> تبن «الأيام» هشام عطيري

أكثر من 25 كفيفا وكفيفة يعملون في الزراعة، بدأوا باستصلاح الأرض والحرث ثم البذر والسقي والرعاية والحصاد.. مكفوفون يجيدون كل شيء حتى التعامل مع الآلات الزراعية وتقنياتها.


قرية بئر الكدمة الواقعة في الجنوب الشرقي لمديرية تبن بمحافظة لحج تعد إحدى المناطق النادرة التي يتواجد فيها العديد من المكفوفين الذين يعملون في شتى المجالات ومنها الزراعة رغم أن بعض هؤلاء المكفوفين قد أنهوا تعليمهم الجامعي وتخرجوا إلا أن عدم حصولهم على وظيفة دفعهم للعودة إلى أرضهم للعمل فيها وزراعتها.

قرية في لحج جميع مزارعيها مكفوفون
قرية في لحج جميع مزارعيها مكفوفون

الوالد عبد الله صالح علي لديه اثنان من الأبناء مكفوفان إلا أنه، حسب قوله، "يعملان معه في الزراعة بشكل طبيعي كأي إنسان عادي".

يشير عبد الله إلى أنه يعتمد على أولاده في كل شيء، فهو يثق فيهم وبعملهم رغم إعاقتهم البصرية فقد كافحوا ودرسوا في الجامعة حتى تخرجوا ليعودوا للعمل في الأرض التي احتضنت كل إنسان فقير ليعيد الحياة إليها ويزرعها قائلا: إنه يفتخر بأولاده ولا تشكل الإعاقة البصرية مشكلة بالنسبة له في التعامل معهم.


الكفيف صالح عبد الله صالح القزيعي تعلم الزراعة منذ طفولته ولم ينساها فكبر معها وترعرع ليقوم بكل الأعمال الزراعية بكل سهولة.

يقول صالح "إنه أكمل شهادة البكالوريوس من كلية التربية صبر، فكان يعمل ويدرس وحتى اليوم لم يتحصل على وظيفة تساعده، فصالح يعمل مع والده وأخيه المكفوف.


كل أعمال الزراعة يعملها صالح من السقي والنصد والمتطير وجلب الحشيش، وليس هو الوحيد في القرية بل هناك العديد من المكفوفين الذين يعملون في هذا المجال.

الكفيف زكي القزيعي يقول "عندما نفقد شيئاً فإن الله سبحانه وتعالى يعوضنا بشيء آخر"، ولا يجد صعوبة في عمله من خلال طاحون الحنا الذي يعمل عليه فهو، حسب قوله، عمل طبيعي.


زكي أكمل الشهادة الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية صبر في العام 206م 2017م ولم يتوظف، فكل الأبواب مغلقة أمامهم، حسب قوله.

محمد ماطر وفضل سبيت كفيفان آخران يعملان في الزراعة في القرية إلى جانب 25 كفيفاً وكفيفة آخرين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في مختلف المجالات، إقبال قشاش المدير التنفيذي لجمعية المكفوفين قالت "إن الكفيف إنسان عادي يمارس حياته الطبيعية في قرية بئر الكدمة هناك ما يقارب 25 كفيفاً يعملون في الزراعة وبعضهم قد أنهى الجامعة"، مشيرة إلى أن المكفوفين قادرون على العطاء أكثر من الأسوياء بعزيمتهم وإصرارهم على الحياة.

وأشارت إقبال إلى أن الجمعية تعمل على مساندتهم وإدماجهم في المجتمع، فهي تحتضن عدداً هائلاً من المكفوفين يقدر بـ 703 كفيف وكفيفة بمحافظة لحج.

وأوضحت قشاش أن الجمعية لديها مدرسة يدرس فيها 36 طالباً كفيفاً كغيرهم من الطلاب العاديين، بعضهم ممن تخرجوا من الجامعة وعددهم 7 مكفوفين، فيما لازال هناك أربع طالبات مكفوفات مازلن يدرسن في كلية التربية صبر ونتائجهم مشرفة.