> «الأيام» غرفة الأخبار:

وقعت الولايات المتحدة في مشكلة وتخبط بسبب التحالف الذي تنوي إقامته لإحكام السيطرة على المياه في البحر الأحمر، ما يجعل خططها لمواجهة هجمات جماعة الحوثي.

ومن غير الوارد، وفق ما يذكر المحلل الإسرائيلي المخضرم يارون فريدمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الدول العربية لهذا التحالف، الذي ينصر إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويلفت إلى إعلان السعودية بالفعل أنها لن تنضم، وصمت الإمارات الرسمي حول موقفها، قبل أن يشير بالقول: "الواضح أن انضمام أبوظبي قد يؤدي إلى أزمة حادة مع الرياض".

وتخشى المملكة، من أن دخولها إلى جانب الأمريكيين في التحالف الحربي، سيؤدي بالضرورة إلى العودة إلى مربع الحرب في اليمن، مع ما يعنيه ذلك من استهداف الحوثيين لمنشآتها الحيوية والنفطية.

كما أن السعودية تعلم علم اليقين أن ليس لدخولها التحالف البحري أي قيمة مضافة، يمكن أن تغيّر موازين القوى أو تؤثّر في رسم جديد للخارطة السياسية في المنطقة، يكون لها فيه حظ أوفر، فضلًا عن أن حلف واشنطن سيزيد من تعقيد الموقف في البحر الأحمر، ويمكن أن يعرّض موانئها، ولا سيما ميناء جدة، للاستهداف.

ويعلق فريدمان، على هذا الرفض بالقول: "تخشى السعودية والإمارات من تعثر طريق المصالحة مع الحوثيين، حيث يهدد الجماعة كل من ينضم إلى التحالف الأمريكي".

وأثبت الحوثيون في الحرب ضدهم أنه ليس لديهم خطوط حمراء، وقاموا بقصف أطراف مدينة مكة المكرمة، والعاصمة السعودية الرياض، ومنشآت أرامكو النفطية بالصواريخ والطائرات من دون طيار وغيرها.

ويردف فريدمان: "من قد ينضم هي مصر، فهي الضحية الاقتصادية الرئيسية بين الدول العربية نتيجة عرقلة مرور السفن إلى خليج السويس، علاوة على أن لها تاريخا في معارضة إيران وتمددها".

ولكن مصر، على لسان مصدر مسؤول، نفى نية بلاده الانخراط في أي تحالف أمني أو عسكري لمواجهة الحوثيين في اليمن، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم تتضرر حركة الملاحة في قناة السويس، بشكل يتسبّب بالقلق لمصر.
ووفق المصدر ذاته، فإن مصر أجرت اتصالات مع جميع الأطراف ذات الصلة، لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر بشكل عام، وحتى لا تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس.

ويضيف المحلل الإسرائيلي: "من الممكن أن يتلقى التحالف ضد الحوثيين دعمًا غير متوقع من الدول المتضررة اقتصاديًا وليست صديقة للولايات المتحدة، سواء كانت قطر أو حتى الصين"، موضحًا: "ذلك لأن إيران تلعب بالنار في تفعيل إرهاب الحوثيين كقراصنة".

ويبرر رأيه بالقول: "قد تدخل إيران في صراع مع أصدقائها الذين يخسرون الكثير من الأموال بسبب حاجة سفنهم إلى المرور حول أفريقيا لنقل البضائع إلى أوروبا".

وتابع فريدمان في تحليله: "من المهم أن تدرس الولايات المتحدة جيدًا الأسباب التي أدت إلى فشل الحرب الطويلة التي خاضها التحالف السعودي ضد الحوثيين".

وحول الدرس الأهم، فال: "لا تكسب الحرب باستخدام القوة الجوية وحدها، وكذلك لم تكن القوات اليمنية الجنوبية التي قاتلت على الأرض ضد الحوثيين، بدعم إماراتي سعودي، قوية ومدربة بما فيه الكفاية".

وزاد: "من المؤكد أن المرء يستطيع أن يفهم المعلقين السعوديين الذين أعربوا مؤخرًا عن مخاوفهم من أن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضد الحوثيين، لن يكون عديم الفائدة فحسب، بل سيكون ضارًا ويؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق".

ومؤخرًا، ترددت أنباء أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس توجيه ضربة للحوثيين، وسط اعتقاد بين الكثيرين داخل وزارة الدفاع (البنتاجون)، أن الصراع في المنطقة قد تصاعد بالفعل، وأن الولايات المتحدة على الأرض والبحر في الشرق الأوسط، معرضة للخطر بشكل متزايد.

وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر، بذريعة أنها إسرائيلية أو متوجهة لإسرائيل، ردًّا على عدوان الأخيرة المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.

ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن لوقف عملياتها عبر البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية وشحنات الطاقة بين أوروبا وآسيا.

وهذا أدى إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر الذي تدرجه سوق التأمين في لندن الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.
وأمام ذلك، كشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، أن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن". لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.