ليتوقف كل المشككين وأصحاب الكير الشاعل والنار الذي ينفخون به، وتحذيرنا لخوفنا من أن كل من تزلف ونافق ليس صادق حتى لو حضر وتصور ولبس أحسن ما عنده.

مسألة حقوق حضرموت ليس بدلات ولا قمصان وعمامة بيضاء نظيفة وكرفتة وكاميرات وميكرفونات أبدا أبدا هي بين الخنادق ووسط الغبار وتحت القصف.. نعم حاشا لله نحن لا نشكك في أحد من أبناء حضرموت مما كان وحيثما كان.. كل حضرمي صاحب حق، السيد الشيخ عمرو بن حبريش صاحب حق، والسيد مبخوت بن ماضي المحافظ صاحب حق، وكل من هم في الحلف والجامع لهم حق وإنما ما هي أبواب الحق ومن أين ندخلها، من في الهضبة وسط الخنادق وتحت الشمس أعانهم الله ونشد على أياديهم فردا فردا، ومن يدير الأمن والحكم هنا في الساحل بعيدا عن الهضبة نشد على أياديهم ونحيي جهودهم في الحفاظ على السكينة والأمان.

كيف ننظر إلى حال ما نراه اليوم في حضرموت؟ لقد اتخذت الأمور أربعة اتجاهات من خارج المطالب الشرعية للحلف والجامع الحضرمي، وهناك أنواع أرادت أن تتجه بخلاف اتجاه الحضارم:

الاتجاه الأول: الخائفون على مصالحهم الشخصية والأنانية والمحدودة وهؤلاء اتخذوا مواقف مرجفة وسيئة السمعة وعطلوا التوافق ولعبوا بالورق المغشوش.

الاتجاه الثاني: المرجفون المزعزعون للثقة بين الأطراف وبث سموم النزعة الفردية وتحويل الأمر إلى سباق نحو الزعامة بعيدا عن مصالح حضرموت وتراكم الحق والتضحيات والشهداء والمعاناة، وجعلوا من الأمر رهيفا قليل الدسم وصبوا في أذن السلطة كثيرا وكثيرا من الخوف والرعب.

الاتجاه الثالث: المقنعون الذين يلبسون أكثر من وجه وقناع ولديهم القدرة المطاطة على مقاسات الأقنعة، فهم مرة هنا عند السيد المحافظ أبو عدنان ومرة عند السيد عمرو بن حبريش والحلف والجامع ويروون قصصا لا صلة لها أبدا لا بحقوق حضرموت ولا بالمطالب ولا بالنهوض، ورفع رأسنا بين الأمم، هؤلاء المقنعون ممسكون بأرجلنا ولا هم لهم إلا أن نظل مبركين ومقموعين، وكل حين لهم قناع ووجه غير ما كان ما قبل لحظات، وتشاهدونهم أنتم.

الاتجاه الرابع: الإعلام الرسمي وأعداء حضرموت، هذا عمد إلى التظليل وبث الضباب على نوايا السيد عمرو بن حبريش والحلف والقبائل الحضرمية الأبية والجامع الحضرمي وغير المفاهيم وشوه بعمد القصد النبيل للأهداف والحقوق الحضرمية، بل أزاح نوايا المحافظ نحو دعم الحق الحضرمي ويستبدل كلمات بدلا من كلمات ويغير السطر ويجعل من حضرموت مارقة سارقة، وظهر هذا كما ظهر أمس أيام الهبات والعصيان الشعبي سابقا، أما الإعلام المسيس ضد حضرموت من داخل حضرموت وخارج حضرموت فمعاناتنا معه طويلة وله أنياب هنا ولديه أشباح تتحرك حتى في الظلام وهو يرغب مرة ويهدد مرات، وهذا النمط الوسخ والسيء يشتغل في أقذر الظروف ويلعب على العاطفة، وهو مسؤول بشكل أكثر عما فرق بين السيد عمرو بن حبريش والسيد مبخوت بن ماضي المحافظ وأشعل في صدر كل منهما حكاية ضد أخيه الآخر، بل توزع بين رجال السلطة والشخصيات وغيرهم بتصوير الأمر من خلال الضخ لمعلومات خطأ وتصورات غلط وجعل منا حضارم نجهل حضرموت، هذا هو الإعلام الخصم الذي عمل ضد حضرموت وضد زعمائها وضد قبائلها وضد مثقفيها أيضا.

إذا هناك حملة تشويه كبيرة تديرها جهات كبيرة وأبواق وماكنات أكبر من حجم حضرموت، ولا تسعد قط بأي نهضة لحضرموت ومكانتها وحقوقها، وما يحدث حاليا هو كسر هذا الحاجز، وإسقاط كل الديناصورات التي كنا نخاف منها وتحيط بنا شرقا وغربا، ما يحدث الآن لم يحدث من قبل، وهي فرصة لمراجعة أنفسنا، وعودة لنبذ التغطرس للسلطة وتفهم واقع الأمر وإشراك الناس في نهضة حضرموت، وإما من هم في الميدان فإنها ساعة حضرموت ولا بد للقيد أن ينكسر.