> تقرير/ صلاح الجندي
شبح الموت القادم من خلف الحصار والقذائف العشوائية ورصاص القناصة، ليس وحده من يؤرق حياة المدنيين في تعز، بل هناك موت من نوع آخر يتمثل بشحة خانقة في مياه الشرب، تجاوز على إثره سعر الصهريج “الوايت” الماء الـ 15 ألف ريال، ويحصل عليه المواطن المتيسر بصعوبة لكثرة الطلب عليه، فيما ضاعفت هذه المشكلة من معاناة المواطنين الفقراء.

█ نضوب معظم مياه الآبار
وباتت هذه الأزمة تشكل مصدر قلق لاسيما لدى سكان مديرية المسراخ، بعد أن جفت الكثير من الآبار في قراها وعزلها، وأصبح المواطن المغلوب على أمره تؤرقه أزمة المياه، خاصة النساء والأطفال الذين يتحملون عبئًا كبيرًا في جلبه من بعض العيون والآبار المتبقية في مناطق بعيدة، والتي هي الأخرى أوشكت على النضوب وتشهد ازدحاماً وتجمعاً كبيرين من المواطنين حولها.
ويعود أسباب انخفاض مصادر المياه السطحية في ريف تعز إلى زيادة فترات الجفاف الناتج عن التغير المناخي، والنمو السكاني والاستخدام العشوائي للمياه في زراعة شجرة القات.
█ كارثة مائية محققة
ويقول المهندس الجيولوجي في وزارة النفط والمعادن، ووحدة المساحة الجيولوجية بعدن، بشار الطيب، (وهو أحد أبناء المسراخ): “هناك استنزاف للموارد المائية نتيجة التوسع في زراعة القات والمستهلكة لكميات كبيرة من المياه، في الوقت الذي تعاني فيه المديرية من شحة تساقط الأمطار والتغير المناخي”.
وتقع المديرية على منحدر جبل صبر الغربي المتكون من الصخور الجرانيتية والجرانوديوريت (المويسين)، وأغلب مناطقها وعزلها تقع فوق الصخور البركانية التابعة لمجموعة بركانيات اليمن أو رواسب العصر الرباعي، وهي عبارة عن رواسب مفككة غير متصلبة متكونة في بيئة أقدام الجبال الرسوبية، والتي تصاحبها رواسب المراوح الجبلية ورواسب الوديان الموسمية، حسب ما أفاد به الطيب.

█ تغير مناخي
وأكد الطيب على التوعية بضرورة تطبيق طرق حصاد الأمطار في مواسم هطولها، بدء من أسطح المنازل وغيرها من المساحات غير المنفذة للمياه، وضرورة إقامة خزانات بمساعدة جهات مجتمعية وحكومية وغيرها للاحتفاظ بما يتوفر من المياه.
وعن المياه الكبريتية في المديرية قال: “أما فيما يخص قضية المياه (الكبريتية) فيمكن إشعار الجهات المتخصصة، وطلب منها إجراء دراسة للحالة، وقد تجد أنها بسبب طبقات معينة، وهنا إذا ثبت ضررها يمكن الاكتفاء بالري بها أو معالجتها، وهي مشكلة معروفة في كثير من المناطق اليمنية”.

█ حلول طارئة
ويُعد الاستخدام العشوائي للمياه سبب رئيسي في شحتها، الأمر الذي جعل الكثير يناشد بوضع الحلول اللازمة لتلافي كارثة جفافها، في هذه المديرية التي تقع في مناطق كثيرة لمساقط المياه، مثل (سائلة أكمة حبيش)، لتميزها عن بعض المناطق المعلقة في المشارف العليا من جبل صبر، ويمكن الاستفادة منها بوضع السدود والحواجز المائية التي تعمل على تغذية الآبار والعيون.
وقال: “هناك ضرورة لعقد لقاء موسع يضم الهيئة العامة للموارد المائية في المحافظة، والمنظمات الدولية، ومدراء المدارس في جميع عزل ومناطق تعز وخطباء المساجد، من أجل توعية المجتمع بخطورة استنزاف المياه الجوفية”، داعيًا قيادة السلطة المحلية في المديريات إلى رسم آلية تنسيقية مع المنظمات، ووضع حلول لحماية المياه وتغذيتها عن طريق سدود أو حواجز أرضية للوديان، وعدم السماح بالمتاجرة بها.
وأدى الأهالي خلال الفترة القليلة الماضية صلاة الاستسقاء، طلباً للغيث والفرج من الله.
وتزايدت مؤخراً عملية استنزاف المياه لري شجرة القات و(غرسها) في المناطق المجاورة لمركز المدينة، على الرغم من شحته في الآبار الجوفية.

█ نضوب معظم مياه الآبار
وباتت هذه الأزمة تشكل مصدر قلق لاسيما لدى سكان مديرية المسراخ، بعد أن جفت الكثير من الآبار في قراها وعزلها، وأصبح المواطن المغلوب على أمره تؤرقه أزمة المياه، خاصة النساء والأطفال الذين يتحملون عبئًا كبيرًا في جلبه من بعض العيون والآبار المتبقية في مناطق بعيدة، والتي هي الأخرى أوشكت على النضوب وتشهد ازدحاماً وتجمعاً كبيرين من المواطنين حولها.
ويعود أسباب انخفاض مصادر المياه السطحية في ريف تعز إلى زيادة فترات الجفاف الناتج عن التغير المناخي، والنمو السكاني والاستخدام العشوائي للمياه في زراعة شجرة القات.
█ كارثة مائية محققة
ويقول المهندس الجيولوجي في وزارة النفط والمعادن، ووحدة المساحة الجيولوجية بعدن، بشار الطيب، (وهو أحد أبناء المسراخ): “هناك استنزاف للموارد المائية نتيجة التوسع في زراعة القات والمستهلكة لكميات كبيرة من المياه، في الوقت الذي تعاني فيه المديرية من شحة تساقط الأمطار والتغير المناخي”.
وأوضح في تصريحه لـ “الأيام”: “كميات المياه المستهلكة في المديرية تقدر سنوياً بثلاثة أضعاف من كميات المياه المتاحة، والتي هي في الأساس غير صالحة للشرب ومياه كبريتية، وهو ما يضع جميع سكان المسراخ أمام تحدٍ كبير وفي مواجهة كارثة مائية محققة، وذلك إذا لم يتم تدارك الأمر خلال وقت قياسي من خلال خطط عاجلة لا تحتمل أدنى تأخير”.
وأشار المهندس الجيولوجي لـ “الأيام” إلى أن المياه الجوفية تشكل مرحلة من مراحل الدورة المائية الديناميكية التي تتفاعل مع المياه السطحية، وتتسرب المياه السطحية داخل التكوينات الجيولوجية لتصبح مياها جوفية، وتنبع مرة أخرى بشكل عيون على سطح الأرض وقد تواصل حركتها تحت سطح الأرض، لتصل للسكان عبر أنهار تحت السطح القريب أو عيون وبرك في الأودية التي يتم حفرها يدويا وتسمى الآبار السطحية.

█ تغير مناخي
واعتبر الطيب أن أزمة المياه المتفاقمة في المديرية بشكل خاص، وزيادة فترات الجفاف ناتج عن التغير المناخي، والنمو السكاني المتزايد الذي يؤدي إلى إحداث تغييرات في مدى توافر المياه السطحية، وجعل الناس يطلقون نداءات الاستغاثة للجهات المعنية بوضع حل لهذه الأزمة التي قد تقود إلى كارثة حقيقية، لافتاً في السياق إلى أن “هناك ضرورة ملحة للتحرك والعمل على إيجاد الحلول والبحث عن خيارات وتقنيات جديدة ومستدامة من قِبل أبناء المديرية والجهات المختصة، كاستخدام تقنية تغذية المياه الجوفية بمياه الأمطار من خلال السدود، وترشيد (وقد يصل إلى منع) الاستنزاف للمياه لغير الشرب، ومنها ري القات والبيع للغير حتى يتم الاكتفاء للفئة المستهدفة في المنطقة”.
وعن المياه الكبريتية في المديرية قال: “أما فيما يخص قضية المياه (الكبريتية) فيمكن إشعار الجهات المتخصصة، وطلب منها إجراء دراسة للحالة، وقد تجد أنها بسبب طبقات معينة، وهنا إذا ثبت ضررها يمكن الاكتفاء بالري بها أو معالجتها، وهي مشكلة معروفة في كثير من المناطق اليمنية”.

صورة أثناء تساقط الأمطار
ويُعد الاستخدام العشوائي للمياه سبب رئيسي في شحتها، الأمر الذي جعل الكثير يناشد بوضع الحلول اللازمة لتلافي كارثة جفافها، في هذه المديرية التي تقع في مناطق كثيرة لمساقط المياه، مثل (سائلة أكمة حبيش)، لتميزها عن بعض المناطق المعلقة في المشارف العليا من جبل صبر، ويمكن الاستفادة منها بوضع السدود والحواجز المائية التي تعمل على تغذية الآبار والعيون.
ودعا المهندس الجيولوجي بشار الطيب، كافة المواطنين والجهات المختصة إلى تبني قضية المياه كضرورة ملحة والعمل بشكل جاد وصادق على تكثيف الدراسة حول ذلك بما يضمن استمرارية تواجد الماء، كما دعاهم إلى توقيف ومنع غرس شجرة القات التي تستهلك كميات كبير من المياه وتتسبب باستنزافها.