أهمية الريال كعملة واحدة

لعب الريال دورا حيويا في اقتصاد البلد منذ بداية الستينيات وأيضا بعد أن أصبح العملة الرسمية في تسعينيات القرن الماضي ومن ذلك تتجلى أهميته في عدة ملامح:

1 - يعبر الريال عن السيادة الاقتصادية ويعتبر رمزاً لاستقلال البلد المالي والمتحكم في سياساتها النقدية والمالية.

2 - عبر الريال في فترات مختلفة عن الاستقرار الاقتصادي عبر استقرار قيمته واستقرار سعر الصرف والسيطرة على التضخم.

3 - سهل الريال عملية التبادل التجاري مع دول العالم وكان لاستقرار سعر صرفه تأثيرا محفزا لعمليات الصادرات والواردات.

4 - ساعد استقرار الريال في التحكم في العرض النقدي وسعر الفائدة والمساعدة في إدارة النمو الاقتصادي وتشجيع النشاط الاقتصادي.

5 - ساعد الريال في جذب ثقة المستثمرين والمواطنين في العملة والاقتصاد عموما.
  • الريال والبنك المركزي
لعب البنك المركزي دورا مهما في الحفاظ على الريال واستقراره النسبي في الفترة ما قبل حرب 2015 من خلال تأدية أهدافه العامة والخاصة المرتبطة بالسياسة النقدية وتركزت أهداف البنك المركزي اليمني في حق إصدار العملة وإدارتها وتنظيم الأعمال المصرفية والائتمانية وإدارة احتياطي الدولة من الذهب والعملات الأجنبية وضمان استقرار العملة وتحقيق التوازن الداخلي والخارجي وممارسة أي اختصاصات توكل إليه أو يقوم بها نيابة عن الحكومة وأداء مهمة المستشار الاقتصادي والمالي والمصرفي للحكومة.

وقد نجح البنك المركزي في تحقيق أهدافه المتصلة بتعزيز وفعالية واستقرار الريال إلى حد ما حتى الفترة ما قبل قيام الحرب الجارية.
  • تشظي الريال
بعد أن سادت طبعة واحدة للريال خلال عقود ظهرت طبعات مختلفة للريال كواحدة من الآثار الخطيرة لاستخدام البنك في الحرب من قبل المتحاربين وقد تسببت الحرب في:

• انقسام البنك المركزي منذ نقل البنك المركزي إلى عدن في عام 2016م.

• الانقسام النقدي بين عدن وصنعاء بعد طباعة الريال الجديد في عدن ومنع استخدامه في مناطق سيطرة بنك صنعاء.

• انقسام المؤسسات والسوق المالية والنقدية وانقسام السياسة المالية والنقدية في مناطق النفوذ التابعة لعدن وصنعاء.

• حاليا حشر البنوك التجارية والإسلامية والمنظومة المالية والمصرفية في عاصفة الحرب الاقتصادية بإصدار قرارات خطيرة من بنكي عدن وصنعاء تهدف إلى السيطرة على النظام المالي والمصرفي مع فوارق واضحة في اهداف ومقاصد الطرفين.

• التدهور السريع لسعر صرف الريال في ظل وجود سعرين مختلفين للصرف أحدهما واقعي وآخر مصطنع.

• فوضى عارمة في سوق الصرف وسعر صرف الريال.

• التأثير السلبي على التدفقات المالية والتحويلات المصرفية داخليا وخارجيا وهي شريان ضروري لحياة المجتمع.

• تجميد الأصول المالية والودائع وتوقف سحب أرصدة البنوك والملاك والمودعين وسن قوانين في صنعاء تعطل دور البنوك تحت شعارات إسلامية.
  • الريال والناس
من أهم آثار الحرب على المجتمع ومستوى الحياة وتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة عالميا هي:

• تعدد أسعار الصرف لطبعات الريال في عدن وصنعاء واستخدام الريال وتعدد الصرف في حرب حوالات وتجفيف العملة وتهريبها إلى الخارج وخلق عدم ثقة في العملة المحلية.

• استخدام الريال السعودي والدولار في المعاملات بدلا من الريال وكوسطاء بين طبعات الريال.

• تسبب وقف صادرات النفط في تجفيف السوق من العملات الأجنبية واستفادة صنعاء من ذلك وخسارة عدن كونها تتحمل عبئ توفير العملة لدفع فاتورة الاستيراد.

• استخدم الريال وسيلة للضغط على مناطق الجنوب لتحقيق أهداف سياسية من قبل سلطات عدن والإقليم في أبشع صور الإذلال والاضطهاد في تاريخ البلاد.
  • بقايا الريال
تباين أسعار صرف الريال في عدن وصنعاء عملية مصطنعة كما أن سعر صرف الريال في صنعاء وهمي ولا يستند إلى معايير اقتصادية واضحة في حين أن سعر صرف الريال في عدن واقعي ويخضع لمعايير اقتصادية إلى حد معين مع مراعاة آثار السياسية المصنوعة بعناية لتهيئة الأرضية لتحقيق أجندات تخدم أطراف محلية وإقليمية وآثارها على قوة الريال.

إن وصول سعر صرف الريال الجديد إلى مسافة قريبة جدا من 2000 ريال للدولار-ويمكن وصفة بسعر الصرف السياسي للريال- قد أثر بشكل خطير ومدمر في القيمة الحقيقية للريال تجسدت في معدلات عالية من التضخم الجامح وارتفاع جنوني في الأسعار، وبالتالي ارتفاع معدلات الفقر والمجاعة وسوء التغذية إلى أرقام ونسب تسجل لأول مرة في تاريخ العالم المعاصر.
  • إنقاذ الريال إنقاذ للحياة
إن إنقاذ الريال يمكن أن يتم من خلال:

• تطوير آلية سريعة واضحة وشفافة للتسوية الاقتصادية بين عدن وصنعاء على قاعدة الكل رابح وفي مقدمتهم الريال.

• تشكيل إدارة مشتركة لإدارة البنك المركزي في إطار مهني غير سياسي.

• إعادة النظر في طبعات الريال وتنظيم التداول بكل الطبعات الرسمية قديمة وجديدة أو إلغاء القديمة أو طبع ريال جديد وهو لدينا أفضل الحلول بعد حين من الاتفاق والتسوية الاقتصادية.

• تصدير النفط والغاز ودعم مالي خارجي لتقارب سعر الصرف في كل من عدن وصنعاء.

إن عودة الاعتبار للريال هو عودة اعتبار للمواطن وإنسانيته.

إن رفع الضغط السياسي على الريال واستخدامه كرافعة سياسية من القوى السياسية الداخلية والخارجية هو إخراج للريال من وسط عاصفة الحزم إلى لعب دورة كعملة ووسيلة للتداول وتفعيل دورة في تحسين مستوى الحياة.

*"رئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية"