> «الأيام» اندبندنت:
نتيجة احتدام الأوضاع في اليمن إلى الحال التي تدفع نحو فرض القناعات بالقوة في بلد تمزقه الحروب المركبة والولاءات المتعددة والسلاح المنفلت تسببت حرب من نوع آخر في سقوط عدد من القتلى والجرحى في محافظة مأرب النفطية.
وتقود مجموعة من زعماء قبائل مأرب والجوف وساطة قبلية لوقف الحرب الدائرة التي سادها الهدوء في ظل بقاء أسباب اشتعالها مجددا خلال الساعات المقبلة.
وأوضح أن من يقع على رأس القوة الرئاسية القائد بن معيلي الذي تقع قبيلته (آل معيلي) على خلاف وحروب سابقة مع قبائل الدماشقة، وهو ما فهم على أنه استقواء بالجيش لتحقيق أغراض خاصة، فنتج من ذلك التوتر الذي بلغ حد الاقتتال.
وأشار ابن جلال إلى أنه عقب وصول القوة الرئاسية أبلغتهم قبائل الدماشقة برفضها وجود هذه القوة كونها منطقة تابعة لهم، وأمهلوهم 10 أيام للانسحاب، كما أبلغوا رئاسة الأركان والمحافظ العرادة موقفهم، والأرجح أنه رفض الانسحاب وانتهت المهلة فاشتبكت قوات الحماية مع الدماشقة.
وليس بغريب أن تسمع عن اشتعال حرب ضروس تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة بين رجال قبليين وقوات الجيش النظامي، فهذا ما اعتاده اليمنيون منذ عقود مضت، حدت منه الحرب الدائرة بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران منذ ثماني سنوات مسببة أسوأ أزمة إنسانية في العالم بعد انشغال الجميع بالميليشيات التي رفعت عصاها الغليظة فوق الجميع.
ووفقا لابن جلال فقد تحركت وساطة أهلية يقودها محمد بن محسن بن جلال لإيقاف المعارك بعد إبلاغ الطرفين بوصوله، لكنه تعرض لإطلاق نار أدى إلى مقتله هو وشخصين كانا معه من شباب قبيلته.
ونتيجة لاحتدام حدة التوتر في البلد الذي تغيب فيه مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية عن القيام بواجباتها تعززها نوازع النفوذ المتزايد في المحافظة الغنية بالنفط، اشتركت قبائل آل معيلي مع قوات الحماية الرئاسية في قتالهم ضد الدماشقة، وتمكنوا بحسب ابن جلال من اثنين منهم، إضافة إلى مقتل أكثر من 15 من قوات الجيش الرئاسي، وهو ما يفسر حالة التحالفات التي تتهدد استقرار البلد المنهك بصراعاته.
وأدت الاشتباكات إلى خروج المحطة الغازية عن الخدمة وانقطاع الكهرباء عن محافظة مأرب منذ مساء الخميس الماضي، وأفاد مصدر في كهرباء مأرب بأنه تعثر وصول الفرق الهندسية إلى مناطق الطاقة بسبب الاشتباكات، مؤكدا أن التيار الكهربائي لن يعود إلى العمل كون خطوط نقل الطاقة تعرضت لأضرار كبيرة قد تؤخرها لساعات قادمة.
وبين الحين والآخر تندلع مواجهات دامية بين قوات الجيش وقبيلة الدماشقة القريبة من المنشآت النفط وخطوط إمداد الطاقة، تسببت في مرات سابقة بقطع الخط الدولي الرابط بين منفذ الوديعة مع السعودية ومدينة مأرب التي تتعرض منذ عامين لهجوم حوثي ضاغط نتج عنه تقدم ملحوظ للميليشيات المدعومة من إيران مستغلة حالة الشتات والانقسام الذي يعصف بالشرعية اليمنية ويتهددها في آخر معاقلها الاستراتيجية شمالا.