> قاسم داود علي
باستخدامها طائرة مسيرة تمكنت القوات الانقلابية التابعة للحركة الحوثية من تحقيق اختراق عسكري وأمني، وضرب ثلاثة أهداف إستراتيجية وهامة بعصفور واحد، وهي: قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية برمزيتها، ونشاط عسكري بامتياز، تمثل في تدشين العام التدريبي 2019، والأهم من هذه وتلك استهداف كوكبة بارزة ومن أرفع القيادات العسكرية والإدارية الجنوبية.
واذا كانت القوات الانقلابية قد نجحت في تحقيق اختراق عسكري وأمني خطير، فذلك لا يعني قدرتها على تحويله إلى مكاسب عسكرية وسياسية، ولا جعله يحدث تحولا في مسار الحرب والتسوية، مع ذلك فلا يمكن لأي من الأطراف المعنية بالعملية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والمنخرطة في الصراع الجاري أن تتجاهل ما حدث، وتستهين به، وتقلل من شأنه ومن خطورته، ارتباطا بزمانه ومكانه وأهدافه المباشرة. ولا بدلالات العملية والرسائل التي حملتها لأكثر من طرف للجنوب أولا بكل قواه ومكوناته ومؤسساته بمن فيهم جنوبيو الشرعية والمنتمين للمؤسسة العسكرية الرسمية، ثم للتحالف العربي، وللمجتمع الدولي ورعاة العملية السياسية التفاوضية.
وألفت الانتباه إلى أهمية التوقف عند الأبعاد والدلالات السياسية للعملية ومن منظور أوسع وأشمل، وصولا إلى استخلاصات وتوجهات وإجراءات تتجاوز ما ورد في البيانات الرسمية وتصريحات لمسؤولين وكيانات التي لم تقل جديدا يحسب له ويعتد به، غير تكرار الانهامات والمناشدات للمجتمع الدولي.