> بنجلادش «الأيام» رويترز :

يخشى شفيق وهو مزارع من بنحلادش الأمطار الموسمية.. لكنه يدرك أنها قد تجلب أيضا الرخاء,وسقط أكثر من ألف قتيل وشرد ما يصل إلى عشرة ملايين في العام الماضي من جراء فيضانات تسببت فيها أمطار موسمية هي الأسوأ منذ 15 عاما.

لكن مزارعي بنجلادش أنفسهم الذين لعنوا الأمطار يقولون بعد عام في تحول قاس إن مياه الفيضان التي سادت في ارجاء البلاد وفرت لهم حصادا وفيرا.

يقول شقيق مزارع الأرز في قرية شهاب ازبور التي تقع على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة داكا "ننتج عادة ثلثي ما انتجناه هذا الموسم."

واستطرد قائلا "اعتقد أنه (الفيضان) ليس كله لعنة.. بل يمكن أن يكون نعمة إلى حد ما."

ويعتقد شفيق أن الكمية الهائلة من الطمي التي حملتها الفيضانات التي تستمر لفترة طويلة أعادت لأرضه الخصوبة وجعلت زيادة الانتاج ممكنة.

ويقول مزارعون آخرون إن مياه الفيضان تكتسح "الآثار الضارة للإفراط في استخدام المخصبات الكيماوية وتزود الأرض مرة أخرى بخصوبة طبيعية."

وتحدث الفيضانات الناتجة عن أمطار موسمية كل عام في بنجلادش لكنها كانت سيئة بشكل حاص في العام الماضي حيث غمرت نصف مساحة البلاد.

ويتدفق أكثر من 50 نهرا في أراضي بنجلادش الواطئة. وتبدأ معظمها من نيبال أو الصين أو الهند ويرتفع منسوب المياه بها اثناء موسم الفيضان لتبتلع مدنا وبلدات وأراض زراعية.

قال ديرولبا حيدر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "سيتعين على بنجلادش التعايش مع معضلة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات لسنوات كثيرة قادمة وستزداد هذه سوءا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب وارتفاع مستوى مياه البحار وهي أمور لا يتحكم فيها الناس أو حكوماتهم."

لكنه استطرد قائلا "إن ما يمكن للحكومات أن تفعله هو مساعدة الناس على التكيف مع مرحلة ما بعد الفيضانات مثل إعادة بناء بيوتهم باستخدام تكنولوجيا محلية أقل تكلفة."

ويتعلم سكان بنجلادش التكيف بشكل أفضل مع الفيضان السنوي.

قال تنوير أحمد من منطقة براهمان بريا على بعد 200 كيلومتر شرقي داكا "رفعت أساسات بيتي مترا لأن المياه غمرته حتى منتصفه اثناء فيضانات العام الماضي."

وقالت الحكومة إن البلاد عانت من خسائر تقدر بسبعة مليارات دولار بسبب فيضانات العام الماضي لكن البنك الدولي والوكالات المانحة خفضت التقديرات إلى أكثر من ملياري دولار.

قال محمد ياسين وهو مدير بمركز التنبوء والتحذير من الفيضانات"الفيضانات والعواصف طبيعية في بنجلادش بسبب موقعها الجغرافي وعلى اهالي بنجلادش ان يتعايشوا مع هذا."

وقدمت الحكومة إغاثة عاجلة بعد فيضانات العام الماضي وحالت دون حدوث مجاعة يخشى منها وأعادت بناء الكثير من الطرق والجسور في المناطق الريفية.

لكن الحكومة لا تزال تتعرض للانتقادات على نطاق واسع لأنها لم تبذل الكثير ولتأخرها في التحرك.

قال محمد شفيق وهو مزارع "الفيضانات اكتسحت كل ما لدينا في حقولنا وبيوتنا لكننا لم نتلق أي مساعدة على الإطلاق."

يقول تشودري كمال ابن يوسف وزير الإغاثة وإدارة الكوارث إن حجم السكان في البلاد يجعل إدارة كارثة الفيضان مسألة صعبة.

ويبلغ عدد سكان البلاد التي تعادل اليونان مساحة تقريبا 144 مليونا يعمل ثلثاهم تقريبا في القطاع الزراعي.

يقول يوسف "نبذل كل ما نستطيع بالموارد المتاحة لدينا أو التي نستطيع الحصول عليها من المانحين والحكومات الصديقة لتوفير الدعم الضروري لضحايا الكوارث."

لكنه استطرد قائلا "هناك أفواه أكثر بكثير من قدرتنا على إطعامها وقضايا أكثر بكثير من قدرتنا على معالجتها ولا تستطيع الحكومة العمل بمفردها."