> «الأيام» غرفة الأخبار:

  • وزير الدفاع الأميركي يحدد فترة استمرار الضربات في اليمن
  • خبراء:أمام الشرعية فرصة أخيرة للإطاحة بالحوثيين
> أعلن البيت الأبيض، اليوم، عن مقتل "قيادات حوثية رئيسية" في القصف الأمريكي الذي استهدف معاقل الحوثيين في عدة مناطق باليمن.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايكل والتز، إن الغارات الجوية "استهدفت العديد من قادة الحوثيين الرئيسيين وقتلتهم"، لافتا إلى "تحذير إيران بوجوب التوقف عن دعم المتمردين وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر".

وأضاف والتز، حسب "فرانس برس": "ضربناهم بقوة ساحقة وحذرنا إيران من أن الكيل قد طفح".

وقُتل 31 شخصًا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في صنعاء أمس الأحد، غداة ضربات شنّتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين هي الأولى منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير.

وأتت الضربات الأميركية بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.

ووفقا للمتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل، فإن الحوثيين "هاجموا سفنًا حربية أميركية 174 مرة وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023م".

وحدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث شرط بلاده لوقف غاراتها على الحوثيين في اليمن، وقال إن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين، حتى يوقفوا عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي.

وبخصوص إيران، قال والتز "لا يمكن لإيران حيازة سلاح نووي. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان عدم حيازتها سلاحًا من هذا النوع".

وأضاف، "يمكنهم إما تسليمها (أي أسلحة نووية) والتخلي عنها بطريقة يمكن التحقق منها، وإما مواجهة سلسلة كاملة من العواقب الإضافية"، لافتًا إلى أن في الحالتين لن تقبل الولايات المتحدة بحيازة إيران أسلحة نووية.

وبنفس السياق، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين في اليمن لحين وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأميركية وحركة الشحن العالمي.

والسبت، وجهت الولايات المتحدة ضربات عسكرية مكثفة ضد منشآت استراتيجية للحوثيين في اليمن، في خطوة تأتي لوضع حد للتهديدات المستمرة من المتمردين المدعومين من إيران، للملاحة في ممر مائي حيوي يمر عبره نحو 15 بالمئة من التجارة العالمية.

وفي تصريحات لقناة "فوكس نيوز"، أمس الأحد، بعد ساعات من الضربات الأميركية، قال هيغسيث إن هذه الحملة جاءت ردًّا على عشرات الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن منذ نوفمبر 2023.
كما حذر إيران للتوقف عن دعم الجماعة.

وأردف هيغسيث: "سيستمر هذا (الهجوم) حتى تقولوا: لن نقصف السفن والأصول".
وباغتت الولايات المتحدة السبت جماعة الحوثي بضربات مدمرة لمقرات قيادتها في حي الجراف في صنعاء، ومعقلها الرئيسي في صعدة، مما أوقع قتلى وجرحى بصفوف الجماعة.

وللمرة الأولى، تضرب الولايات المتحدة منازل حولها الحوثيون إلى مقرات عسكرية وغرف عمليات لقيادات الجماعة، في تطور كشف نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب الحازم للتعامل مع الجماعة.

وبحسب إفادة مصادر يمنية لموقع "العين الإخبارية"، فإن أحد المنازل التي طالتها الغارات الأمريكية يتبع قياديًّا حوثيًّا يُدعى حسن عبدالقادر شرف الدين، كان يستخدمه الحوثيون كمقر عملياتي لقيادات عسكرية وأمنية.

وأتبع ترامب قصف صنعاء، بتحذير شديد اللهجة للحوثيين، قائلا: "لقد انتهى وقتكم.. إن لم تتوقف هجماتكم فستشهدون جحيمًا لم تروا مثله من قبل".

وردًّا على الغارات الأمريكية، خرج القيادي الحوثي محمد البخيتي، مُهددًا بأن الجماعة سوف تقابل "التصعيد بالتصعيد"، واعتبر أن "عدوان أمريكا على الجماعة غير مبرر وسيترتب عليه ردًّا تصعيديًّا"، على حد زعمه.

ورأى خبراء يمنيون أن الضربات الأمريكية وقبلها العقوبات المشددة تمثل ضغطًا غير مسبوق على جماعة الحوثي التي "لن تنصاع ما لم تطال الغارات القاتلة قياداتها في الصف الأول"، مؤكدين بأن هذه الغارات يجب أن تترافق مع عملية عسكرية برية شاملة تنفذها قوات الحكومة الشرعية لتحرير المحافظات الشمالية من قبضة الحوثيين والإطاحة بالجماعة في هذه الفرصة السانحة والتي قد تكون الأخيرة.

ووفقا للباحث اليمني في الشؤون العسكرية عدنان الجبراني، فإن "ترامب لن يتعامل بنفس طريقة سلفه جو بايدن المهزوزة مع الحوثيين، فمن الواضح أن هناك إرادة أمريكية للإضرار بمليشيات الحوثي".

السؤال المهم، وفقا للجبراني: "هل تملك إدارة ترامب الفهم الكافي للحوثيين بحيث تسدد ضربات دقيقة تجنب المدنيين أي كلفة وتضرب في عمق القدرات الحساسة للمليشيات وليس في مواقع هامشية؟".

وأضاف، "هذه الغارات إضافة إلى العقوبات قد تشكل ضغطًا غير مسبوق على الحوثيين لأول مرة في تاريخ الجماعة، وقد يتطور الأمر لاستهداف قيادات من الصف الأول للمليشيات".

ولا يتوقع الجبراني انصياع جماعة الحوثي بعد ضربات أمس "لأن الحوثي أعلن التصعيد وهو يدرك تمامًا أنه سيواجه بضربات وبتصعيد أقوى"، مشيرًا إلى أن "مليشيات الحوثي سوف تناور ولكنها لن تنصاع كونها تراهن على طول النفس لديها".

من جانبه، قال المحلل السياسي باسم الحكيمي إن "إدارة ترامب أظهرت أنها أكثر جدية في مواجهة صلف الحوثيين وتهديدهم للملاحة الدولية على عكس الإدارة السابقة".

وأضاف الحكيمي، "ضربات إدارة ترامب ضد الحوثيين لن تكون ذات جدوى ما لم يرافق ذلك دعم الشرعية عسكريًّا والسماح لها بعمليات عسكرية برية ضد الحوثيين لتحرير كل الجغرافيا التي يسيطرون عليها".

وأكد المحلل السياسي أن جماعة الحوثي لن "تنصاع للتحذيرات والضربات الأمريكية لأن قرارها الأخير في إيران التي تواصل استخدمها كرأس حربة في تصعيدها العسكري في البحر الأحمر والمنطقة".

وأضاف: "الإيرانيون يراهنون على مليشيات الحوثي لتحسين رصيدهم التفاوضي أمام الغرب فيما يخص الملف النووي وهذا يجعل المليشيات الحوثية تصر على استمرار الهجمات رغم كلفتها".

وكان ترامب قد وجه رسالة لإيران بالقول: "يجب أن يتوقف دعمكم لإرهابيي الحوثي فورًا، لا تهددوا الشعب الأمريكي أو رئيسهم أو ممرات الشحن العالمية، وإن فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في ذلك".