الكل بعد الحقائب والرتب ومدينة عدن وأهلها يشعلون الحطب والمجلس السياحي مغترب والانتقالي يراقب الوضع عن كثب وعدن تعيش ظلاما شاملا والأهالي يواجهون الجوع والأسعار في السماء والعملة تتهاوى للحضيض والرواتب فتات لا تسد حاجة أسرة فقيرة من عدن لمدة خمس أيام فقط.

أهالي عدن خاصموا اللحوم والأسماك والدجاج والفواكه والخضار والمدينة تطوقها فوضى عارمة وانتكاسات معيشية وعسكرة المدينة بالجيوش والنقاط والنازحون من كل حدب وصوب والزحام يخنق المدينة.

أفواج كبيرة من المتسولين أطفالا وبنات شابات وعجزة نهارا جهارا يملؤون الطرق والأسواق والجولات والمدينة يتم تشويهها ومحو كل عراقتها وهويتها وجمالها وانضباطها وأرستقراطيتها التي عانقت الحضارة وسطعت مثل الشمس.

المدينة تائهة تئن وتصرخ وتستغيث ولا مجيب، وإزاء هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها عدن وأهلها فالمسؤولون من الرياض وأبوظبي ولندن يبعثون التهاني والتبريكات للرئيس ترمب بفوزه بالانتخابات الأمريكية، ويلتقون بالسفراء لمناقشة طرد الميليشيات الحوثية ويناقشون قضايا الإعمار والتحرير والديمقراطية وتحسين معيشة الشعب.

خمسون حزبا وسياسيون ووطنيون يتكتلون في عدن من أجل السلطة والحقائب ولم يتكتل أحد بإحضار معه شمعة واحدة ينير بها سماء عدن وهي تغرق بالظلام.

الهزل والعابثون والمستخفون شعروا بالخجل والحياء من هذه السلوكيات التي يقوم بها رجال دولة لا توجد لهم نهائيا أي علاقة ببلد وشعب يحترق ويموت.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا