كلمتان تعكسان حياة كل إنسان على هذه المعمورة إلا أن الألم يختلف من شخص لآخر بل من شعب لآخر، فقمع حرية التعبير تمثل ألما لفرد أو لشعب معين في حين أن الحرمان من قطرة ماء للشرب يمثل لفرد ولشعب آخر ألما ممزوجا، ناهيك عن ما بينهما فحقوق العيش الحر والكريم يمثل حقا مشروعا للإنسان أينما يكون.

يظل الأمل مدخلا لهذا أو ذاك مع أن الفرق شاسع وواضح، فما نراه في الدول الإسكندنافية غير ما تراه في أمريكا ودول أوروبية كذلك الحال ما نراه في دول الخليج غير ما نراه في جيرانها لاسيما ما يحدث لعقود باليمن وخاصة العقد الأخير، فالمواطنون في محافظات اليمن وبدرجة رئيسة في العاصمة المؤقتة عدن يفوق كل أشكال الألم الذي يعانيه أي شعب آخر كالصومال على سبيل المثال الذي يعيش اليوم أوضاعا أفضل مما يعيشه اليمني، ومن ذلك تجد الأمل بالله والإيمان بضرورة التغيير الجذري للسياسات المتبعة التي دمرت الإنسان وكل مقدرات البلاد.

الألم يتوسع يوما بعد يوم ويأخذ أشكالا جديدة دخيلة على المجتمع، ومع ذلك فالأمل محصور لمن يقرأ التاريخ الذي علمنا أن الظلم لن يدوم وأن الحساب إن تأخر قادم لا محالة بأي شكل من الأشكال، لكن الغالبية للأسف يئسوا من كل شيء.

الألم له مستويات وحينما يصل لحد معين وهو ما وصلنا إليه يحدث تغييرا يفوق كل التوقعات ويكون لهذا تأثير كبير إذا وجد طريقا واضحا يمكن السير عليه أي مشروع يمثل حلا لكل الآلام المتعاقبة بل يرسم بشفافية مستقبل شفاف بأهدافه التي تخدم الناس أولا.

الألم أن كل مسؤولي السلطات المتعاقبة فشلوا في خلق نموذج والأسباب عديدة ومعروفة للجميع، فالزعماء والقادة والمكونات السياسية والاجتماعية حققت مكاسبها الخاصة مقابل تدمير وطن وزرع فتن بين مواطنيه، لهذا فالأمل بتكاتف كل من ذاق الألم ورآه في واقعه اليومي وهي الخطوة الأولى لمن أراد تحقيق الأمل.

الألم أن الجميع سياسيين ومواطنين منتظرون من الخارج حلا لآلامهم وهذا سراب، فالأمل أن يصحو الجميع ويخطو نحو بناء إطار جامع بآلية فريدة ويحمل المشعل للتنافس ويخلق النموذج المنشود.
الألم أن الوقت طال وسيطول أكثر والأمل بالله وبمن يومن بهذا الطريق.

قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". صدق الله العظيم.