> فخر العزب:
منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل أكثر من عقد، اضطر الكثير من المثقفين اليمنيين إلى مغادرة وطنهم، بحثاً عن حياة آمنة تتيح لهم الاستمرار في ممارسة الإبداع. إلا أن هذا الانتقال لم يكن محض هجرة جغرافية، بل شكّل في جوهره امتداداً لرحلة المثقف الأزلي في البحث عن الذات، ليضيف إليها المثقف اليمني مهمة موازية: البحث عن وطن.
فالمثقف اليمني، كما وصفه الشاعر الكبير عبد الله البردوني، "مواطن بلا وطن"، ليس فقط بسبب التهجير القسري أو ظروف الحرب، بل أيضاً نتيجة شعوره الدائم بالاقتلاع من بيئة ثقافية لم تكن توفر له فضاءً ملائماً للتعبير، فضلاً عن تهميش مستمر لدوره في صياغة وعي مجتمعي متجدد.
خلال إقامته لعشر سنوات في الإمارات، ثم انتقاله إلى مصر، اكتشف السلامي بعداً جديداً لتجربته الإبداعية. فبينما منحته الإمارات دروساً في الإنجاز والانضباط، كانت القاهرة بمثابة حضن ثقافي دافئ. هناك كتب روايته الأولى "أجواء مباحة"، إلى جانب مجموعتين شعريتين، معتبراً أن السرد الروائي منحه عمقاً في فهم تعقيدات الواقع اليمني من الخارج.
يقول: "في الغربة، تفكر أكثر في الهوية والانتماء. الكتابة تصبح محاولة لفهم الجذور، وتفكيك أسباب التدهور. إنها مقاومة ناعمة ضد النسيان وضد الطمس".
يقول المحمدي للعربي الجديد: "مصر احتضنتني، ومنحتني بيئة مناسبة للإنتاج والمشاركة. أمارس نشاطي دون عوائق، وأشعر بأنني في وطني بين مجتمع محب ومتضامن". ويرى أن التأثر بالمهجر لا بد من أن ينعكس على الأعمال الفنية، إذ بات إنتاجه يحمل بصمات مزدوجة: من اليمن ومصر، مزجاً بين الانتماء والحنين، وبين التأمل في الغربة واستلهام الواقع الجديد.
فالمثقف اليمني، كما وصفه الشاعر الكبير عبد الله البردوني، "مواطن بلا وطن"، ليس فقط بسبب التهجير القسري أو ظروف الحرب، بل أيضاً نتيجة شعوره الدائم بالاقتلاع من بيئة ثقافية لم تكن توفر له فضاءً ملائماً للتعبير، فضلاً عن تهميش مستمر لدوره في صياغة وعي مجتمعي متجدد.
- السرد بديلاً عن الغياب
خلال إقامته لعشر سنوات في الإمارات، ثم انتقاله إلى مصر، اكتشف السلامي بعداً جديداً لتجربته الإبداعية. فبينما منحته الإمارات دروساً في الإنجاز والانضباط، كانت القاهرة بمثابة حضن ثقافي دافئ. هناك كتب روايته الأولى "أجواء مباحة"، إلى جانب مجموعتين شعريتين، معتبراً أن السرد الروائي منحه عمقاً في فهم تعقيدات الواقع اليمني من الخارج.
يقول: "في الغربة، تفكر أكثر في الهوية والانتماء. الكتابة تصبح محاولة لفهم الجذور، وتفكيك أسباب التدهور. إنها مقاومة ناعمة ضد النسيان وضد الطمس".
- التشكيل بين الوطن والمهجر
يقول المحمدي للعربي الجديد: "مصر احتضنتني، ومنحتني بيئة مناسبة للإنتاج والمشاركة. أمارس نشاطي دون عوائق، وأشعر بأنني في وطني بين مجتمع محب ومتضامن". ويرى أن التأثر بالمهجر لا بد من أن ينعكس على الأعمال الفنية، إذ بات إنتاجه يحمل بصمات مزدوجة: من اليمن ومصر، مزجاً بين الانتماء والحنين، وبين التأمل في الغربة واستلهام الواقع الجديد.
- هوية معلّقة بين ضفتين
إنها رحلة البحث عن الذات في فضاء لا يشبه الوطن، والبحث عن وطن لم يعد يشبه نفسه. ولكن في كلا الرحلتين، يتجلى الإبداع كمحاولة للنجاة، لا فقط من الحرب، بل من النسيان.
العربي الجديد