> قازان/روسيا «الأيام» ا.ف.ب :

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الايطالي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الايطالي
شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابرز السياسيين الروس هذا الاسبوع في الاحتفالات بالفية تاسيس قازان عاصمة تتارستان المسلمة التي تسعى ان تكون مثالا للتعايش بين الحضارتين الاوروبية والآسيوية في روسيا.

ويقول رفاييل حكيموف، مستشار الرئيس التترستاني منتيمر شايمييف والرجل القوي في جمهورية تتارستان الروسية، ان "الاحتفال بالالفية حدث سياسي كبير لانه يثبت ان قازان هي ثالث عاصمة في روسيا بعد موسكو وسان بطرسبرغ".

وكان حكيموف يتحدث من باحة كرملين قازان حيث نوافذ المباني الرسمية تطل على مساجد المدينة وكنائسها الارثوذكسية.

وفي هذه الباحة، احتفل مسلمو تتارستان في حزيران/يونيو باعادة افتتاح اكبر مسجد في اوروبا كان دمر منذ خمسة قرون على يد جنود القيصر "ايفان الرهيب".

واستقبلت كنيسة البشارة القريبة من المسجد مجددا ايقونة سيدة قازان الشهيرة التي اعادها البابا يوحنا بولس الثاني الى الارثوذكس عام 2004.

ويقول المساعد الاول لمفتي تتارستان ان "في قازان تعايشا بين الحضارات والثقافات المختلفة. نحن لا نشهد صراعات بين الاثنيات والطوائف".

ويعتبر ان هذا النموذج يجب ان يكون مثالا للسلطة المركزية التي تعطي علنا الافضلية للارثوذكس في بلد متعدد الطوائف.

ويعتبر الخبراء ان الاحتفالات الطنانة بالفية تاسيس قازان هي مبادرة تقوم بها موسكو ازاء التتار الذين يشكلون الاثنية الثانية في روسيا، وخصوصا تجاه هذه الجمهورية الصناعية والغنية بالنفط التي يقودها رجل قوي لم يتقبل كثيرا الاصلاحات التي ينوي فلاديمير بوتين تطبيقها في المناطق.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، اجرت تتارستان مع روسيا مفاوضات نالت على اثرها استقلالية واسعة قد تحد نطاقها الاصلاحات المذكورة.

ويبدو ان شايمييف الذي لوح برغبة بلاده في الاستقلال في التسعينات، قد اخلص لفلاديمير بوتين الذي مدد له لولاية رابعة في اذار/مارس الماضي.

ويقول الباحث السياسي ايريك مرتضين الذي كان المتحدث السابق باسم الرئيس شايمييف ثم انضم الى صفوف المعارضة "لقد عين بوتين شايمييف خوفا من زعامة الحكام المستائين من سياسة الكرملين المناطقية".

ويعتبر الخبير نيكولاي بتروف من مؤسسة كارنيجي في موسكو ان "خطر بروز تحركات انفضالية ضئيل جدا"، محذرا في الوقت ذاته من قيام السلطة المركزية ب"اجراءات غير مدروسة" قد توقظ هذه الحركات.

وحتى لو ان الحديث عن الافكار الانفصالية لم يعد رائجا، يطالب بعض الاشخاص في قازان امثال رفاييل حكيموف بالمزيد من الاستقلالية السياسية والاقتصادية ويدافعون عن "الفدرالية وهي كلمة غابت للاسف من قاموس الرئيس بوتين" على حد قوله.

ويعود 60% من الضرائب التي تجبيها الجمهورية الى الخزينة الروسية مقابل 25% في الماضي.

وينتقد حكيموف القرار الذي نقض المجلس الدستوري عام 2004 بموجبه قانونا اصدرته سلطات تتارستان عام 1999 والقاضي بتحويل كتابة اللغة التتارية من الابجدية السيريلية الى اللاتينية.

ويؤكد حكيموف انه بفضل اتفاق حول توزيع السلطات بين موسكو وقازان يتردد الكرملين في تجديده، "استطعنا منع قلة تسيطر على السلطة في روسيا من خصخصة شركاتنا".

لكن ايريك مرتضين يعتبر ان هذه الشركات "اصبحت بين ايدي المقربين من الرئيس شايمييف"، مضيفا ان سيادة تتارستان عبارة عن مجرد "ورقة لتبرير نهب الجمهورية".