في خطوة لافتة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بملف حضرموت، استقبل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أمس الأول الخميس، رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش، لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية في المحافظة، وسط تصعيد متزايد من الحلف للمطالبة بتمكين أبناء حضرموت من حقوقهم المشروعة.

وأكد بن حبريش، في بيان نشره عبر منصة "إكس"، أن اللقاء تناول استحقاقات حضرموت السياسية والأمنية والخدمية، مشيراً إلى وجود توجهات سعودية جادة لدعم تطلعات المحافظة، وقال: "التمسنا الصدق والجدية وكل ما يبشر بالخير الواعد، وإن شاء الله تشهد هذه الملفات متغيرات إيجابية في المستقبل القريب".

• تصعيد سياسي وتأجيل اجتماع الحلف

زيارة بن حبريش إلى السعودية جاءت بعد تأجيل اجتماع حلف قبائل حضرموت، الذي كان مقرراً يوم الأربعاء، إثر تلقيه دعوة رسمية من المملكة، حيث رافقه في الزيارة قائد قوات حماية حضرموت العميد مبارك العوبثاني، وتزامن هذا اللقاء مع تصعيد سياسي من الحلف، حيث سبق أن أعلن بن حبريش رفضه الاعتراف بمجلس القيادة الرئاسي، مشترطاً تمكين أبناء حضرموت من حقوقهم كشركاء في السلطة والثروة.

• السعودية والتحركات الفاعلة في حضرموت

تأتي هذه التحركات السعودية بوقت تشهد فيه حضرموت تنافساً بين المكونات الفاعلة، خصوصاً بعد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى المكلا في 16 مارس، والتي أثارت جدلاً واسعاً، واتهم الزبيدي، خلال زيارته، مؤتمر حضرموت الجامع بعدم التعاون، محذراً من خطر عودة عناصر تنظيم القاعدة إلى المحافظة، وهو ما قوبل بردود حادة من قيادات حضرمية، بينها بن حبريش الذي اعتبر أن المجلس الانتقالي يعاني من إخفاقات كبيرة ويحاول فرض معادلات سياسية لا تتناسب مع تطلعات أبناء حضرموت.

ويواصل حلف قبائل حضرموت الضغط من أجل إشراك أبناء المحافظة في الدولة، مع مطالب بتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والتجنيد ضمن القوات الرسمية، منتقداً المجلس الانتقالي الذي يتهمه بالعمل خارج إطار الدولة عبر إنشاء معسكرات وقوى عسكرية مستقلة.

ويشكل هذا الحراك امتداداً لمطالب قديمة برفض أي محاولة لفرض واقع سياسي على حضرموت دون إشراكها في صنع القرار.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن اللقاء السعودي - الحضرمي قد يفتح الباب أمام تفاهمات جديدة بشأن مستقبل المحافظة، في وقت تزداد فيه التعقيدات السياسية داخل اليمن، مع استمرار التنافس على النفوذ بين مختلف الأطراف.