أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:43 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • وطن السلام

    عبّود علي الشعبي




    مَزَجَتْ عدن مناسبة الفِطر بعد صيام هذا العام بطعم الفَرَح..لا شيء يشبه اللحظة..ازدانت متنزهات وحدائق المدينة بألوان عيد رمضان.

    حين تفرح عدن، تفرح كل الأمكنة، ترى لو أنّا شُغِفنا بالصورة الخلّابة وأتقنّا الصنع، كَمْ روح وكم قلب سيهوي الى هذا الجمال.

    لسلطات المدينة، أكرِموا عدن بحملات نظافة، فضلاً لا تدعوها مرتعاً للحُمّى والكدورات.

    نقول لشعب الجنوب وقادته، من الآن وصاعداً قِفوا على كل جميل، واقتفوا إثر الصورة الخلّابة، كما المُطرب اللبيب يحبِّر صوته تحبيرا، وليكن من نداء الحادي "صفّوا خلفي" و "رصُّوا البِناء".

    أو قُلْ غرّدوا كطير الرُّبى، ولنصغِ للمقطوعة الحضرمية، لا تباهياً، ولكن شيئاً يُنبئ عن جودة العقل، وملاحة الروح.

    هَبْ أنك وقفتَ في المساء عند تقاطع مجلس محلي الشيخ عثمان، سترى إشارات المرور الرقمية تنظِّم السير، وتوجِّه الحركة، لو عُمِّم هذا المشهد، ورُسِمَ عند كل تقاطع مزدحم، ستمضي الحركة بصورة سلسة، وسيعود للمدينة نظامها ورونقها.

    في طول الجنوب وعرضه نريد صورة جديدة لعمل القيادة، فإنّه ليس كالعمل المبدع مايؤثر في مشاعر الناس، ويستقطب الأنصار، ويلامس النفوس والخواطر.

    حتى الخطاب السياسي لابد أن تُعاد صياغته بروح جديدة، يقرِّب لا يباعد، يصل ولا يقطع، يجمع ولا يفرِّق، حتى يمضي الجميع تحت لواء "الحُب أولاً"، لأن وحدة الصف صمّام أمان الأحرار، وقد يعلم الذكي الأريب أن الزمن لا يسالم الأحرار، وبينما ننشد الحرية وبناء الدولة، فلابد من عائقٍ ومنغِّص..

    ليس الزمانُ وإنْ حَرَصْتَ مسالماً

    طــــبعُ الزمانِ عداوةُ الأحــــرارِ

    الآن فحسب اكتشفنا أن الجنوب كان محقاً في طريقه الشاق والطويل، لم يكن طَرَفاً في هذه الحرب القذرة، وما استدعى طائرات وبوارج تضرب في رؤوس الجبال وعَرض البحر، ولم يكن طامعاً في إحتلال، ولا اغتصب حق احد، وما نهب ولا سَلَب، بل كان هو المنهوب ثروته، المسلوب خيراته..وإذاً "حضرموت أولاً" شعباً وكيانات،أحزاباً وقبائل.

    ليس منا من يؤجّج الصراع، هي عبر الأزمنة والحِقَب قطعة من الجنوب، ليس لها وطنٌ غيره، وإذْ تلتهب مدن الشمال بِحِمم الطائرات، فإنّا سنروي للأجيال أن الجنوب وطن السلام.

    وإنّهُ حين حُرٍمَ الناس في مناطق الشمال من الفَرَح، كانت عدن في عيد رمضان الماضي ملتقى الوافدين، وقد ازدحمت حدائق ومتنزهات وشواطئ المدينة بأفواج من أهل تعز وإب وتهامة حتى من صنعاء، فكان أسواق البيرق والأسطورة وعدن مول، قِبلة الزوّار لشراء حوائجهم، وأمكنة لقضاء لحظات من التسوّق والمرح، واللهو واللعب، لأن عدن وطن السلام، أسدت المعروف للناس فقوبلت بحُسن الثناء من الأهالي، وبدأ الجنوب كما أنشد الشاعر:

    كأنّ الثـــريّا عُلِّقَــــتْ بجبينــــهِ

    وفي جِيدهِ الشِّعرى وفي وجههِ القَمَرْ.

المزيد من مقالات (عبّود علي الشعبي)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال