"إن شفت شي ما قلت شي وإن حد حكا لي ما حكيت" مثل شعبي متداول، ولكن مشكلتنا نشاهد الخطأ وكأنا لا نشوف والهرج واجد على الفاضي، هكذا نصبح ونمسي دون مراعاة ولا اهتمام ولا حرص وأعتقد أن القلوب تباعدت وأن حسن النوايا أغلبها تصب في خراب البلاد والعباد.

العالم يلهب لهيبا وكما قال الجنرالان هاليفي وكوريلا في القيادة الأمريكية إنهما توصلا إلى ضرورة مراقبة خطوط الإمدادات البحرية إلى مكان تفريغ ونقل شاحنات السلاح إلى جماعة أنصار الله الحوثية على بعد 12 ميلا بحريا في البحرين (الأحمر والعربي) والشريط الساحلي لمحافظة حضرموت، وقال المصدر إن الجنرالات بحثا ضرورة توجيه ضربة لخطوط الإمدادات في المياه الإقليمية وطرق التهريب التي تمر عبر الصحراء.

حضرموت والمهرة مسالمتان (الله يحفظهما) ولم تكنا يوما من الأيام طرفا أو خصما لأجنبي، ولكن قد تكونان -والله أعلم- هدف انتقام يوما ما من قبل الوحوش الحاقدة عليهما.

عندما ننظر إلى واقع عمل الصيادين فإنهم يتعدون حدود 12 ميلا بحريا من غير خط سيرهم إلى الصومال وسقطرى، لهذا وجب التحذير والتنبيه خصوصا والعالم معصود بحرب لا ندري بنوايا الأخ من الصديق، لكن المشكلة في مدينة خلف المكلا تجد أكبر خطأ موجود ارتكبه من له مصلحة في استهداف وتحجيم دور وأهمية الميناء الاقتصادي لعاصمة حضرموت (المكلا) وإصرارهم على وجود مضايقة الميناء بالمشروع الرابع السمكي والصوامع داخل الميناء جوار محطة الكهرباء وشركات الاسماك، وشيء مزرٍ عواقبه وخيمة إنشاء خزانات الوقود ملاصقة بمكاتب النفط ومصنع الغويزي للتونة ومصنع بن كوير سابقا، والتي أصبحت بالكامل شبه ملاصقة بالبيوت السكنية لأهالي مدينة خلف الصابرين الطيبين في الأخلاق والتواضع.. خزانات النفط معبأة بملايين اللترات من البترول والديزل، وهذا الواقع غير طبيعي وسط تجمع سكني.

ما لحضرموت والمهرة دخل والعالم يشتعل حروبا، لكن الأقدار قد تصل حدها، وهذه الأفعال (قنبلة موقوتة) تهدد حضرموت والعاصمة المكلا وسكان خلف بصفة خاصة والعبرة أمامكم بما فيه التلوث البيئي الذي يعاني منه السكان يوميا وغيرها من الأضرار.

هذه المناشدة الثالثة أطالب فيها بإزالة خزانات الوقود وكل ما هو داخل وجوار الميناء من مصانع وخزانات بهدف السلامة وجعله ميناء تجاريا كبيرا ومدينة خلف تجارية وسياحية في المستقبل.. اللهم احفظ حضرموت والمهرة من كل مكروه، والله من وراء القصد.

*"الباحث في بحر العرب والأسماك والأحياء البحرية"