> تقرير/ خاص
سكان: لا نتناول إلا وجبة واحدة في اليوم
يستيقظ سامي التهامي (عشريني العمر) كل صباح للعمل على دراجته النارية (موتور)ِ، في محافظة الحديدة، كمصد وحيد لإعالة أسرته منذ سنوات، بعد أن قطعت الحرب، التي دخلت عامها الخامس، عنه كل المصادر التي كانت عائلته تعتمد عليها في توفير متطلبات الحياة الضرورية.
نزح سامي في بداية الحرب بمعية أسرته إلى صنعاء بحثاً عن الأمان، ولكن سرعان ما عادوا إليها مجبرين نتيجة الغلاء وحياة التشرد التي زادت من معاناتهم.

ونتيجة للحالة المادية الصعبة التي يعيشونها، قدم فاعل خير لسامي دراجة نارية ليعمل من خلالها على إعاشة أسرته المكونة من خمسة أفراد، ووالد طريح الفراش، ويعاني من مرض القلب.
ولأنه وحيد أمه وأبيه من الذكور ألقيت عليه كل المسؤولية.
سامي ليس الوحيد الذي يعمل في هذه المهنة بل هناك المئات من الشباب، إن لم يكونوا بالآلاف، في المحافظة لتوفير أبسط حاجيات عوائلهم الأساسية.
تقول والدته لـ "الأيام": "بعد مرض زوجي عانينا كثيراً، وحينما كبر سامي أجبر على ترك التعليم، عشان ما نحتاج، والحمد لله نعيش بالحاصل لكن مستورين".

يستيقظ سامي باكراً، وسرعان ما يبدأ بالعمل بدراجته لنقل زبائنه في شوارع وأحياء المدينة تحت وطأة وحرارة الشمس الملتهبة، وحين الظهيرة يعود لأسرته محملاً بالفتة والموز وسمك الباغة (أرخص أنواع الأسماك)، ليعود مرة أخرى للعمل حتى ساعات متأخرة من الليل.
يستطيع سامي نهاية كل شهر دفع إيجار المنزل الذي تسكن فيه أسرته وسد كل احتياجاتها كما أوضحت والدته، واستطردت بالقول: "لكن في حال اشتداد المعارك وانعدام المشتقات النفطية، يتوقف عن الشغل ونكتفي بوجبة واحدة فقط، وإذا ما استمرت أزمة البترول نعاني ونتبهذل كثيراً وما نقدر نسدد قيمة الإيجار".

ظروف معيشية صعبة
وخلفت الحرب الدائرة في المحافظة الكثير من التداعيات على حياة المواطنين، أبرزها الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ووصل كيلو الرز البسمتي الواحد إلى 900 ريال، فيما ارتفع سعر الكيلو السكر إلى 650 ريالاً، والغلاء ذاته شهدته الخضروات والفواكه.
وتسببت درجة الحرارة والاستمرار في انقطاع الكهرباء بارتفاع جنوني في قيمة الثلج على الرغم من تواجد أكثر من خمسة مصانع داخل المدينة.

تشير أم زهرة إلى أنها تحتاج لأكثر من ستمائة ريال يومياً لتوفير الثلج فقط، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر التي باتت لا تتناول إلا وجبة واحدة في اليوم.
تكافح أم زهرة مع زوجها الذي انقطع راتبه من صندوق النظافة والتحسين، بالعمل فراشة في إحدى مؤسسات المدينة، مقابل راتب لا يزيد عن 15000 ريال.
فيما تتمنى جارتها أم غيداء أن تطفى نار الحرب وتعود الكهرباء للمدينة وتفتح الطرق التي تُعد السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام بعضها.
ازدهار تجارة الحطب
كما تسببت الحرب الدائرة في المحافظة في خلق أزمة كبيرة في مادة الغاز المنزلي، وبات المواطنون في تتزاحم مستمر في الشوارع الرئيسية وأمام محطات التعبية مع ارتفاع قيمة الأسطوانة الواحدة إلى 7 آلاف ريال، الأمر الذي جعل تجارة الحطب تنتعش يوماً بعد يوم.
حامد مغني، كان يعمل حمّالاً في أحد المخازن التجارية، ولكن بعد أن أغلق بسبب وصول المعارك إلى شرق المدينة، لجأ إلى تجارة الحطب والتي أصبحت مصدر رزقه الوحيد.

يستيقظ حامد مبكراً ليذهب كل صباح إلى أحد الأودية في مديرية زبيد مع بعض رفاقه بسيارته، ويعودوا محملين بحزم الحطب التي وجدت إقبالاً غير مسبوق في الحديدة منذ اندلاع المعارك فيها بين قوات الشرعية المشتركة وقوات الحوثي الانقلابية.
وأرجع سكان المدينة أزمة الغاز إلى الاحتكار الذي يمارسه عُقال الحارات، لبيعه على أصحاب المطاعم بأسعار باهظة.
ودفع استمرار انعدام الغاز المنزلي معظم المواطنين إلى شراء أكثر من أسطوانة للأسرة الواحدة كاحتياط للأيام التي تنعدم فيها المادة، وهو ما فاقم من حدة أزمة الغاز المنزلي وحصول البعض عليها وحرمان آخرين منها.
يقول الحاج منذر علي: "الحرب أعطت فرصة للفاسدين والسرق للعبث بالوطن والمواطن وخياراته، فقانون الردع لم يعد سارياً. فوضى في كل مكان وأزمة مشتقات نفطية وغلاء في المواد الضرورية والأدوية وغيرها من مستلزمات الحياة".
قصف عشوائي
وماتزال القذائف العشوائية الحوثية تطال الأحياء السكنية وسط المدينة مخلفة بين الوقت والآخر دماراً في كثير المباني والمرافق الحكومية والخاصة، كما حدث مؤخراً في هنجر مهجور داخل مصنع صلاح الدين، والذي تعرض لثلاث قذائف حوثية، اثنتين منها بالقرب من أحياء آهلة بالسكان وسط المدينة.
يقول المواطن هائل العتمي، أحد سكان حي زايد القريب من مصنع صلاح الدين: "كان الصوت قوياً وخلق حالة من الرعب والهلع في نفوس الأطفال والنساء".
ويضيف لـ "الأيام": "جاء الصوت فجأة، حيث لم تكن هناك أي اشتباكات فالكل كان آمناً.. والحمد لله ربنا سلّم من كانوا نائمين في الأسطح وأحواش منازلهم".
ويشير مواطنون في أحاديث لـ "الأيام" إلى أن سقوط القذائف على أحيائهم المكتظة بالسكان سيستمر طالما تأخر الحسم العسكري، وطال عمر الهدنة التي قتل في عهدها الكثير وتشرد الآلاف وجاع ومات آخرون، مطالبين الشرعية والتحالف العربي بسرعة إنقاذهم وأطفالهم من خلال تحرير المحافظة من القوات الحوثية الانقلابية.
يستيقظ سامي التهامي (عشريني العمر) كل صباح للعمل على دراجته النارية (موتور)ِ، في محافظة الحديدة، كمصد وحيد لإعالة أسرته منذ سنوات، بعد أن قطعت الحرب، التي دخلت عامها الخامس، عنه كل المصادر التي كانت عائلته تعتمد عليها في توفير متطلبات الحياة الضرورية.
نزح سامي في بداية الحرب بمعية أسرته إلى صنعاء بحثاً عن الأمان، ولكن سرعان ما عادوا إليها مجبرين نتيجة الغلاء وحياة التشرد التي زادت من معاناتهم.

ونتيجة للحالة المادية الصعبة التي يعيشونها، قدم فاعل خير لسامي دراجة نارية ليعمل من خلالها على إعاشة أسرته المكونة من خمسة أفراد، ووالد طريح الفراش، ويعاني من مرض القلب.
ولأنه وحيد أمه وأبيه من الذكور ألقيت عليه كل المسؤولية.
سامي ليس الوحيد الذي يعمل في هذه المهنة بل هناك المئات من الشباب، إن لم يكونوا بالآلاف، في المحافظة لتوفير أبسط حاجيات عوائلهم الأساسية.
تقول والدته لـ "الأيام": "بعد مرض زوجي عانينا كثيراً، وحينما كبر سامي أجبر على ترك التعليم، عشان ما نحتاج، والحمد لله نعيش بالحاصل لكن مستورين".

يستيقظ سامي باكراً، وسرعان ما يبدأ بالعمل بدراجته لنقل زبائنه في شوارع وأحياء المدينة تحت وطأة وحرارة الشمس الملتهبة، وحين الظهيرة يعود لأسرته محملاً بالفتة والموز وسمك الباغة (أرخص أنواع الأسماك)، ليعود مرة أخرى للعمل حتى ساعات متأخرة من الليل.
يستطيع سامي نهاية كل شهر دفع إيجار المنزل الذي تسكن فيه أسرته وسد كل احتياجاتها كما أوضحت والدته، واستطردت بالقول: "لكن في حال اشتداد المعارك وانعدام المشتقات النفطية، يتوقف عن الشغل ونكتفي بوجبة واحدة فقط، وإذا ما استمرت أزمة البترول نعاني ونتبهذل كثيراً وما نقدر نسدد قيمة الإيجار".

ظروف معيشية صعبة
وخلفت الحرب الدائرة في المحافظة الكثير من التداعيات على حياة المواطنين، أبرزها الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ووصل كيلو الرز البسمتي الواحد إلى 900 ريال، فيما ارتفع سعر الكيلو السكر إلى 650 ريالاً، والغلاء ذاته شهدته الخضروات والفواكه.
وتسببت درجة الحرارة والاستمرار في انقطاع الكهرباء بارتفاع جنوني في قيمة الثلج على الرغم من تواجد أكثر من خمسة مصانع داخل المدينة.

تشير أم زهرة إلى أنها تحتاج لأكثر من ستمائة ريال يومياً لتوفير الثلج فقط، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر التي باتت لا تتناول إلا وجبة واحدة في اليوم.
تكافح أم زهرة مع زوجها الذي انقطع راتبه من صندوق النظافة والتحسين، بالعمل فراشة في إحدى مؤسسات المدينة، مقابل راتب لا يزيد عن 15000 ريال.
فيما تتمنى جارتها أم غيداء أن تطفى نار الحرب وتعود الكهرباء للمدينة وتفتح الطرق التي تُعد السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام بعضها.
ازدهار تجارة الحطب
كما تسببت الحرب الدائرة في المحافظة في خلق أزمة كبيرة في مادة الغاز المنزلي، وبات المواطنون في تتزاحم مستمر في الشوارع الرئيسية وأمام محطات التعبية مع ارتفاع قيمة الأسطوانة الواحدة إلى 7 آلاف ريال، الأمر الذي جعل تجارة الحطب تنتعش يوماً بعد يوم.
حامد مغني، كان يعمل حمّالاً في أحد المخازن التجارية، ولكن بعد أن أغلق بسبب وصول المعارك إلى شرق المدينة، لجأ إلى تجارة الحطب والتي أصبحت مصدر رزقه الوحيد.

يستيقظ حامد مبكراً ليذهب كل صباح إلى أحد الأودية في مديرية زبيد مع بعض رفاقه بسيارته، ويعودوا محملين بحزم الحطب التي وجدت إقبالاً غير مسبوق في الحديدة منذ اندلاع المعارك فيها بين قوات الشرعية المشتركة وقوات الحوثي الانقلابية.
وأرجع سكان المدينة أزمة الغاز إلى الاحتكار الذي يمارسه عُقال الحارات، لبيعه على أصحاب المطاعم بأسعار باهظة.
ودفع استمرار انعدام الغاز المنزلي معظم المواطنين إلى شراء أكثر من أسطوانة للأسرة الواحدة كاحتياط للأيام التي تنعدم فيها المادة، وهو ما فاقم من حدة أزمة الغاز المنزلي وحصول البعض عليها وحرمان آخرين منها.
يقول الحاج منذر علي: "الحرب أعطت فرصة للفاسدين والسرق للعبث بالوطن والمواطن وخياراته، فقانون الردع لم يعد سارياً. فوضى في كل مكان وأزمة مشتقات نفطية وغلاء في المواد الضرورية والأدوية وغيرها من مستلزمات الحياة".
قصف عشوائي
وماتزال القذائف العشوائية الحوثية تطال الأحياء السكنية وسط المدينة مخلفة بين الوقت والآخر دماراً في كثير المباني والمرافق الحكومية والخاصة، كما حدث مؤخراً في هنجر مهجور داخل مصنع صلاح الدين، والذي تعرض لثلاث قذائف حوثية، اثنتين منها بالقرب من أحياء آهلة بالسكان وسط المدينة.
يقول المواطن هائل العتمي، أحد سكان حي زايد القريب من مصنع صلاح الدين: "كان الصوت قوياً وخلق حالة من الرعب والهلع في نفوس الأطفال والنساء".
ويضيف لـ "الأيام": "جاء الصوت فجأة، حيث لم تكن هناك أي اشتباكات فالكل كان آمناً.. والحمد لله ربنا سلّم من كانوا نائمين في الأسطح وأحواش منازلهم".
ويشير مواطنون في أحاديث لـ "الأيام" إلى أن سقوط القذائف على أحيائهم المكتظة بالسكان سيستمر طالما تأخر الحسم العسكري، وطال عمر الهدنة التي قتل في عهدها الكثير وتشرد الآلاف وجاع ومات آخرون، مطالبين الشرعية والتحالف العربي بسرعة إنقاذهم وأطفالهم من خلال تحرير المحافظة من القوات الحوثية الانقلابية.