> عبده حسين أحمد:
تكفي شهادة الزعيم اليمني الكبير والأستاذ الجليل أحمد محمد نعمان رحمه الله.. كيف كانت (عدن) بعيونه؟.. كيف كان يراها؟.. وماذا قال وكتب عن عدن؟ «قدمت إلى عدن واستقبلني فيها أبناء اليمن من الشمال والجنوب بقلوبهم وعواطفهم وأنزلوني منزلا كريما من أنفسهم.. ووجدت عدن عام 1960م غير عدن التي وجدتها عام 1944م.. إن 16 عاما غيّرت معالم عدن.. وبدّلت الأرض غير الأرض.. وقامت هيئات ونتأت رؤوس.. ونشأت شيع وأحزاب.. وتوالدت أندية وجمعيات.. وصحف ومطابع ومساجد.. ووفدت شركات وتزاحمت مصالح وتنافست متاجر.. وتعددت بنوك.. وعمرت مدن بأكملها.. وأقيمت قواعد حربية ومعسكرات ومطارات وموانئ.. وقوى محتلة عاتية».
< ثم كتب رسالة إلى إخوانه في عدن.. هذه مقتطفات منها:
إلى إخوتي بمدينة عدن
ولا يفوتني أن أخص إخواني في عدن بكلمة مستقلة.. فإن عدن تعتبر مركز قيادة فكرية لكل اليمنيين في الشمال والجنوب وفي المهجر أيضا.. إن على أبناء اليمن في عدن أن يروضوا أنفسهم على التسامح وعلى المحبة لبعضهم البعض.. وأن يعلموا أن المستعمرين مهما طال مقامهم فلا بد أن يرحلوا عن هذا الجزء من الوطن الحبيب.. وأن الجاليات الأجنبية التي تعيش في أرض اليمن ستجلو يوم يجلو المستعمر.. ولن يبقى إلا أبناء اليمن وحدهم.. وهم عرب المنطقة.. ولن يكون هناك حضرمي وعدني وجبلي وبدوي.. ولكن سيكون هناك اليمني.. واليمني وحده.. وستصبح اليمن خالصة لأبناء الشعب العربي في اليمن وحدهم دون سواهم.
< إن الظاهرة المخيفة التي لمستها في عدن.. هي شدة الحساسية المفرطة عند الإخوان اليمنيين جميعا وخاصة في فصل الصيف.. فلا يكاد يسمع الواحد منهم كلمة نابية قد تكون محرّفة أو مختلفة.. وقد تصدر بدون قصد.. لا يكاد الواحد منهم يسمع هذه الكلمة من أخيه أو صديقه حتى يتخذ منه عدوا لدودا.. يجب أن يعلن عليه الحرب.. وأن يقاطعه وأن يقاطع كل من يتصل به أو يتعامل معه أو يجامله.
< هذه الظاهرة المخيفة سببت تمزقا هائلا وفرقة وشتاتا بين أبناء اليمن في عدن ووزعتهم شيعا وأحزابا وأمدتهم بثروة هائلة من الشتائم والسباب والتهم التي لا حصر لها ولا حد.. فهذا خائن وذاك متطرف وهذا جاسوس وذاك مخذل.. وهذا ذنب استعمار وذاك شيوعي وهكذا.. عميل.. انفصالي.. رجعي.. ملحد.. منحلّ.. دجّال.. مشعوذ.. فاسق.. مستغل.. دخيل.. إلى آخر ما في القواميس وما ليس في القواميس.
< لقد كنت أزور بعض أصدقائي وأحبابي الذين أعرفهم.. وأعرف رجولتهم وأخلاقهم.. أزورهم سرا حتى لا يعرف الأصدقاء الآخرون فيقاطعونني.. ولا أجرؤ على ذكر واحد منهم بخير عند إخوانه الآخرين.. وأنا خلقت ألوفاً لا يمكن أن أقاطع إخوانا لم أعرف منهم إلا الوفاء والبر والأخوة الصادقة.. وإذا كان هناك خلاف في الآراء فما شأن قلوب الأحباب وصدورهم.
< إن أبناء اليمن العدنيين هم المثل الأعلى لكل شباب اليمن.. وهم الطليعة العربية في اليمن.. المسئولة عن ارتياد الطريق النضالي لكل الشعب العربي في اليمن.. وإنهم جند العروبة في جبهتها الجنوبية.. وعليهم تقع تبعات النضال.. فلهم شرف النصر وعليهم وزر الهزيمة.
والله أكبر.. ولا حكم إلا للشعب
أحمد محمد نعمان
< ثم كتب رسالة إلى إخوانه في عدن.. هذه مقتطفات منها:
إلى إخوتي بمدينة عدن
ولا يفوتني أن أخص إخواني في عدن بكلمة مستقلة.. فإن عدن تعتبر مركز قيادة فكرية لكل اليمنيين في الشمال والجنوب وفي المهجر أيضا.. إن على أبناء اليمن في عدن أن يروضوا أنفسهم على التسامح وعلى المحبة لبعضهم البعض.. وأن يعلموا أن المستعمرين مهما طال مقامهم فلا بد أن يرحلوا عن هذا الجزء من الوطن الحبيب.. وأن الجاليات الأجنبية التي تعيش في أرض اليمن ستجلو يوم يجلو المستعمر.. ولن يبقى إلا أبناء اليمن وحدهم.. وهم عرب المنطقة.. ولن يكون هناك حضرمي وعدني وجبلي وبدوي.. ولكن سيكون هناك اليمني.. واليمني وحده.. وستصبح اليمن خالصة لأبناء الشعب العربي في اليمن وحدهم دون سواهم.
< إن الظاهرة المخيفة التي لمستها في عدن.. هي شدة الحساسية المفرطة عند الإخوان اليمنيين جميعا وخاصة في فصل الصيف.. فلا يكاد يسمع الواحد منهم كلمة نابية قد تكون محرّفة أو مختلفة.. وقد تصدر بدون قصد.. لا يكاد الواحد منهم يسمع هذه الكلمة من أخيه أو صديقه حتى يتخذ منه عدوا لدودا.. يجب أن يعلن عليه الحرب.. وأن يقاطعه وأن يقاطع كل من يتصل به أو يتعامل معه أو يجامله.
< هذه الظاهرة المخيفة سببت تمزقا هائلا وفرقة وشتاتا بين أبناء اليمن في عدن ووزعتهم شيعا وأحزابا وأمدتهم بثروة هائلة من الشتائم والسباب والتهم التي لا حصر لها ولا حد.. فهذا خائن وذاك متطرف وهذا جاسوس وذاك مخذل.. وهذا ذنب استعمار وذاك شيوعي وهكذا.. عميل.. انفصالي.. رجعي.. ملحد.. منحلّ.. دجّال.. مشعوذ.. فاسق.. مستغل.. دخيل.. إلى آخر ما في القواميس وما ليس في القواميس.
< لقد كنت أزور بعض أصدقائي وأحبابي الذين أعرفهم.. وأعرف رجولتهم وأخلاقهم.. أزورهم سرا حتى لا يعرف الأصدقاء الآخرون فيقاطعونني.. ولا أجرؤ على ذكر واحد منهم بخير عند إخوانه الآخرين.. وأنا خلقت ألوفاً لا يمكن أن أقاطع إخوانا لم أعرف منهم إلا الوفاء والبر والأخوة الصادقة.. وإذا كان هناك خلاف في الآراء فما شأن قلوب الأحباب وصدورهم.
< إن أبناء اليمن العدنيين هم المثل الأعلى لكل شباب اليمن.. وهم الطليعة العربية في اليمن.. المسئولة عن ارتياد الطريق النضالي لكل الشعب العربي في اليمن.. وإنهم جند العروبة في جبهتها الجنوبية.. وعليهم تقع تبعات النضال.. فلهم شرف النصر وعليهم وزر الهزيمة.
والله أكبر.. ولا حكم إلا للشعب
أحمد محمد نعمان