا تلك الاجتماعات الصورية التي يعقدها المجلس الرئاسي والحكومة المسماة بالشرعية وما تصدره من قرارات سرابية تتبدد مع أولى موجات الأثير الصوتية. باختصار نحن نعيش شللا سياسيًّا واقتصاديًّا مريعًا مريبًا صاعقًا صادمًا وكل هذا نتاجًا للمشاريع السياسية الفاشلة والمعالجات الترقيعية الكارثية التي توالت علينا منذ عام 1990م وحتى اللحظة هناك من يكابر ولا يعترف بالنتائج الكارثية لهذه المشاريع السياسية الفاشلة المدمرة ونحن الذي علينا نحصد كوارث السياسات العبثية ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله.