> «الأيام» غرفة الأخبار:

يتوقع فارع المسلمي الباحث في تشاتام هاوس تصعيدًا عسكريًا خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي قد تشن هجومًا واسع النطاق في مأرب أو مناطق أخرى على خطوط المواجهة الخاملة.

وصرّح لصحيفة "The New Arab" قائلاً: "سأكون مندهشًا للغاية إذا مر رمضان دون أن يشن الحوثيون هجومًا كبيرًا في يوم ذي أهمية دينية".

وأضاف المسلمي أن الحوثيين لا يمكنهم البقاء دون حرب، معتبرًا أن الصراع يمثل عنصرًا جوهريًا في استراتيجيتهم السياسية والعسكرية. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن تحت سيطرتهم، وأنهم سيبحثون عن جبهة داخلية في اليمن إذا استمر التهدئة هناك.

وقال: "إذا انهار وقف إطلاق النار، فسيكون ذلك بمثابة طوق نجاة لهم للعودة إلى البحر".

وأوضح المسلمي أن الحرب توفر للحوثيين وسيلة لابتزاز الشعب اليمني، وضمان استمرار سلطتهم في ظل غياب الخدمات العامة والانهيار الاقتصادي. كما لفت إلى تأثير تراجع نفوذ إيران في المنطقة على حلفائها، حيث أضعفت الحرب في غزة حركة حماس، وتضرر هيكل قيادة حزب الله بفعل الغارات الإسرائيلية، بينما تعرض نظام بشار الأسد لنكسات، ما دفع مئات المقاتلين الحوثيين في سوريا إلى الفرار نحو العراق.

وأشار الباحث إلى أن اليمن والعراق أصبحا في مقدمة التحالف الموالي لإيران، وأن هذا الوضع قد يعزز من مكانة زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، إقليميًا بعد غياب حسن نصر الله. وأضاف: "يمتلك الحوثيون ميزتين: السيطرة على أراضٍ استراتيجية، والاستعداد لضرب أهداف بعيدة، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة".

المسلمي استبعد أن يحل عبد الملك الحوثي محل نصر الله، مبررًا ذلك بغياب الخبرة السياسية لديه وعدم تمتعه بنفس القدر من النفوذ داخل محور المقاومة.

وقال: "الإيرانيون ينظرون إليه بازدراء مقارنة بنصر الله، وليس له تأثير مباشر على سياسات الحرس الثوري الإيراني".

وفيما يخص المشهد اليمني الداخلي، أشار المسلمي إلى أنه لا يزال من غير المؤكد مدى قدرة القوات الجنوبية على التصدي لهجوم حوثي منظم، خاصة بعد تراجع الدور السعودي، ورغم تعزيز الجيش اليمني لقدراته العملياتية إلا أن الغياب المحتمل للدعم الجوي السعودي يطرح تساؤلات حول صموده.

من جانبه، أشار جلال الباحث في الشؤون اليمنية إلى أن إعادة انخراط السعودية في الصراع تتطلب ضمانات أمريكية تشمل حزمة دفاعية متطورة، واستعادة المصداقية الأمريكية في دعم حلفائها.

أما محمد السحيمي مدير مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في المملكة المتحدة، فقد أكد أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لدعم مسار السلام، محذرًا من أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة.