في زمن حرية الرأي (بافتراض وجودنا في هذا الزمن)، الكل يمتلك الحق في قول أو كتابة ما يريد، غثا كان أو سمينا في مضمونه، فليس هناك أيسر من وسائل التواصل الاجتماعي للنشر والإظهار، بطبيعة الحال يختلط الحابل بالنابل وما ينتج عن ذلك من شوشرة أو تشويش للعقل، أمر ليس بإمكان الجميع تجنبه، إلا من رحم ربي ممن يمتلكون العقل الممحص، ما أريد قوله أن 90 ٪ أو أكثر مما ينشر، يصدر من المطابخ التابعة لسين أو صاد من الهيئات أو المؤسسات أو أجهزة الاستخبارات المحلية و الإقليمية و العالمية، وهم بذلك ينفذون سياساتهم و يحققون مصالحهم، ما يهمني كفرد في هذا المجتمع في هذه البلاد، هو أن أوضح أن جل ما نتناوله هنا، و في غير ذلك من منصات التواصل هو شرح المشروح، وتفنيد المفند ، وتبيان المُبين والعجن في ما يطرح من أخبار أو آراء أو رؤى (إن وُجِدت) لكن فيما حدث بالأمس، وفي أحسن الأحوال فيما يجري لنا اليوم، لكننا أبدا لا نقرأ الغد ولا نستشرف المستقبل ولا نحسب مترتبات ما حدث ويحدث لنا وفينا، أفراد و مجتمع ولا نكّلف أنفسنا أن نفرد حتى مساحات صغيرة للنظر إلى المستقبل، وما قد يأتي به، أي أننا لا نفكر في الغد وما قد يحمله لنا، ونحن جميعا متساوون في ذلك عالمنا وجاهلنا، مثقفنا وغير المثقف منا، والنتيجة أن تحولّت قدرات العارفين منا إلى مجرد أحرف تائهة، مثلما تلاشت أفكارنا وذابت كذوبان الملح في ماء المحيط.
أين مستقبلنا؟
- 4,215 مشاهدة