المتأمل والمتمحص بموضوعية (وبحيادية ولو متواضعة) في أوضاع وأحوال الشعب (اليمني)، والبلد بشكل عام شمالا وجنوباً سيتوصل إلى نتائج صادمة وكارثية (بالمعنى الشامل للكلمتين الأخيرتين)، وإذا ما سُألنا كأفراد أو مجموعات أو شعب: هل نحن بخير، فإن الرد الطبيعي على السؤال سيكون سالب سواء كانت الإجابة من مصدر شمالي أو جنوبي.
نعم لسنا بخير، رغم نسبية الإجابة. البشر في هذه البلاد ليسوا على ما يرام في معيشتهم (لقمتهم)، أو تطبيبهم أو تعليمهم أو أمنهم وفي تنقلاتهم من مكان إلى آخر في الداخل والخارج.
سيقول قائل من المصادر الرسمية، إن هناك جهودا تبذل من الخارج والداخل لترميم ومحاولة استعادة الحياة الطبيعية لهذا الشعب، من خلال توزيع السلل الغذائية على ندرتها في هذه المحافظة أو تلك أو الإمداد بالوقود الذي هو عصب الحياة، ومن خلال الدعم المتنوع الذي يبذله جيش المنظمات الداعمة الخارجية والداخلية التي يجاوز عددها الرقم المعقول التي وجد الفاسدون فيها مرتعا للارتزاق، نرد على ذلك بالقول: إن كل هذه الإمدادات والجهود في حقيقتها إنما جاءت لتكريس الوضع المعوّج وإبقائه قائماً في الحد الأدنى الذي يحول دون حدوث الانهيار الكامل لما يسمى بمنظومة الدولة الغائبة، لذلك نقول بكل الصدق، إن رغم كل هذا، فتلك الجهود (ونستثني منها جهود الناس الطيبين الذين يقومون بواجبهم بنزاهة وشرف وهم قلّة) ومن خلال التجربة التي نعيشها يجب أن تتوقف. نعم يجب أن تتوجه كل الجهود نحو إيجاد الحلول السياسية للقضايا القائمة وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة وهي القضية الأساسية والمفتاح لحل كل القضايا الأخرى، وعلينا أن نثبت أننا لسنا سيفًا تضرب به الشقيقة الكبرى من تريد ومتى تريد كما صرح وأعلن بذلك الزعيم القائد. علينا أن نثبت أننا شعب كريم وعزيز ودولة ليست بحاجة إلى الصدقات المشروطة، فمصادرنا الطبيعية كافية لتأمين احتياجاتنا. الهوة التي بيننا وبين التحالف تكبر مع الوقت وتزداد حجما مع الزمن، وحين يصل الأمر إلى مستوى تجويع الشعب وقطع رواتب الجيش الجنوبي بكل تفريعاته فإن الضوء الأحمر يجب أن يعمل ونعيد مصلحة الجنوب وأبنائه إلى مكانها الصحيح، ونعمل بهمة حتى تحقيقها.
نقول لمن أسرف في تقديم التنازلات بكل أنواعها: كفى، ونصرخ جميعا: (على جنب لو سمحت).