> علوي بن سميط

مبنى مركز العلاج الصناعي والطبيعي بالمكلا
< قمت بالجولة دون موعد سابق للتعرف على هذا الصرح العلاجي النوعي، بعد أن حدثني أحد أبناء مديريات وادي حضرموت والصحراء الذي كان متواجدا بالمكلا لعلاج ابنه البالغ من العمر 8 شهور من اعوجاج في قدميه بغرض تقويمهما وإعادتهما لوضعهما الطبيعي .. في المركز الذي تبدو عليه ملامح نظافة الردهات على الرغم من اكتظاظه بالمعالجين، تبدو الصالة الأولى الواسعة للاستقبال تجاورها عيادات المعاينة وتتوسطها معروضات تضم الأطراف الصناعية المختلفة بمقاييسها، والتي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي - اليمن- مجانا للمحتاجين، ثم غرفة نحت وصناعة الجبس وقاعة (السقاف) الخاصة لمواد تصنيع الأطراف، وتليها غرفة المقاييس التي أوضح لنا الأخوة الفنيون فيها أنهم يستقبلون المريض من العيادة ليتم أخذ المقاييس للعضو المراد علاجه (الساق، الركبة، الأقدام) ليذهب صاحب الحالة بعدئذ إلى غرفة الأطراف والأجهزة البلاستيكية، التي يقوم فيها المختصون بصناعة الجبائر والأطراف.
< وفي غرفة أخرى خصصت للتدريبات والتمارين توقفنا لنتحدث مع شاب عمره 18 عاماً قدم من محافظة شبوة، وحالته أن رجله بُترت جراء إصابتها بطلقات نارية .. يقول الشاب سالم سعد: «أصبت قبل فترة برصاص وحاولت العلاج في شبوة، وقامت أسرتي بنقلي إلى محافظة عدن، ولأن الإصابة ربما لا يمكن علاجها تم بتر رجلي، ثم عدت بعد فترة إلى شبوة ومنها للمكلا لتركيب طرف صناعي أستطيع السير عليه (رجل يمنى) وتم لي ذلك .. واليوم كما ترى فأنني أتمرن على السير والحمد لله». في هذا المركز وتحديداً قسم الأطراف الصناعية يعمل أكثر من 12 شاباً تأهلوا وتدربوا كي يصلوا بكفاءتهم لتضاهي الكفاءات الأجنبية، وتم ذلك لهم من خلال خبراء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذين قدموا خبراتهم لتجهيز هؤلاء الشباب عملياً وعلمياً، بحيث استطاع أصحاب الحالات المرضية أن يركبوا ما فقدوه من أطراف في الداخل وليس خارج البلاد، وما زال أحد خبراء اللجنة الدولية يعمل بالمركز مشرفاً على ما يعتمل.

فنيو صناعة الأطراف وخبير اللجنة الدولية
العلاج الطبيعي
< القسم الثاني بهذا المركز خاص بالعلاج الطبيعي، جزء للنساء وجزء للرجال، وغرفة خاصة لعلاج الأطفال، ويضم العلاج الطبيعي عدداً من الأجهزة الحديثة يعمل عليها أطباء وفنيون بلغاريون وكادر محلي يمني مؤهل، والعلاج يتم في القسم بالتدليك الطبيعي وبالأشعة تحت الحمراء أو بالشمع بحسب الحالات التي يستقبلها المركز كحالات الشلل النصفي أو الكلي، والآن الظهر والارتخاءات والإعاقات الحركية وما بعد العمليات الجراحية أيضاً.. عقب الجولة العامة في أقسام هذا الصرح الطبي الاجتماعي الإنساني، ولما يتم التعامل فيه مع حالات خاصة ويأتي مكملاً لمكونات المنشآت الطبية المتخصصة بمحافظة حضرموت، كان لنا لقاء مع مدير مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي بحضرموت.
باحشوان: تم علاج أكثر من 2700 مريض من مختلف المناطق
في مكتب الأخ سعيد محمد باحشوان، مدير عام المركز، وبعد أن استقبلنا بود وبشاشة أجاب مشكوراً على ما طرحناه على طاولته: «نشكر لـ «الأيام» هذه الزيارة والتعرف على ما نقدمه من خدمات .. المركز يعتبر إنجازاً وحدوياً يأتي لتلبية احتياجات عدد من الحالات، وعلى الرغم من الفترة القصيرة منذ افتتاحه فإن أكثر من (2700) مريض تمت معالجتهم في أكثر من (13) ألف جلسة علاج طبيعي وبأحدث الأجهزة، كما أن حالات العاجزين حركياً الذين وفدوا لتلقي العلاج70% من الأطفال وكبار السن من المعاقين يقوم المركز بمساعدتهم وتأهيلهم حركياً». ويضيف الأخ باحشوان: «أيضاً تعمل بعثة فنية بلغارية للعلاج الطبيعي لعلاج أمراض الجهاز العصبي، كما تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعداتها خصوصاً في قسم الأطراف الصناعية والمساند عبر خبير يتواجد بالمركز مع طاقم يمني مؤهل ومتدرب في مسألة صناعة الأطراف». وعن الملاحظات يقول المدير: «يحتاج المركز أيضاً إلى توسعة الغرف وقاعة للدراسة وزيادة لصالات التمارين لاستقبال أكبر عدد من المرضى، كما نحتاج إلى توظيف لسد بعض النقص، خاصة وأن 4 عاملين يقومون بأعمال مهنية وتقنية مازالوا يعملون بالأجر اليومي، فالحاجة لتوظيفهم رسمياً ملحة جداً، وهناك أيضاً عدد من المعاقين انقطعوا عن العلاج، خصوصاً القادمين من مناطق بعيدة لعدم وجود سكن داخلي بالمركز أو خارجه، ولأن العلاج يحتاج فترة طويلة قد تصل إلى عام، لذا ونتيجة ظروفهم وعدم مقدرتهم على السكن في الفنادق ينقطعون عن العلاج». ويقترح الأخ باحشوان أن يكون هناك تنسيق جدي بين المركز والجمعيات ذات العلاقة بالمعاقين وتأهيلهم، بما فيها الشؤون الاجتماعية، لمناقشة وضع الحلول وتوفير بعض الخدمات التي تخص المعاقين وإعادة تأهيلهم وتهيئة الظروف لهم لاستمرارية علاجهم بالمركز .. ولأن المركز يفتقد لوسيلة مواصلات فإننا لم نطرح في «الأيام» على مدير المركز مقترحا بابتعاث فريق فني وتقني بالنزول إلى الأرياف البعيدة والمناطق النائية التي لا يستطيع أن يقدم منها المريض لظروف أو لربما لعدم سماعه بأن المركز يقدم هذه الخدمات، لذا فمن الضروري للمركز توفير هذه الخدمة التي يفتقدها وهي وسيلة مواصلات ومخصصات أخرى لتنفيذ هذه المهمة والمهمات الأخرى، لأن مركز الأطراف الصناعية والطبيعية يساعد الدولة على الحد من سفر الحالات المحتاجة للخارج والحصول على العلاج بالداخل.