> تقرير/ محيي الدين الشوتري

بدأت بثلاثة آلاف وحالياً منتجاتي تباع خارج عدن وفي السعودية
تكافح صانعة البخور العدنية، مروى السويدي، ظروف الحياة المعيشية الصعبة بصناعة البخور والعطور وتسويقها من المنزل إلى محال البيع داخل العاصمة عدن وخارجها، لتوفر لها ولأسرتها مصاريف العيش، لاسيما وأن بيع البخور والعطور يعد مصدر رزقها الوحيد الذي اكتسبته منذ صغرها من أفراد أسرتها وعضت عليه بالنواجذ ليكون سفينة نجاة لها في ظل واقع اقتصادي مزرٍ تعيشه الأسرة العدنية.
- بيع البخور مصدر عيشها الوحيد
- بيع البخور مصدر عيشها الوحيد

ووفقاً لمروى السويدي، فإن مهنة صناعة البخور تعلمتها من الأسرة نفسها وأن مشروعها بدأ من خمسة آلاف ريال يمني، حيث قامت بشراء الطبخة الخاصة بالبخور بثلاثة آلاف ريال يمني وصنعت منها سبعة أقراص باعتها جميعاً على الأهل والأصدقاء وكسبت منها أربعة آلاف ريال، واشترت منها زَبَد. مشيرة إلى أنها كانت مع كل فائدة للبيع تشتري شيئاً آخر لتوسيع مشروعها.

وتؤكد السويدي، في حديثها لـ "الأيام" أن واقع الظروف التي أفرزتها الحرب من وضع غير مستقر لكثير من الأسر، كان عاملاً مشجعاً لها في قهر الواقع المر، حيث قررت سبر أغوار عالم البخور العدني الفريد من خلال صناعته وتسويقه وبيعه، سواء من المنزل أو من بعض المحال التجارية التي تتعامل معها داخل أو خارج مدينة عدن.

تشجيع الصديقات
تقول مروى السويدي إن تشجيع الكثير من الصديقات وإعجابهن بمهارتها في الصناعة كان عاملاً مهماً في استمرارها في صناعة البخور وبيعه، وأشارت إلى أنه لا يوجد لديها أي عمل آخر، وأنها تعتمد على ما تنتجه يدها في توفير متطلبات الحياة لها ولأسرتها حيث تقوم بصناعة البخور نهاراً وبتسويقه في المساء على العديد من المحال التي تتعامل معها، أو على ربات البيوت التي تشتري من صناعتها.

توسيع التعامل
تتعامل السويدي مع بعض المحال التجارية في العاصمة عدن كمحل الأسرار بسوق عدن الدولي بالإضافة إلى محل آخر في شمسان مول، وهذان المحلان يقومان بتسويق بضاعتها لتكشف عن تصاعد إمكاناتها في هذا المجال، وكذا تزايد إقبال الناس على البخور والعطور بمختلف أشكالها، كما تتعامل مع محل عامر الزريقي بشارع جمال في محافظة صنعاء، بالإضافة لمحال تجارية أخرى في محافظة حضرموت، وجيزان في المملكة العربية السعودية.

أنواع متعددة
وتقول الخبيرة في صناعة البخور، مروى السويدي، إن ثمة العديد من أنواع البخور التي تقوم بصناعتها، وهي: البخور العدني، والزباد، والأخضرين، والمعشوقة، وعطر المطبوخ، ولبن العصفور، مؤكدة استمرارها في صناعة البخور كونه يمثل مصدر لقمة عيشها، مشيرة إلى أنها تسعى باستمرار لاكتشاف الجديد في هذا المضمار، لتكون السباقة الأولى في صناعة الأشياء الجديدة للزبون ويكون لها طابع متميز، وتطمح مروى السويدي أن يكون لديها في المستقبل القريب محل تستطيع من خلاله توسيع تجارتها ومساعدتها على مواجهة مصاعب الحياة، منوّهة إلى أن رأس المال هو أبرز معيق في أن تقوم بذلك في الفترة الحالية، لكنها ستكافح في طريق تحقيق طموحها.

قبول واسع
في السياق ذاته، يقول عامر الزريقي، وهو صاحب محل في صنعاء يتعامل مع صانعة البخور العدنية مروى السويدي: "إن مبيعاتها جيدة ولديها الكثير من الأصناف التي تباع في السوق بشكل ممتاز"، مشيراً إلى أن الكثير من الناس يطلبون منتجاتها وأكثر المنتجات التي تبيعها في السوق وتجد قبولاً واسعاً لدى المتسوقين، تتمثل في المخرورة والمربوشة والمغرورة، ويوجد لديها زبائن كثر لشراء هذه المنتجات.

وأضاف، في حديثه لـ "الأيام": "رغم أن هذه المنتجات جديدة على السوق، لكنها حظيت باهتمام كبير من الناس من خلال شراء هذه المنتجات المتميزة، لاسيما أن عدن تعد من أجمل الأماكن صناعة للبخور ذي الرائحة العطرية الجميلة".
روى السديري
روى السديري

زبون منذ عامين
من جانبها، تقول أفنان نبيه، من سكان مدينة عدن: "أتعامل مع مروى منذ عامين، وتعرفت عليها من خلال صديقة لها، حيث أرتني البخور والعطور والذي سرعان ما أعجبني فأعطتني وسيلة للتواصل معها، ومن ذلك اليوم صرت زبوناً دائماً معها، ولا اشتري من غيرها نهائياً".

وأوضحت في حديثها لـ "الأيام" أن أسعارها مناسبة وفي متناول الجميع، وعلى الرغم من أن النوع العرائسي غالٍ، ولكن قيمته فيه، وتابعت بالقول: "آخذ منها لي شخصياً ولأقاربي وصديقاتي، وأبرز ما نشتريه منها هو بخور "ليلة الغسل" نتيجة لرائحته الحلوة ولقيمته المناسبة التي لا تتجاوز الألف ريال، بالإضافة إلى اللبان المُعطر ومخمرية المغرورة، وعطر الفل، ومقدار ما تأخذه شهرياً يتجاوز العشرة آلاف ريال.