> «الأيام» أمل عياش:

تعودت دائما أن أصوغ تغطية كاملة لفعاليات عدن الثقافية والفنية، ولكن هذه المرة الأولى أكتفى بأن أنقل للقارئ عبر صحيفة «الأيام» المقروءة اندهاش الوفد السعودي بمدينة عدن.

وعلى إثر مأدبة عشاء في فندق الشيرتون مع الوفد المشارك في الأيام الثقافية السعودية بعد انتهاء الفعالية يوم الجمعة، وبكل ثقة سألتهم: مارأيكم بالفعالية اليوم؟ رد قائلا الأخ أ.د. أبوبكر أحمد باقادر وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية في وزارة الثقافة والإعلام السعودية: «أنا أدهشني ثقافة جمهور عدن، جمهور مثقف جدا بغض النظر عن كمية الحضور، وإنما أتكلم على مستوى الجمهور ورد الفعل بما قدمناه اليوم تجاوب مع الندوة الشعرية والأمسية القصصية والمسرحية بتفاعل كبير جدا».

فرددت عليه بمعلوماتي البسيطة جدا: لاتستغرب هذه عدن الثقافة والفكر والتنوير، تسكن فيها بيوت للفكر عديدة منها: بيت لقمان، وبيت أمان ومحمد عبده غانم وغيرها كثير، وحسب معلوماتي تأسس فيها المسرح عام 1904م، وهناك مكتبة عبادي عمرها الآن حوالى مئة واربعة وعشرين عاما كان روادها من كبار المثقفين والسياسيين، الآن تباع مؤلفاتهم في تلك المكتبة.

واستطردت قائلة: عدن التي تأسست فيها أول دار سينما على مستوى اليمن والجزيرة العربية وشرق أفريقيا وعدن الباشراحيل وصحيفة «الأيام» التي تنشر فيها وعلى صفحاتها ذكريات هؤلاء الأعلام في الفكر والثقافة والسياسة. وأكيد هناك الكثير- وكما ذكرت سلفا- عندي معلومات بسيطة جدا.. وباندهاش شديد تمنوا حينها لو تطول الرحلة إلى يومين آخرين كي يعرفوا عن عدن أكثر وأكثر بما تحمله من إرث إنساني وثقافي.

وقال الأستاذ د. باقادر:«لايمكن أن أخرج من عدن وليس معي كتيبات عن عدن»، وهكذا كانت آراء بقية الوفد، لعدم أخذهم كتيبات عن عدن وتاريخها الطويل.

ولعدم وجود وقت كاف لديهم بوعد مني للأستاذ باقادر بأن أجلب له الكثير من الكتب عن رواد الحركة الإبداعية والثقافية في عدن كي يراها د. باقادر كأحد زوار المدينة المهمين.

مخرج المسرحية التي تحمل عنوان (اللعب على خيوط الموت) قال:«أنا ما أدهشني إلا تجاوب الجمهور المثقف من عدن، الذين أعربوا عن آرائهم في المسرحية حتى ولو كانت فيها سلبيات، المهم لا يتفرج ويظل صامتا دون رد فعل».

وحسب قول المخرج اليمني المبدع جميل محفوظ:«أعجبني فيهم تواضعهم رغم الإمكانيات التي يتميزون بها، إلا أنهم حاولوا أن يشركونا ويستفيدوا من خبراتنا».

المرأة السعودية كانت حاضرة بقوة بثقافتها العالية وحضورها المتميز لتقول للعالم نحن خرجنا رغم أسوار التقاليد.

المذيع عبدالرحمن القبيلي مذيع في القناة الأولى السعودية كان متميزا جدا عندما قدم فقرات أخبار ثقافية على قناة يمانية، وكانت بدعوة من الأستاذ القدير د. خالد عبدالكريم الذي رحب به باسم عدن خاصة واليمن عامة.

الوفد السعودي ذهب مغبونا لمغادرته عدن وقال:«عدن لا تكفي ليوم واحد» ووعد بزيارة أخرى لعدن، واستعد شوقا للذهاب لمعرفة ما تكتنزه المكلا من ثقافات.