> برلين «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

ساح العاج كانت قاب قوسين او ادنى من هزيمة هولندا والارجنتين لكن الخبرة وقفت حائل امام ذلك
وباتت افريقيا مطالبة أكثر من أي وقت مضى بوضع حد لهذا التبرير الذي لا يجدي نفعا لان الجماهير الافريقية سئمت من سماعه دائما في كل عرس عالمي، وباتت فكرة المشاركة من أجل المشاركة غائبة عن اذهانها حتى ان بعضها اصبح يفقد الامل قبل انطلاق المنافسات وهي التي ترغب في مشاهدة احد منتخباتها على الاقل في الادوار النهائية على غرار مسابقات الناشئين والشباب، ولمَ ليس إحراز اللقب العالمي للمرة الاولى في التاريخ؟
وتأتي ضرورة التخلص من عامل نقص الخبرة لان القارة السمراء ستكون مسرحا لنهائيات النسخة التاسعة عشرة بعد 4 اعوام وهي فترة كافية لاكتساب الخبرة اللازمة ومقارعة المنتخبات الكبيرة حتى يكون المونديال افريقيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء من حيث التنظيم او التتويج.
وإذا كان هناك مسؤول عن الخروج المبكر للمنتخبات الافريقية من المونديال بسبب نقص الخبرة فهو لن يكون سوى المدرب او المسؤولين عن الاتحادات المحلية وذلك لسبب واحد هو انهم يتفادون خوض مباريات ودية اعدادية مع منتخبات كبيرة تتفوق عليها فنيا وتكتيكيا وخبرة ايضا.

العجوز (ميلا) ساهم في رفع مقاعد أفريقيا بنهائيات كأس العالم
ولسان حال المسؤولين في الاتحادات المحلية الافريقية لا يختلف عن المدربين، فهم يطلقون التصريحات النارية قبل العرس الكروي بأن كل الامكانيات رصدت لتأمين استعداد جيد وتحقيق نتائج جيدة، لكنهم يقفون على الواقع المر في النهائيات ولا يجدون مبررا سوى نقص الخبرة او يعلقون فشلهم على الحكام او بعض التفاصيل الهامشية كالمكافآت وبعض الاصابات او الايقاف مع انهم يملكون 23 لاعبا في التشكيلة.
وتطرح احيانا اسئلة كثيرة حول ما يقصده المدربون من عبارة "نقص الخبرة"، فأغلب لاعبي تشكيلات المنتخبات الافريقية محترفون في اوروبا ويملكون الخبرة الكافية على اعتبار لعبهم او منافستهم نجوما عالميين في البطولات الاوروبية.
وأظهر المونديال الالماني الى حد بعيد حاجة المنتخبات الافريقية الى المباريات الاعدادية "الثقيلة" بالنظر الى العروض الجيدة التي ابهرت بها منتخباتها المتتبعين وقهرت بها اقوى المنتخبات العالمية خصوصا ساحل العاج وغانا، فالاولى كانت قاب قوسين أو ادنى من التغلب على الارجنتين وهولندا وخسرت امامهما بصعوبة وبنتيجة واحدة 1-2 قبل أن تحقق فوزا معنويا على صربيا 3-2 .

البرازيل وقفت حائلاً أمام طموحات غانا
لكن قدرها اوقعها مع البرازيل حاملة اللقب وخسرت صفر-3 في مباراة احرجت فيها ابطال العالم خصوصا في الشوط الاول.
وبدوره وقف المنتخب التونسي سدا منيعا امام المنتخب الاسباني وكان في طريقه الى تحقيق فوز ثمين عليه عندما تقدم عليه بهدف وحيد منذ الدقيقة الثامنة قبل ان ينهار في الدقائق العشرين الاخيرة وتستقبل شباكه 3 اهداف، ثم أعاد الكرة ذاتها امام اوكرانيا واستسلم في الدقيقة 70.
وحذت انغولا حذو تونس وأحرجت البرتغال في المباراة الاولى وخسرت امامها بصعوبة صفر-1، ثم انتزعت تعادلا ثمينا من المكسيك صفر-صفر وآخر من ايران 1-1 . ..وكانت توغو قاب قوسين أو ادنى من الفوز على كوريا الجنوبية وتقدمت عليها 1-صفر قبل ان تخسر 1-2 في الدقائق الاخيرة، ثم سقطت امام سويسرا وفرنسا بنتيجة واحدة صفر-2 لكن النتيجتين لا تعكسان سير المباراتين.
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع نتائج جيدة من المنتخبات الافريقية في المونديال الالماني خصوصا وأن 4 منها تشارك للمرة الاولى في النهائيات وهي انغولا وتوغو وساحل العاج وغانا، لكنها خالفت التوقعات وتحديدا غانا التي بلغت الدور الثاني وأنقذت ماء وجه القارة السمراء وحافظت على تقاليدها في العرس العالمي منذ عام 1986 والمتمثل في اجتياز الدور الاول.وكان المغرب أول منتخب افريقي يتخطى الدور الاول في النهائيات العالمية عندما حقق ذلك في مونديال المكسيك قبل ان يخسر أمام المانيا، وحذت حذوه الكاميرون عام 1990 في ايطاليا ببلوغها ربع النهائي، ونيجيريا عامي 1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا ببلوغها ربع النهائي وثمن النهائي على التوالي، والسنغال عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا ببلوغها ربع النهائي.