> «الأيام» خاص
بعد الوعود والمماطلة والتلاعب والإهمال المتعمد، أنا الجريح عمرو قاسم حسن محسن، (29) من أبناء الضالع، قدمت لمقر صحيفتكم “الأيام” الغراء، لأناشد مكتب شؤون الجرحى في العاصمة عدن، ممثلًا بالوكيل “علوي النوبة”، لإنهاء معاناتي الطارئة، فعيني مصابة بشظية جراء (مقذوف أثناء الحرب التي شنها الحوثيون) وكاد أن أفقد عيني بسبب تدهورها المستمر، وفي حالة تأخيري لمواصلة العلاج قد يتسبب لي بالعمى الكلي، وربما تلحقها العين الأخرى السليمة، ولم ألجأ للمناشدات إلا بعد نصائح الأطباء بسرعة السفر للعلاج، وقد استنفدت الحيلة كليا، وفقدت كل ما أملك.
وأقولها صراحة بأن وكيل محافظة عدن لشؤون الشهداء والجرحى علوي النوبة، وعدني مرات لكنه لا يبالي بحالتي المستعجلة، وقد أعطيت له رسائل رسمية من قيادات كبيرة ومن ضمنها رسالة من قائد المنطقة الرابعة فضل حسن، بعدما ضاقت بي السبل وصبرت وتحملت الألم من الضغط العصب البصري، الذي يجعلني بحالة نفسية لم أذق طعم النوم ولم ارتاح يوما، وحاولت التواصل معه شخصيا حتى تمكنت من مقابلته بعدما ذقت الويل من الوصول إليه، وبعد لقائي به وعدني بالموافقة في حصولي على تلقي العلاج في الخارج، ووعدني أنه سيتخذ الإجراءات السريعة لتسهيل المعاملة، وبدأت التواصل مع القنصل اليمني في جيبوتي وشرحت له معاناتي وطلب حضوري إلى جيبوتي، كون السفارة الهندية تلزم حضوري، وقبل أيام عدت إلى الوكيل وأخبرته بذلك ووعدني بأنه سيعطي توجيهاته للمحاسب، ومن شدة فرحي كنت على أمل بأنني سأسافر لإجراء العملية بعد معاناة لم يذقها أحد وبأن حالتي طارئة ومستعجلة لا تحتاج التأخير، إلا أنني فوجئت بالمماطلة ولم يراع حالتي التي كل يوم أمر بها والخسائر التي أتذوقها وكم مبالغ تسلفتها لعل أموري تفرج وأسافر والخسارة من مكوثي في عدن وليس لي إلا أن أتسول.
هأنذا أمضي في رحلة الآلام والأوجاع المبرّحة، تائهاً بين الأشخاص، ومتخبّطًا من مكتب لآخر، أقدم ملفاتي وأوراقي في كل مكان يمكن أن أصل إليه، (أتسول علاجًا)، ولعلكم تعجّلون في تخليصي من هذا الهم والظلام الذي أعيشه، كالسجين في داخل جسد مظلم، فهل للقيم الإنسانية مصارف نصرفها لكي نأخذ تذاكر سفر للعلاج في الخارج..؟! إذاً لماذا الإهمال والكذب إذا كنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا مسئولياتكم أمام الجرحى؟! وأنا أحملكم شخصيا إذا حالتي تدهورت وخسرت نضري ستكونون مسؤولين أمام الله ثم أمام أهلي وأمام الجرحى إخواني وأمام القضاء ولم الجأ لذلك.