> «الأيام» غرفة الأخبار
ملف الأسرى والوضع في مدينة تعز آخر ما استُجد على طاولة المشاورات اليمنية المنعقدة في مدينة ريبمو السويدية منذ الخميس الفائت، حيث تبادل الحوثيون والشرعية أمس لوائح تحمل أسماء نحو 15 ألف أسير، تمهيدا لبدء تطبيق اتفاق لتبادل السجناء، فيما سبق هذه الخطوة مقترح قدمه المبعوث الأممي بشأن الوضع المضطرب في مدينة تعز.
وذكر بيان نشر على موقع وكالة «سبأ» الرسمية أن الوفد الحكومي طلب «ضمانات واضحة تلتزم فيها الميليشيا بعدم تكرار الاختطافات للمواطنين».
وتابعت المصادر «الوفدان لديهما فترة أسبوعين لدراسة الملفات والتحقق من الأسماء وأوضاع الأشخاص المعنيين، وهناك أسبوع آخر لتقديم الملاحظات، وأسبوع رابع للرد على ملاحظات الطرف الآخر».
ووافق الطرفان على تبادل الأسرى قبيل بدء المحادثات. وعمل مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيثس منذ انطلاق محادثات السويد على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي قد يشكل اختراقا في نزاع وضع ملايين اليمنيين على حافة المجاعة.

صورة سايقة من تبادل أسرى بين الحوثيون والشرعية
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر في وفد الحكومة الشرعية قوله «إن ورقة الاتفاق تهدف إلى فتح المعابر والمطار، وتحقيق التهدئة العسكرية اللازمة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب في تعز».
ووفق مقترح جريفيثس فإن الاتفاق في تعز يعزز تقدم الأطراف باتجاه التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
كما يحدد الطرفان النطاق الجغرافي للتهدئة العسكرية، وتشكيل لجنة مشتركة من الأطراف بمشاركة من الأمم المتحدة تكون مسؤولة عن وضع آليات للرقابة وتنفيذ الاتفاق وفض النزاعات.
ويتم تنفيذ الاتفاق وفق مرحلتين، الأولى يتم فيها فتح معبر الحوبان (شمالي المدينة)، بعد أسبوعين من سريان وقف إطلاق النار وإزالة الألغام وفتح المعابر، وفتح مطار تعز للعمليات الإنسانية، وعمل مساحات لإعادة التأهيل والتشغيل.
أما المرحلة الثانية فيتم فيها فتح معبر الجهيم (شرق)، ومعبر السمن والصابون (غرب)، بعد شهر من سريان وقف إطلاق النار.
وتبحث المشاورات التي يقودها البريطاني جريفيثس منذ الخميس الماضي ستة ملفات، هي: إطلاق سراح الأسرى، والقتال في الحديدة، والبنك المركزي، وحصار مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، ومطار صنعاء المغلق.
وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير، وقال جريفيثس إن هناك جهدا ودعما دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.
كما أن الترتيبات العسكرية لا تزال هي الامتحان الأبرز أمام أي اتفاق، إذ إن المبادرة تساوي بين جميع القوات العسكرية والمليشيات، وتطالبها بالانسحاب وفق آلية يحددها الملحق التنفيذي، للاتفاق/ المبادرة، وبإشراف خبراء من الأمم المتحدة. ويرى الجانب الحكومي أن المساواة بالمطالبة بالانسحاب من القوات الحكومية والحوثيين، تنتقص من السيادة وتخالف مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب وتسليم مختلف المرافق لـ «الحكومة الشرعية».
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر «من المهم في مشاورات السويد حول اليمن ألا تتم شرعنة دولة الميليشيات أو تشريع الميليشيات ضمن الدولة».
وتعد هذه المحادثات فرصة قائمة للتوصل إلى صيغة ما، لإنهاء الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 4 سنوات، التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين، العسكريين والمدنيين، فضلا عن نزوح السكان، وتدمير البنية التحتية، وانتشار الأوبئة والمجاعة.