> تقرير/ خاص
تشهد أسواق صنعاء، منذ بدء شهر رمضان الفضيل موجة غلاء فاحش وتلاعب بأسعار السلع والمواد الغذائية بشكل كبير جداً.
وعبّر
مواطنون، في أحاديث لـ«الأيام»، عن سخطهم نتيجة الارتفاع الجنوني في قيمة
المواد الغذائية والاستهلاكية والتلاعب بأسعارها من قِبل التجار، في ظل
غياب وانعدام تام للرقابة من قِبل مكاتب التجارة والصناعة الخاضعة لسيطرة
قوات الحوثي الانقلابية، خصوصاً في هذا الشهر الذي تكثر فيه عملية البيع
والشراء.

وقالت مصادر اقتصادية لـ«الأيام»: "إن غياب الرقابة المسؤولة عن أسعار المواد الغذائية هو سبب ذلك، إضافة إلى أن بعض التجار، والذين يضطرون لرفع سعر المواد الغذائية ليعوضوا بها ما تفرضه عليهم مليشيا الحوثي الانقلابية من جبايات وإتاوات".
شكاوى التجار
بدورهم، يشكو التجار من تردد
مليشيا الحوثي بشكل يومي لفرض ما يسموه بـ "المجهود الحربي والزكوات
والضرائب"، والتي زادت ثلاثة أضعاف، فضلاً عن ما تفرضه المليشيات في منافذ
الجمارك وفي مداخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم، والتي انعكست على قيمة المواد
الأساسية.

ويضيف في حديثه لـ«الأيام»: "نحن نضطر لدفع الأموال للمليشيا الحوثية حفاظاً على أموالنا وتجارتنا ومصدر رزقنا، وفي نفس الوقت نضطر لرفع الأسعار مما يعود بالضرر على المواطن ويضاعف معاناته".
ثراء حوثي
ولمزيد من الثراء وجباية الأموال
فتح الانقلابيّون أبواب الكلية الحربية في صنعاء أمام الزوار من الأهالي
لأول مرة، منذ إنشاء الكلية، وأصبح بإمكان المواطنين التجول بين مرافق
المنشأة التعليمية العسكرية، وامتطاء الخيول مقابل مبلغ من المال.
وقال
زوار لـ«الأيام»: "إن القائمين على الكلية من عناصر الجماعة الحوثية
يسمحون للمواطنين بالدخول إلى الكلية مقابل مبلغ 500 ريال يدفعها الزائر
لحراسة الكلية من مليشيا الحوثي بلباس مدني عند البوابة، حيث يتسنى لهم
بعدها التجول بين مباني الكلية وميادين التدريب وإسطبلات الخيول وقاعات
المحاضرات".
وأبدى البعض خشيتهم من أن يكون هذا الإجراء مجرد بداية لتحويل الكلية الحربية إلى مشروع استثماري خاص على غرار ما حدث لمنشأة نادي ضباط الشرطة.
ابتزاز المتجولين
وتواصل عناصر الحوثي ابتزاز التجار والباعة المتجولين وأصحاب البسطات في العاصمة صنعاء وفرض إتاوات وجبايات مالية غير قانونية عليهم.
وأكد
شهود عيان أن المليشيا والموظفين الموالين لها فرضوا على مالكي البسطات
التجارية في شارع جمال، منذ أول رمضان، مبلغ 2000 ريال جبايات غير قانونية
تحت مسمى "ضريبة".

وتفرض
المليشيات الإتاوات على جميع البائعين والتجار والبساطين سواءً في المحلات
أو في الشوارع، مما أثار حالة من السخط الشديد جراء تسلط الانقلابين على
أقوات الناس.
وفرضت منذ مطلع مايو الفائت مبالغ مالية على
ملاك محلات اللحوم في العاصمة صنعاء تصل إلى عشرة آلاف ريال يمني على كل
ذبيحة، مما أدى إلى إعلان إضراب شامل من جميع بائعي اللحوم.

وتساهم
الإتاوات والجبايات الحوثية في مضاعفة معاناة المواطنين، خصوصاً في شهر
رمضان، والتي انعكست على شكل زيادات سعرية في قيمة السلع والمنتجات وتفاقم
الأحوال المعيشية لأغلب السكان والتي تصادر المليشيات رواتبهم للعام الثالث
على التوالي.